إبيريتشي إزي... صانع ألعاب موهوب يتطلع لإعادة كوينز بارك إلى «الممتاز»

استحوذ صاحب القميص رقم 10 على إعجاب الجمهور سريعاً بمهاراته وينتظر أن يسطع نجمه في سماء الكرة الإنجليزية

إبيريتشي إزي صانع ألعاب كوينز بارك رينجرز ينتظره مستقبل باهر في الكرة الإنجليزية
إبيريتشي إزي صانع ألعاب كوينز بارك رينجرز ينتظره مستقبل باهر في الكرة الإنجليزية
TT

إبيريتشي إزي... صانع ألعاب موهوب يتطلع لإعادة كوينز بارك إلى «الممتاز»

إبيريتشي إزي صانع ألعاب كوينز بارك رينجرز ينتظره مستقبل باهر في الكرة الإنجليزية
إبيريتشي إزي صانع ألعاب كوينز بارك رينجرز ينتظره مستقبل باهر في الكرة الإنجليزية

شهد نادي كوينز بارك رينجرز الإنجليزي مولد نجم جديد في مركز صانع الألعاب، وهو الإنجليزي ذو الأصول النيجيرية إبيريتشي إزي، الذي يتطلع إلى أن يسير على نهج اللاعبين العظماء في تاريخ النادي مثل رودني مارش أو ستان باولز. ويمتلك إبيريتشي قدرات وإمكانيات تبشر بأنه سيكون لاعباً كبيراً بالفعل، من جرأة عادل تاعرابت وعقلية أكوس بوزساكي، ويفرض نفسه كأحد أفضل المواهب الشابة في إنجلترا في الوقت الحالي.
لكن إزي لم يصل لهذه المكانة بسهولة، فقد تخلى نادي ميلوول عن خدماته في عام 2016، وعانى اللاعب كثيراً وهو صغير، بعدما رفضه نادي آرسنال بحجة صغر بنيته، قبل أن يلعب لكل من فولهام وريدينغ في فترات غير ناجحة بالمرة.
لكن كريس رامسي، مدرب كوينز بارك رينجرز، اقتنع بإمكانياته، وضمه للفريق قبل عامين من الآن. ومنذ ذلك الحين، لم ينظر إزي إلى الوراء وعمل بكل جد، وشارك في التشكيلة الأساسية للفريق في السبع عشرة مباراة التي لعبها خلال الموسم الحالي، تحت قيادة المدير الفني ستيف مكلارين، وقاد الفريق لتحقيق نتائج إيجابية جعلته الآن على بُعد نقطتين فقط من المراكز المؤهلة لخوض مباريات فاصلة من أجل التأهل للدوري الإنجليزي الممتاز، على الرغم من البداية السيئة الموسم الحالي، حيث حقق فوزاً وحيداً في أول ست مباريات بدوري الدرجة الأولى.
ويجب أن نشير أيضاً إلى أن الثلاثي الذي يلعب للفريق على سبيل الإعارة (تومير هيميد وناهكي ويلز وجيوف كاميرون)، قد أسهموا بشكل كبير في النتائج الإيجابية التي يحققها الفريق.
وخلال الشهر الماضي، تم استدعاء إزي، الذي وُلِد في بلدة غرينتش جنوب غربي العاصمة البريطانية لندن، لتمثيل المنتخب الإنجليزي تحت 20 عاما، رغم أنه يحق له اللعب في صفوف المنتخب النيجيري أيضاً.
ويمكن وصف ما حققه إزي بأنه رحلة صعود غير عادية للاعب ظهر للمرة الأولى بقميص كوينز بارك رينجرز في مارس (آذار) الماضي، على الرغم من أن أول ظهور حقيقي له مع الفريق الأول كان خلال الستة أشهر التي لعبها على سبيل الإعارة لنادي وايكومب واندررز، العام الماضي.
وقد أبدى كشافة اللاعبين في الدوري الإنجليزي الممتاز اهتماماً كبيراً بإزي، لكن الثلاثة أهداف التي أحرزها في مباراة ودية مع كوينز بارك رينجرز أمام هال سيتي في أغسطس (آب) 2017 هي التي مهَّدت الطريق لانتقاله إلى وايكومب.
ونظراً لأن المدير الفني لنادي وايكومب واندررز، غاريث إينسوورث، لم يتمكَّن من حضور هذه المباراة، فقد طلب من لاعب خط وسط فريقه، ماركوس بين، أن يقدم له تقريراً عن أداء إزي في تلك المباراة. وكان إنسوورث قد تلقى نصيحة من جاك ويليامز، المدافع الذي انتقل إلى وايكومب واندررز قادماً من كوينز بارك رينجرز على سبيل الإعارة في ذلك الصيف، بضرورة متابعة إزي. يقول بين عن إزي: «لقد تألَّق في تلك المباراة بشكل لافت للأنظار، وقام ببعض الأشياء في كرة القدم لم أرها منذ وقت طويل. لقد ذكرني بتلك الأيام التي كنت ألعب خلالها بجوار لي تراندل. كل ما يمكنك القيام به هو أن تندهش من القدرات التي لديهم، وأن تستمتع بالمهارات التي يظهرونها داخل المستطيل الأخضر. إزي يجعل المباراة تبدو سهلة، حيث يمر من لاعبي الفرق المنافسة بسهولة ويحرز الأهداف أيضا. لقد عدت إلى المدير الفني وقلت له: اسمع، نحن بحاجة إلى التعاقد معه، فهو يمتلك موهبة كبيرة وقادر على صناعة الفارق».
