الجيش الإسرائيلي يحتجز متطوعين أميركيين ساهموا في إقامة حديقة فلسطينية

TT

الجيش الإسرائيلي يحتجز متطوعين أميركيين ساهموا في إقامة حديقة فلسطينية

احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب بيت لحم، عشرات المواطنين الأميركيين، الذين تطوعوا للمساهمة في إقامة حديقة في قرية جيب الديب الفلسطينية. والمحتجزون هم من أعضاء حركة «أصدقاء مكافحون من أجل السلام». وقد حضروا في وفد كبير يضم 45 شاباً من الجنسين، إلى القرية الواقعة جنوبي بيت لحم، وتطوعوا في مشروع إعادة ترميم حديقة ونصب ألعاب للأطفال، كان قد بادر إليه عشرون شخصاً من نشطاء السلام الإسرائيليين والفلسطينيين. فاقتلعوا العشب، وأحضروا الأتربة الخصبة، وغرسوا شتلات الزهور، وجعلوا من هذه الأرض، الواقعة بمحاذاة مدرسة ابتدائية، حديقة جميلة بعدما كانت أشبه بمزبلة.
وروت بيث شومان، رئيسة الحركة الأميركية السلمية، ما حصل، فقالت: «نحن طلاب سلام. جئنا للمساهمة في مشروع إنساني. لم نقم ببناء مبنى من دون ترخيص. لعبنا كرة القدم مع الأطفال الفلسطينيين، وضحكنا، وأعددنا وجبات الحمص والفول، وأكلنا. كان ذلك جواً عميقاً من الإنسانية الحقيقية. وبعد أن أنهينا العمل وصعدنا إلى الحافلة لنغادر، اعترضت طريقنا قوة من الجيش، وصعد جنودها إلى الحافلة وهم يشهرون السلاح، صادروا جوازات سفرنا، وحققوا مع بعضنا، واحتجزونا طيلة ساعة ونصف الساعة، بحجة تصوير الجوازات، لكي يوجهوا لنا تهمة البناء غير المرخص».
وأضافت شومان أنها ورفاقها كانوا واعين لما قد يغضب الجنود الإسرائيليين، لذلك لم يقدموا على أي عمل كهذا: «نعرف أن الإسرائيليين يمنعون الفلسطينيين من أي بناء في المنطقة (ج). وشاهدنا الجنود وهم يطلون علينا من موقع لهم فوق رأس جبل قريب، ويتابعون كل ما عملناه. وقد كان واضحاً لهم أننا لم نخالف أي قانون إسرائيلي. ومع ذلك اعترضونا وعكروا صفونا بعد هذا اليوم الرائع، وتسببوا لنا في الضيق. تعاملوا معنا بكراهية وإهانة وبحقد بارز. الآن نفهم أكثر شكاوى الفلسطينيين».
وقال تولي فلينت، أحد نشطاء السلام الإسرائيليين، ممن شاركوا في النشاط، وكان شاهداً على تصرف الجنود: «هؤلاء الأميركيون هم من أنصار السلام، ومن أحباء إسرائيل، ممن يقومون بكثير من النشاطات في أميركا لنصرتها. اليوم تعلموا درساً قوياً جداً في فهم حقيقة الوضع الميداني، وشاهدوا بعيونهم الوجه البشع للاحتلال الإسرائيلي، وذاقوا على جلودهم الروح الانتقامية من كل من يعارض سياسة الحكومة الإسرائيلية».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.