لم يبد ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام هوتسبير أو رايان نلسن مدرب تورونتو أي حماس لمباراة ودية جمعت فريقيهما يوم الأربعاء الماضي لكن كلا منهما ابتسم بفتور متقبلا كون المباراة جزءا من واقع كرة القدم العالمية اليوم حيث لا مفر من جذب مشجعين جدد وإيرادات جديدة. وبالنسبة لكلا المدربين لم تكن مباراة الأربعاء سوى مواجهة بلا معنى تجلى فيها الصدام بين الرياضة والأعمال.
وسيخوض توتنهام ثلاث مباريات من هذه النوعية ضد فرق من الدوري الأميركي للمحترفين خلال جولته القصيرة في أميركا الشمالية وهي جولة استعراضية لا أهمية فيها للأرقام في لوحة النتائج داخل الملعب.. فالأرقام هنا أهميتها أكثر في الأموال التي يجنيها النادي من المبيعات التسويقية. ويستعد بوكيتينو لأول مواسمه مع توتنهام وتعرف مبكرا على ما يصاحب تدريب واحد من أكثر الأندية شهرة وطموحا.
ومن وجهة نظر تنافسية محضة فإن السفر للنصف الآخر من العالم لخوض مباراة ودية ضد سياتل ساوندرز وبعدها عبور الحدود لملاقاة تورونتو الكندي قبل العودة للولايات المتحدة ومواجهة شيكاغو فاير ليس بالإعداد الأمثل لبدء الموسم المقبل في الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن من منظور ترويجي فإن الزيارة السريعة فائقة النجاح وستساعد توتنهام على تسويق علامته التجارية والحصول على حصة تسويقية لا بأس بها.
وقال بوكيتينو في مؤتمر صحافي «هذه علاقة جيدة جدا مع تورونتو.. هذه علاقة تجارية وهي مهمة لنادينا ولتورونتو». وأضاف «الأمر ليس سهلا بالنسبة لنا لأننا في منتصف فترة الإعداد للموسم لكننا نفهم أن هذا ناد كبير وأننا مضطرون للحضور إلى هنا لأشياء مختلفة». وبالنسبة لنلسن الذي لعب هو نفسه لفترة في صفوف توتنهام فإن في المباراة تشتيتا أكبر لتركيز فريقه. ويحتل تورونتو المركز الثالث في القسم الشرقي من الدوري الأميركي للمحترفين وخاض مباراة ضد هيوستون دينامو يوم السبت الماضي وعليه أن يستعد لمباراة أخرى ضد سبورتنغ كيه.سي بعد مواجهة توتنهام في سعيه للوصول للأدوار الإقصائية للمرة الأولى في تاريخه البالغ ثماني سنوات. وقال نلسن «بالنسبة للإعلام الإنجليزي.. بالنسبة لكم أنتم.. ستكون هذه أشبه بخوض مباراة خلال فترة عيد الميلاد حين تحتل المركز الثالث ويتعين عليك اللعب ضد مانشستر سيتي يوم السبت.. ليس هذا بالوقت الأمثل». وأضاف «بالنسبة لي.. أتمنى أن يخرج الفريق بلا مشكلات».
وبالنسبة لتوتنهام فإن نهاية الطموح ليست حدود الملعب بل تتجاوزها بكثير. ولو أراد توتنهام تحدي فرق من عينة ريال مدريد ومانشستر يونايتد المصنفين في المركز الأول والثالث لأكثر الأندية قيمة في عالم الرياضة فلن يكون عليه فقط الفوز بالألقاب بل سيكون مطالبا بخوض معركة على الشعبية حول العالم. ويرتبط توتنهام بعقد شراكة تجارية مدته أربع سنوات مع تورونتو ويمثل هذا محورا أساسيا لتحقيق ذلك الهدف ويوفر للفريق الإنجليزي نقطة نفاذ للسوق في أميركا الشمالية مثلما تفعل الفرق الكبرى في العالم. وتشكلت الشراكة بين توتنهام وتورونتو أثناء مفاوضات لانتقال المهاجم البارز جيرمين ديفو من توتنهام إلى تورونتو في صفقة كبرى كلفت النادي الكندي عشرة ملايين دولار. وكجزء من الاتفاق فإن الناديين سيطوران الأعمال الترويجية والتسويقية وفرص الاستثمار.
