إسرائيل تطلق «المعدل الأعلى» للقذائف الصاروخية على قطاع غزة

مقتل 6 فلسطينيين واعتقال 9 فجراً... و«حماس» تدعو لتحقيق دولي

فلسطينيون يجتمعون بالقرب من بقايا منزل دمرته الغارات الإسرائيلية (رويترز)
جانب من آثار القصف (أ.ب)
جانب من آثار القصف (أ.ف.ب)
فلسطينيون يجتمعون بالقرب من بقايا منزل دمرته الغارات الإسرائيلية (رويترز) جانب من آثار القصف (أ.ب) جانب من آثار القصف (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تطلق «المعدل الأعلى» للقذائف الصاروخية على قطاع غزة

فلسطينيون يجتمعون بالقرب من بقايا منزل دمرته الغارات الإسرائيلية (رويترز)
جانب من آثار القصف (أ.ب)
جانب من آثار القصف (أ.ف.ب)
فلسطينيون يجتمعون بالقرب من بقايا منزل دمرته الغارات الإسرائيلية (رويترز) جانب من آثار القصف (أ.ب) جانب من آثار القصف (أ.ف.ب)

ذكرت مصادر إسرائيلية أنه تم إطلاق أكثر من 400 قذيفة صاروخية من غزة باتجاه إسرائيل، وهو المعدل الأعلى على الإطلاق منذ الهجوم الإسرائيلي الأخير على القطاع عام 2014، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي قيام سلاح البحرية باستهداف عدة آليات بحرية تابعة لحركة حماس.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على موقع «تويتر»، إن «سفن سلاح البحرية استكملت استهداف عدة آليات خاصة تستخدمها القوة البحرية التابعة لمنظمة حماس الإرهابية لتنفيذ اعتداءات بحرية».
وأضاف أنه تم استهداف أكثر من 150 هدفاً نوعياً تابعاً لـ«حماس» وحركة «الجهاد الإسلامي»، بينها مقار أجهزة أمنية ومواقع بالغة الأهمية بالنسبة لهما.
في المقابل، واصلت الفصائل الفلسطينية المسلحة إطلاق رشقات من القذائف الصاروخية من قطاع غزة على جنوب إسرائيل.
وقد أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل فلسطيني اليوم (الثلاثاء)، في غارة إسرائيلية على القطاع، ما يرفع عدد القتلى في الجيب المحاصر إلى 6 فلسطينيين خلال أقل من 24 ساعة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرة تابعة له شنت غارة استهدفت مقاتلاً كان ضمن مجموعة تطلق القذائف باتجاه إسرائيل. وتثير عمليات إطلاق الصواريخ والقذائف من غزة والغارات الإسرائيلية على القطاع مخاوف من اندلاع حرب جديدة بين الطرفين.
ومن جانبه، قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس اختصار جولته الخارجية والعودة للبلاد لمتابعة التطورات المتلاحقة والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفقاً لما أعلنته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ونقلت الوكالة اليوم (الثلاثاء)، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت فجراً 9 مواطنين من محافظات الضفة الغربية.
وتابعت الوكالة أن قوات الاحتلال قامت بتدمير برج سكني في حي النصر بقلب مدينة غزة، في عودة لسياسة تدمير المنازل والمباني بالقطاع.
ومن جانبها، دعت حركة حماس إلى إجراء تحقيق دولي في «الاستهداف الإسرائيلي المتعمد للمدنيين والمنشآت المدنية».
وذكرت «حماس» في بيان: «الاحتلال الإسرائيلي يعبر كل الخطوط الحمراء ويتجاوز كل الاتفاقيات الدولية».
وأضافت: «يجب إعلان تحقيق مستقل في الجرائم الإسرائيلية الفظيعة الآن، وحماس مستعدة لتقديم كل دليل على الجرائم الإسرائيلية ضد الإنسانية»، داعية الأمم المتحدة إلى توجيه اتهامات لإسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية.



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.