نتنياهو يحتار بين تسليم رئيس المستوطنين وزارة الدفاع والذهاب إلى انتخابات مبكرة

الاستطلاعات أظهرت تراجعاً ملموساً في شعبيته

الكنيست الإسرائيلي.
الكنيست الإسرائيلي.
TT

نتنياهو يحتار بين تسليم رئيس المستوطنين وزارة الدفاع والذهاب إلى انتخابات مبكرة

الكنيست الإسرائيلي.
الكنيست الإسرائيلي.

في لقاءات مكثفة مع مساعديه وخبرائه ورؤساء أحزاب الائتلاف اليميني الحاكم، وفي ظل انتشار استطلاعات تبين تراجعا ملموسا في شعبيته وغضبا عارما على أدائه في المعركة الأخيرة مع حماس، وتماثلا مع موقف وزير دفاعه المستقيل، أفيغدور ليبرمان، يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تطويق أزمته الائتلافية وتجاوزها بسلام. وهو محتار ما بين الإعلان عن انتخابات مبكرة والاستمرار في إدارة الائتلاف الضيق، الذي انخفض من 67 إلى 61 نائبا من مجموع 120. وبات هشا وقابلا للسقوط في أي لحظة.
وقد لمس نتنياهو رغبة لدى غالبية القادة السياسيين في أحزاب اليمين، بالتوجه إلى انتخابات مبكرة، تجري في مارس (آذار) المقبل أو في مايو (أيار) - يونيو (حزيران)، على أكثر تعديل، علما بأن النهاية الرسمية للدورة الحالية، تكون في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019. وقد وضع حزب المستوطنين (البيت اليهودي) عقبة كأداء أمام نتنياهو زادت من حيرته، وذلك عندما طالب بتعيين رئيس الحزب، نفتالي بنيت، وزيرا للدفاع في مكان ليبرمان.
لكن نتنياهو يخشى من أن تؤدي خطوة كهذه، إلى صدام مع الجيش، أو إلى تدهور أمنى جديد يقضي عليه سياسيا في الانتخابات المقبلة. وقال رئيس «المعسكر الصهيوني» المعارض، آفي غباي، إن «تسليم بنيت وزارة الدفاع، كمن يعطي علبة كبريت لطفل في غابة».
ومع أن نتنياهو كان من أكثر المتحمسين لتبكير موعد الانتخابات، فإنه يتردد كثيرا فيها خصوصا مع انتشار الاستطلاعات، التي تبين أن الجمهور غاضب منه وغير راض عن أدائه خلال المعركة الأخيرة، بل إنه بدأ يخسر قطاعات من المؤيدين. فقد نشرت نتائج استطلاع رأي، دلت على أن 74 في المائة من الإسرائيليين غير راضين عن أداء نتنياهو، خلال الجولة التصعيدية الأخيرة في قطاع غزة. وقد أجري الاستطلاع لصالح «شركة الأخبار» في القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، بعد تثبيت وقف إطلاق النار بغزة واستقالة وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان. وكان لافتا أن 62 في المائة من المصوتين للأحزاب اليمينية في إسرائيل، قالوا إن أداء نتنياهو خلال جولة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة، كان سيئا.

وقال 69 في المائة إنهم غير راضين عن دور ليبرمان، وزيرا للأمن، أيضا، فيما قال 51 في المائة إنهم غير راضين عن أداء رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت. وبيّن الاستطلاع أن ليبرمان استفاد من الاستقالة على صعيد التمثيل البرلماني، حيت يرتفع تمثيل حزبه (يسرائيل بيتينو) في انتخابات برلمانية تجري اليوم، بمقعدين اثنين، ليصل تمثيله في الكنيست إلى 7 مقاعد.
ووفقا للاستطلاع، فإن حزبا برئاسة رئيس أركان الجيش السابق، بيني غانتس، يحصل على 15 مقعدا في حال أجريت الانتخابات اليوم، وذلك على حساب أحزاب اليمين والوسط. إذ إنه إن أجريت الانتخابات اليوم، فإن قوة الليكود ستتراجع إلى 29 مقعدا، في أسوأ نتيجة يحققها الليكود في استطلاعات الرأي، منذ شهر مارس الماضي، علما بأن هناك 30 مقعدا لليكود اليوم، ولكن الاستطلاعات أشارت إلى احتمال ارتفاعه إلى 34 مقعدا، فقط قبل أسبوعين. وبحسب الاستطلاع، فإن حزب «يش عتيد» بزعامة يائير لبيد سيحصل على 18 مقعدا، فيما يهبط «المعسكر الصهيوني» المعارض (تحالف حزب العمل بزعامة آفي غباي و«الحركة» بزعامة تسيبي ليفني) من 24 اليوم إلى 11 مقعدا، وتهبط «القائمة المشتركة» العربية من 13 إلى 12 مقعدا. ويرتفع حزب اليمين المتطرف والمستوطنين «البيت اليهودي»، بزعامة نفتالي بينيت، من 8 إلى 11 مقعدا، وحزب «كولانو»، بزعامة وزير المالية موشيه كحلون، يهبط من 10 إلى 8 مقاعد، وكتلة اليهود المتدينين الأشكناز «يهدوت هتوراه» على 7 مقاعد، وكتلة اليهود المتدينين الشرقيين «شاس» 6 مقاعد، وحركة «ميرتس» اليسارية 6 مقاعد، وستحصل عضو الكنيست المنشقة عن «يسرائيل بيتينو»، أورلي ليفي أبيكسيس على 5 مقاعد، فيما لا يتمكن وزير الأمن السابق، موشيه يعالون، من تجاوز نسبة الحسم.
وتعني هذه النتائج، أن الائتلاف الحالي برئاسة نتنياهو، يخسر ستة مقاعد بالمجمل، من 67 مقعدا إلى 61 مقعدا، وتصبح أكثريته ضئيلة وسيحتاج إلى حزب جديد إضافي حتى يستطيع مواصلة حكم اليمين.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».