وقال ديفيد هوبكينسون مدير القطاع التجاري في مؤسسة مابل ليف للرياضة والترفيه التي تملك تورونتو متحدثا لرويترز «ظهر ذلك حين بدأنا الحديث عن انتقل جيرمين من توتنهام إلينا». وأضاف «كان بوسعنا دفع المبلغ وحسب لكنهم أبدوا اهتماما كبيرا». والمؤكد أن هناك ثروات يمكن أن تتحقق في أميركا الشمالية. فالمباراة الودية ضد لوس أنجليس غالاكسي يوم الأربعاء شهدت الظهور الأول لقميص مانشستر يونايتد وراعيه الجديد شركة شيفروليه التي ارتبطت معه بعقد لسبع سنوات ستدفع خلالها للنادي الإنجليزي 559 مليون دولار. كما تشكل مبيعات القمصان مصدرا هائلا للدخل لأكبر أندية كرة القدم العالمية وسيأمل توتنهام مرة أخرى في جني حصة أكبر من الكعكة. وفي المقابل يقول هوبكينسون إن توتنهام سيبيع منتجات تحمل علامة تورونتو في ملعبه بلندن.
من جانبه اعترض آرسين فينغر مدرب آرسنال والهولندي لويس فان غال مدرب مانشستر يونايتد على المتطلبات المتزايدة للجولات الخارجية التي تقوم بها الفرق استعدادا للموسم الجديد. وقال فينغر إنه من المستحيل إعداد لاعبيه بشكل ملائم للموسم الجديد للدوري الإنجليزي الذي يبدأ في 16 أغسطس (آب) في ظل الترتيبات المتزايدة للجولة التي يقوم بها الفريق في الخارج وأيضا عودة اللاعبين متأخرين من المشاركة في كأس العالم. ويخوض آرسنال حاليا سلسلة من المباريات الودية حيث يواجه نيويورك ريد بولز في الولايات المتحدة قبل أن ينتقل للنمسا لمعسكر تدريبي وبعدها يعود للندن.
وقال المدرب الفرنسي مؤخرا في مؤتمر: «هذه المعسكرات التدريبية لها أسباب ترويجية لزيادة شعبية النادي، لم نأت للولايات المتحدة من قبل، وأنا سعيد بالوجود في نيويورك، لكن يبقى أفضل شيء هو البقاء وعدم السفر كثيرا لأن الوقت المهدر في رحلات السفر والتأقلم ليس مثاليا». ويقوم آرسنال بجولته من دون اللاعبين الدوليين بعد كأس العالم، حيث أشار فينغر إلى صعوبة أن يبدأ اللاعبون موسما محليا شاقا بهذه السرعة بعد العودة من البطولة. وقال «هذا الموسم يأتي بعد نهائيات كأس العالم، والأمر صعب للغاية لأن الوقت قصير جدا بين نهائي المونديال الذي أقيم في 13 يوليو وانطلاق الموسم الجديد في 16 أغسطس، وبسبب قوانين الفيفا نحن مجبرون على منح اللاعبين راحة لأربعة أسابيع.. يبدو هذا أمرا مستحيلا».
يذكر أن آرسنال يضم خمسة لاعبين ألمان شاركوا مع منتخب بلادهم في نهائي مونديال البرازيل.
وجاءت تعليقات فينغر بعد أيام من إظهار الهولندي لويس فان غال المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد قوة شخصيته عبر انتقاد رحلة الفريق إلى الولايات المتحدة الأميركية، واصفا إياها بأنها «ليست إيجابية في سبيل تحقيق إعداد جيد». وأشار فان غال إلى أن هدف هذه الجولة الرئيس هو الاهتمامات الترويجية للنادي.
وسافرت بعثة مانشستر يونايتد إلى أميركا من أجل خوض أربع مباريات ودية، في الوقت الذي اعترف فيه فان غال بأن هذه الرحلة لن تفضي إلى خطوات إعدادية جيدة للموسم الجديد. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عن فان غال قوله «لقد سافرنا لمسافة طويلة ولوقت طويل، كما أننا نواجه فروق التوقيت، الأمر ليس إيجابيا من أجل الإعداد الجيد». وأوضح المدرب الفائز مع المنتخب الهولندي بالمركز الثالث في مونديال البرازيل «الرحلة كان مخططا لها من قبل لذا كان علي أن أتقبل ذلك، ومانشستر يونايتد عليه أن يفعل كل شيء من أجل أن يتوافق مع القواعد الخاصة بي للإعداد الجيد».
الجولات الودية للفرق الكبيرة: رياضة تصطدم بالتجارة.. فمن الرابح؟
حينما يصبح جني الأموال أكثر أهمية من الاستعدادات الجادة للموسم الجديد
الجولات الودية للفرق الكبيرة: رياضة تصطدم بالتجارة.. فمن الرابح؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة