شاهد... ميليشيا الحوثي تستبق مشاورات السويد بعمليات انتقامية في الحديدة

غريفيث «ممتن» لموافقة «التحالف» على الترتيبات اللوجيستية لإجلاء جرحى من صنعاء

عنصر بالقوات اليمنية الموالية للحكومة يمشي أمام مستشفى «22 مايو» على المشارف الشرقية للحديدة (أ.ف.ب)
عنصر بالقوات اليمنية الموالية للحكومة يمشي أمام مستشفى «22 مايو» على المشارف الشرقية للحديدة (أ.ف.ب)
TT

شاهد... ميليشيا الحوثي تستبق مشاورات السويد بعمليات انتقامية في الحديدة

عنصر بالقوات اليمنية الموالية للحكومة يمشي أمام مستشفى «22 مايو» على المشارف الشرقية للحديدة (أ.ف.ب)
عنصر بالقوات اليمنية الموالية للحكومة يمشي أمام مستشفى «22 مايو» على المشارف الشرقية للحديدة (أ.ف.ب)

قصفت ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران في وقت مبكر اليوم (السبت) الكثير من المصانع ومخازن المواد الإغاثية في مدينة الحديدة غربي البلاد، لتواصل انتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني، بتعمد إعاقة عمل المنظمات الإغاثية.
وأعلن العقيد أحمد الجحيلي نائب ركن عمليات اللواء الثاني عمالقة، أن الميليشيات استهدفت بمدفعية الهاوتزر مصانع الألبان وثلاجة المخلافي، ومصانع أخرى مما أسفر عن إحراقها وتدميرها.
وأضاف الجحيلي في تصريحات إعلامية أن الميليشيات تنفذ عمليات انتقامية، تهدف إلى تدمير البنى التحتية والمنشآت الحيوية في الحديدة.
وأوضح أن الحوثيين «يسعون عبر خطط ممنهجة لتدمير الاقتصاد والمنشآت الحيوية».
كما أكد العقيد الجحيلي أن ميليشيات الحوثي الانقلابية قامت بنقل جميع المعتقلين والمختطفين من سجونها في مدينة الحديدة، إلى أماكن مجهولة، واقتحمت منازل عدد من المدنيين في الأحياء السكنية بمدينة الحديدة، واختطفت العشرات من الشباب والمواطنين، بذريعة تعاونهم مع الجيش الوطني.
إلى ذلك، لفت الجحيلي إلى أن الميليشيات الانقلابية تعيش حالة من الخوف، وتعاني انهياراً محتوماً في الحديدة، وذلك بعد تحرير قوات الجيش الوطني أجزاء واسعة من المدينة.

وكان مندوب اليمن في مجلس الأمن أحمد بن مبارك قد أكد في وقت سابق أن ميليشيات الحوثي قصفت مخازن غذاء في الحديدة، في إشارة منه إلى أنها ما زالت تواصل قتل الشعب اليمني.
وأضاف أن ميليشيات الحوثي جندت الأطفال، وفخخت المنازل والميناء في الحديدة، وذلك ضمن كلمته في جلسة المجلس التي عقدت من أجل بحث التطورات الإنسانية والسياسية في اليمن.
من جهة أخرى، أكد الموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث أثناء جلسة لمجلس الأمن ليل الجمعة، أن الحديدة بؤرة ساخنة من النزاع في البلاد. وأعرب عن امتنانه لموافقة التحالف على الترتيبات اللوجيسيتية المقترحة لإجلاء الجرحى من صنعاء، معلناً عن نيته زيارة الحديدة الأسبوع المقبل.
كما رحب غريفيث بإعلان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن ضرورة العودة للمسار السياسي.
دولياً، قالت بريطانيا إنها ستحث مجلس الأمن الدولي على تأييد تطبيق هدنة إنسانية باليمن، في الوقت الذي قال فيه مارتن غريفيث إن الأطراف قدمت «تأكيدات قاطعة» بالتزامها بحضور مشاورات سلام تعقد قريبا في السويد.
وقالت كارين بيرس سفيرة بريطانيا بالأمم المتحدة إنها ستطرح على مجلس الأمن الدولي مسودة قرار يوم الاثنين المقبل، تتضمن الطلبات الخمسة التي قدمها مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، التي يحث أحدها على التوصل لهدنة حول البنية الأساسية والمنشآت التي تعتمد عليها عملية المساعدات واستيراد المواد التجارية.
وأضافت بيرس أن هدف القرار سيكون وضع دعوة لوكوك «موضع التنفيذ». ولم تحدد إطارا زمنيا للموعد الذي سيطرح فيه مشروع القرار للتصويت.
وتشمل الطلبات الأربعة الأخرى حماية إمدادات المواد الغذائية والسلع الأساسية وزيادة وسرعة ضخ العملة الأجنبية في الاقتصاد من خلال البنك المركزي وزيادة التمويل والدعم الإنساني وانخراط الأطراف المتحاربة في محادثات سلام.
وكانت محاولات عقد محادثات سلام سابقة بجنيف في سبتمبر (أيلول) الماضي، تم التخلي عنها بعد مماطلات الحوثيين وانتظار وفدهم ثلاثة أيام، دون حضورهم.
وقال غريفيث: «سأذهب إلى صنعاء الأسبوع المقبل... سأكون أيضا سعيدا للسفر بنفسي، إذا دعت الحاجة لذلك، مع الوفد للمحادثات».
وأضاف أنه يعتقد قرب الوصول إلى حل المسائل التحضيرية للسماح لعقد المحادثات في السويد.
وقال لمجلس الأمن الدولي: «إنني ممتن للتحالف لموافقته على ترتيباتنا اللوجيستية المقترحة، وللتحالف ولعمان على موافقتهما على تسهيل الإجلاء الطبي لبعض اليمنيين الجرحى من صنعاء».
وأضاف غريفيث أيضاً أن الأطراف على وشك التوصل لاتفاق على تبادل السجناء والمعتقلين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».