وبفضل الخبرات الكبيرة لمهاجمي الفريق كريغ ماكايل سميث، وناثان تايسون وأديبايو أكينفينوا (الذين يتباهون بأنهم لعبوا معاً ما يقرب من ألفي مباراة) لم يستغرق إزي وقتاً طويلاً حتى يتألق في دوري الدرجة الثانية.
يقول أينسوورث، لاعب خط الوسط السابق لنادي كوينز بارك رينجرز: «كان هدفه الأول في كرة القدم المحترفة (ضد كامبردج) هو أجمل هدف في الموسم دون أدنى شك، حيث جاء من قذيفة رائعة بخارج قدمه اليمنى استقرت في الزاوية العليا للحارس. وبعد 10 دقائق أخرى، أرسل قذيفة مدوِّية أخرى بقدمه اليسرى في الزاوية ذاتها، وبدا من الواضح في هذا الوقت أنه يمتلك شيئاً استثنائياً. لكنني أعتقد أن نقطة القوة الأكبر لإزي تتمثل في رؤيته الثاقبة، حيث يرى الصورة كاملة من حوله قبل أن يتسلَّم الكرة».
ويضيف: «بعد كل مباراة من المباريات التي نلعبها في يوم السبت من كل أسبوع، نجلس يوم الثلاثاء في فترة ما بعد الظهر، ونتحدث عن كل مرة لمس فيها الكرة في المباراة السابقة. لقد قمت بإعداد مقطع فيديو لكل لمساته في مباراة فريقه أمام وايسكوت، وكان لمسات ساحرة بكل تأكيد، فضلاً عن أنه يقوم بواجباته الدفاعية على أكمل وجه».
ويتابع: «يمكنك أن تطلب من بعض اللاعبين أن يقوموا بواجباتهم الدفاعية بلا جدوى، لكن إزي لديه رغبة هائلة في بذل أقصى ما لديه، وعلى التطوُّر والتحسن من مباراة لأخرى. ويجب التأكيد على أن العقلية هي التي تجعل لاعباً أفضل من الآخر، فجميعهم جيدون من الناحيتين الخططية والبدنية».
وقد شبَّه مارك بيرتشام، المساعد السابق للمدير الفني لنادي كوينز بارك رينجرز والمدير الفني لفريق الشباب بالنادي، إزي بالنجم الإنجليزي رحيم سترلينغ عندما كان في بداياته، مشيراً إلى أن النادي قرر منحه القميص رقم 10 خلال الصيف الماضي اعترافاً بقدراته وإمكانياته.
وقال إينسوورث: «لقد ارتدى هذا القميص بعض الأسماء البارزة على مر السنوات، وأعتقد أن إبيريتشي إزي سيسير على المنوال ذاته. لقد أظهر أنه مُستعِدّ تماماً لارتداء هذا القميص، وأعتقد أنه سيقدم أشياء أكبر وأفضل، وأعتقد أنه سيلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز يوماً ما. ولو حافظ على رغبته في التعلم باستمرار وعلى تواضعه، فأنا متأكد من أنه يستطيع الوصول إلى القمة».


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

رياضة عالمية صلاح لقيادة ليفربول إلى فوز جديد في الدوري الإنجليزي (أ.ب)

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

تتجه الأنظار الأحد، إلى استاد الاتحاد، حيث يتواجه مانشستر سيتي حامل اللقب، مع ضيفه وغريمه مانشستر يونايتد في ديربي المدينة، بينما يسعى ليفربول المتصدر إلى مواصل

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المدرب الإيطالي يهنئ لاعبيه عقب إحدى الانتصارات (إ.ب.أ)

كيف أنهى ماريسكا كوابيس تشيلسي في لمح البصر؟

في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، كان الإيطالي إنزو ماريسكا يلعب محور ارتكاز مع إشبيلية، عندما حل فريق برشلونة الرائع بقيادة المدير الفني جوسيب غوارديولا ضيفاً

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية  فيرنانديز دعا إلى إصلاح الأخطاء الفنية في فريقه (إ.ب.أ)

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

قال البرتغالي برونو فيرنانديز قائد فريق مانشستر يونايتد إن فريقه يجب أن يعمل على إصلاح أخطائه بدلاً من التفكير في الأداء السيئ لمنافسه في المباراة المقبلة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».