جزيرة ألمانية تستضيف أكبر محطة لتوليد الطاقة الريحية

جزيرة ألمانية تستضيف أكبر محطة لتوليد الطاقة الريحية
TT

جزيرة ألمانية تستضيف أكبر محطة لتوليد الطاقة الريحية

جزيرة ألمانية تستضيف أكبر محطة لتوليد الطاقة الريحية

تستقطب جزيرة روغن الواقعة شمال ألمانيا أعداداً غفيرة من السياح صيفاً وشتاءً؛ فهي مشهورة بشواطئها ذات الرمال البيضاء الجميلة، وتُعتبر بين أكبر الجزر الألمانية، إلا أن السياحة لم تعد مصدر دخلها الرئيسي؛ فهي تحوَّلت إلى محور جوهري لتوليد الطاقة المتجددة من الرياح، ولن تستفيد منها ألمانيا فحسب، إنما جميع دول أوروبا الشمالية. وسيوفر هذا المشروع كذلك وظائف جديدة تتلاءم مع التغيرات التجارية الجذرية التي ستشهدها الجزيرة قريباً.
يقول توماس لاوبر، الخبير في وزارة الطاقة الألمانية، إن الشبكة الكهربائية التابعة لجزيرة روغن استقبلت أول دفعة من الطاقة المنتجة من محطة توليد الطاقة الريحية في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.
ويعود بناء هذه المحطة إلى مشروع مشترك تشرف عليه شركتا «إيون» الألمانية و«إيكوينور» النرويجية التي كانت معروفة لغاية نهاية العام الماضي باسم «شتات أويل» وقررت إدارتها الالتفات إلى عالم الأنشطة الإنتاجية الصديقة للبيئة. واستعانت الشركتان بمجموعة «إيبيردرولا» الإسبانية لزرع مجموعة من المراوح (الأعمدة) الضرورية لتوليد الطاقة الريحية في بحر البطليق.
ويضيف هذا الخبير أن مجموعة «إيبيردرولا» الإسبانية تُعد الوحيدة القادرة على منافسة مجموعة «إينيل غرين باور» الإيطالية في قطاع توليد الطاقة الريحية حول العالم. وتراهن المجموعة الإسبانية بقوة على أن تصبح الرقم «واحد» أوروبياً في إنتاج مرواح الطاقة وزرعها في وسط البحر.
ويختم الخبير توماس لاوبر بالقول: «على عكس مناطق أوروبية أخرى يمكن استغلال شواطئ بحر البلطيق لتوليد الطاقة، بما أن حركة الرياح هناك ناشطة دوماً. ولا تقلق الشركات على قوة الرياح الضرورية لتوليد الطاقة هناك؛ فهي دائمة، إنما تخشى الصعوبات المناخية والبحر الهائج الذي يمكنه أن يعرقل مسار زرع مراوح الطاقة في عمق البحر من الناحيتين التكنولوجية والأمنية البشرية. في مطلق الأحوال سوف تتحرك شركة «إيبيردرولا»، في الأعوام المقبلة لتعزيز عدد المراوح البحرية الطاقوية المزروعة قبالة جزيرة «روغن» الألمانية، بهدف رفع سقف الإنتاج الطاقة الريحية إلى 860 ميغاواط/ ساعة، مما يتطلب استثمار 2.5 مليار دولار تقريباً.
من جانبها، تقول مانويلا ليونارد، الخبيرة الألمانية في شؤون الطاقة البديلة، إن حكومة برلين مرتاحة جداً لتحويل جزيرة «روغن» إلى مقصد سياحي وطاقوي في الوقت ذاته، فالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قررت إغلاق محطات توليد الطاقة النووية تدريجياً، خصوصاً بعد حادثة محطة «فوكوشيما» اليابانية. لذا ستتمكن جزيرة «روغن» من تأمين احتياجات الطاقة المحلية. وستعمل الحكومة على تعزيز قدراتها الإنتاجية من الطاقة الريحية في حال قررت تفعيل برنامج التخلص من إنتاج الطاقة عبر الكربون الملوَّث.
وتضيف الخبيرة بأن شركة «سيمنز» الألمانية لعبت دوراً تكنولوجياً بارزاً عندما زوَّدت شركة «إيبيردرولا» الإسبانية بالتكنولوجيا الضرورية لإنتاج مراوح طاقة قادرة على الصمود أمام أحوال جوية قاسية في بحر البلطيق.
علاوة على ذلك، استفادت الشركات الإسبانية المتعاملة مع شركة «إيبيردرولا» كثيراً من عملية إنتاج المراوح، وترجم ذلك عملياً بتوفير عشرات فرص العمل في إسبانيا.
وتختم قائلة إن التكنولوجيا الألمانية ستساعد شركة «إيبيردرولا» في بناء محطات طاقة ريحية في دول أوروبية أخرى، مثل بريطانيا، فمن المقرر بناء محطة في منطقة «أيست أنغليا» لتوليد 714 ميغاواط/ ساعة من الطاقة الريحية عبر استثمار 2.5 مليار جنيه إسترليني، وفي فرنسا على شواطئ «بريتان» قبالة مدينة «سان بريك»؛ إذ من المقرر بناء محطة تصل قدرتها الإنتاجية إلى 500 ميغاواط/ ساعة.



صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.