مقتل عريس في همدان يقود إلى انتفاضة قبيلته ضد الحوثيين

TT

مقتل عريس في همدان يقود إلى انتفاضة قبيلته ضد الحوثيين

انتفضت أمس قبيلة الحطاب الواقعة في منطقة همدان شمال العاصمة صنعاء ضد الميليشيات الحوثية بعدما أقدم مسلحو الجماعة على اقتحام قريتهم وقتل عريس واعتقال أبيه بذريعة أن أهل القرية قاموا بإطلاق الرصاص في الهواء تعبيرا عن ابتهاجهم بطقوس الزفاف.
وأكدت مصادر محلية وشهود لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية أرسلت حملة مسلحين على متن عربات عسكرية إلى القرية حيث قامت باعتقال العريس ووالده، قبل أن يتأزم الموقف ويقوم المسلحون بإرداء العريس قتيلا في أحد أقسام الشرطة الخاضعة للجماعة في منطقة ضروان.
وذكرت المصادر أن أهالي قرية الحطاب وهي إحدى قرى همدان اشتبكوا إثر قتل العريس مع عناصر الميليشيات الحوثية مستخدمين كل الأسلحة التي بحوزتهم في مواجهة عناصر الجماعة الحوثية الذين استقدموا عشرات المسلحين والعربات العسكرية لشن هجوم على القرية.
وأفادت المصادر أن المواجهات التي اشتدت أمس بين آل الحطاب وبين الجماعة الحوثية أسفرت عن مقتل عنصرين حوثيين وأربعة من سكان القرية، وسط دعوات في أوساط قبائل همدان من أجل نجدة أهالي قرية الحطاب ووضع حد للانتهاك الحوثي الغاشم.
وذكر القاضي المنشق عن الميليشيات الحوثية عبد الوهاب قطران في منشور على «فيسبوك» وهو من أبناء منطقة همدان، أن هذه هي المرة الثالثة منذ اقتحام الحوثيين لصنعاء التي تنشب فيها المواجهات بين الجماعة وبين أهالي قرية الحطاب التي رفض أبناؤها الانصياع لسلطة الميليشيات والقبول بعمليات الإذلال التي تمارسها الجماعة بحق سكان المناطق الخاضعين لها. وأكد قطران خروج حملة عسكرية حوثية إلى القرية تمكن عناصرها من قتل العريس ويدعى عامر علي هادي الحطابي بعد اقتياده إلى قسم للشرطة خاضع للجماعة في منطقة ضروان، وذلك قبل أن يهب أبناء الحطاب لمحاصرة القسم وقتل أحد العناصر الحوثية.
وأفاد قطران بأن المواجهات اشتعلت على إثر ذلك بين أبناء الحطاب وبين المسلحين الحوثيين الذين قتلوا ثلاثة آخرين من أبناء القرية مقابل سقوط واحد من عناصر الجماعة خلال الاشتباكات التي لجأت فيها الميليشيات إلى استخدام مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وتتعمد الجماعة الحوثية منذ سيطرتها على صنعاء التنكيل بمعارضيها والتذرع بالأسباب الواهية من أجل إذلال شيوخ القبائل الخاضعين لها وإرغامهم على مساندة حروبها بتحشيد المقاتلين وتقديم الدعم المالي وتسيير القوافل الغذائية.
وتقول المصادر المحلية التي تحدثت إلى «الشرق الأوسط» إن الوضع في منطقة همدان حيث تدور المواجهات بين آل الحطاب وعناصر الجماعة الحوثية مرشحة للتوسع خاصة مع تهديد عدد من شيوخ المنطقة بالتدخل إلى جانب أهالي قرية الحطاب إذا استمرت الجماعة في إصرارها على التنكيل بهم.
وسبق أن منعت الجماعة الحوثية أي مظاهر للابتهاج في حفلات الأفراح وأصدرت تعليمات بمعاقبة من يستخدم الآلات الموسيقية خلال الأعراس، إلى جانب قيامها بالكثير من عمليات الاقتحام للأعراس في عمران وصنعاء وبقية المناطق الخاضعة لها.
وكان مجلس المقاومة الشعبية في صنعاء، دعا كافة اليمنيين لتنفيذ هبة شعبية لمساندة الجيش الوطني في معركة الحسم خلف القيادة السياسة ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي بعد أن أثبتت الميليشيات للعالم «رفضها للسلام وتهديدها للأمن والسلم الإقليمي والدولي وعدم الالتفاف على المرجعيات الثلاث المتفق عليها محليا وإقليميا ودوليا».
وقال مجلس المقاومة في صنعاء في بيان «إن الميليشيات الحوثية اتخذت من مفاوضات السلام السابقة فرصة لإعادة تموضعها للاستمرار في المعركة وإراقة المزيد من دماء اليمنيين وتنصلت عن كل الالتزامات التي نتجت عن تلك المفاوضات حتى أصبح النكوص عن الالتزامات ونقض الاتفاقات سمة ملازمة لتلك الميليشيات المتمردة».
وشدد البيان على ضرورة تحمل المجتمع الدولي والأمم المتحدة لمسؤولياتهم بالضغط على ميليشيات الحوثي لتنفيذ القرارات الدولية، داعيا في الوقت ذاته؛ قيادة الشرعية والتحالف الداعم لها إلى سرعة الحسم العسكري، وعدم إعطاء أي فرصة للميليشيات الانقلابية بإطالة أمد الحرب.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.