إجراءات أمنية مشددة لتأمين بغداد وما حولها قبيل عطلة العيد

ناقلة نفط من كردستان ترسو بأحد الموانئ في تكساس لتفريغ حمولتها

إجراءات أمنية مشددة لتأمين بغداد وما حولها قبيل عطلة العيد
TT

إجراءات أمنية مشددة لتأمين بغداد وما حولها قبيل عطلة العيد

إجراءات أمنية مشددة لتأمين بغداد وما حولها قبيل عطلة العيد

قالت الشرطة العراقية يوم أمس (السبت) ان اجراءات الامن شددت في العاصمة بغداد وحولها قبيل عطلة عيد الفطر.
وبدأت الحكومة خطة لتأمين بغداد أثناء العيد والحيلولة دون وقوع هجمات بسيارات ملغومة.
وزادت الحكومة عدد أفراد الشرطة عند نقاط التفتيش في مداخل بغداد ونشرت قوات اضافية في الحدائق العامة.
وقال ضابط برتبة مقدم يدعى قاسم شريف الشمري "تم وضع خطة أمنية محكمة ان شاء الله بغرض تأمين الشارع العراقي وحتى يشعر المواطن بوجود القوات الامنية، اقتربنا منه وحرصنا على أمنه وأمانه".
ويوم غد الاثنين هو أول أيام عيد الفطر عند العراقيين بينما يبدأ عند الشيعة أغلبية سكان العراق بعدهم بيوم.
وحسب الامم المتحدة فان 5576 عراقيا على الاقل قتلوا في أعمال عنف منذ بداية العام الحالي. وبلغت أعمال العنف في العراق ذروتها بهجوم مباغت في شمال البلاد شنه الشهر الماضي مسلحون متشددون ينتمون لجماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة تسمى الدولة الاسلامية.
وأدى ذلك الهجوم الخاطف في شمال العراق الى تفاقم التوتر الطائفي واثارة مخاوف بشأن تقسيم العراق على أسس طائفية، ومن احتمال عودة أعمال العنف الطائفية التي شهدتها البلاد في عامي 2006 - 2007.
لكن السلطات تؤكد انها تسعى لان يمر عيد الفطر بسلام.
وكان تنظيم "داعش" أعلن مسؤوليته عن موجة من التفجيرات في بغداد بينها عدة تفجيرات يوم 19 يوليو (تموز) قُتل فيها 27 شخصا.
على صعيد منفصل، قال مسؤول ان ناقلة محملة بالنفط الخام من كردستان العراق ترسو حاليا قرب ميناء جالفستون بولاية تكساس الاميركية وستخضع لتفتيش اجرائي من قبل خفر السواحل اليوم (الاحد) قبل أن يسمح لها بتفريغ حمولتها.
وكانت الناقلة التي ترفع علم جزر مارشال أبحرت من ميناء جيهان التركي في يونيو (حزيران) متجهة الى الساحل الاميركي على خليج المكسيك، رغم بواعث قلق واشنطن إزاء مبيعات النفط المستقلة من المنطقة الكردية وتهديدات الحكومة المركزية العراقية.
وقال أندي كندريك ضابط الصف بخفر السواحل، ان تفريغ الخام قد يبدأ في وقت لاحق اليوم اذا اجتازت الناقلة التفتيش "ما لم تكن هناك مشاكل أخرى". على حد قولها.
واضافت كندريك، ان خفر السواحل على اتصال مع مجلس الامن الوطني الاميركي ووزارتي الخارجية والامن الداخلي بشأن وصول السفينة ووضعها.
يذكر ان حمولة الناقلة تأتي من خط أنابيب كردي جديد.
ولم تستطع مصادر تجارية في تكساس ونيويورك ولندن وجنيف تحديد هوية مشتري الحمولة التي قد تتجه الى أي من مصافي التكرير الواقعة بطول الساحل الاميركي على خليج المكسيك.
وتقدر حمولة السفينة بنحو مليون برميل من الخام، أي ما تزيد قيمته على 100 مليون دولار بالأسعار العالمية.
ومن شأن بيع الخام الكردي الى مصفاة أميركية أن يثير استياء بغداد، التي تعتبر مثل تلك الصفقات من قبيل التهريب، وقد يثير تساؤلات عن مدى التزام واشنطن بمنع مبيعات النفط من المنطقة شبه المستقلة.
وعبرت الحكومة الامريكية عن بواعث قلق من أن مبيعات النفط من كردستان قد تسهم في تفكيك العراق، في الوقت الذي تكافح فيه حكومة بغداد لاحتواء تهديد تنظيم الدولة الاسلامية الذي استولى على مساحات شاسعة من البلاد. لكنها تبدي خيبة أمل أيضا إزاء طريقة معالجة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للأزمة.
وضغطت واشنطن على شركات وحكومات كي لا تشتري الخام من حكومة اقليم كردستان، لكنها لم تفرض حظرا مباشرا على الشركات الامريكية.
وتدهورت العلاقة بين حكومة الاقليم وبغداد بسبب ما يقول الاكراد انه دور المالكي في تأجيج الازمة والنزاع طويل الامد على مبيعات النفط.
بدورها، تهدد بغداد بمقاضاة أي طرف يشتري النفط الكردي.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».