اقتناء ملابس مستعملة بنكهة الماضي... موضة جديدة في مصر

بدعم من الطبقات الراقية والفنانين تشهد تقبلاً وإقبالاً

الممثلة جميلة عوض خلال مشاركتها في أسبوع الموضة بنيويورك
الممثلة جميلة عوض خلال مشاركتها في أسبوع الموضة بنيويورك
TT

اقتناء ملابس مستعملة بنكهة الماضي... موضة جديدة في مصر

الممثلة جميلة عوض خلال مشاركتها في أسبوع الموضة بنيويورك
الممثلة جميلة عوض خلال مشاركتها في أسبوع الموضة بنيويورك

يبدو أن الشغف باقتناء الأشياء القديمة لم يعد قاصراً على التحف واللوحات والقطع الفنية النادرة، إذ ظهرت تلك الحالة أخيراً في الأزياء، وبات لافتاً أن الملابس القديمة، التي كان مصيرها - مهما كانت قيمتها - ركناً منزوياً في الخزانة، توشك أن ترى النور مرة أخرى، خصوصاً بعد أن دعمها نجوم ومشاهير في مصر.
الشقيقان المصريان يحي وأسيل زكريا شريكان مؤسسان لمنصة مصرية باسم «sold»، متخصصة في بيع الأزياء المستعملة التي تتميز بأسلوب يعبر عن حقبة زمنية مضت. ورغم ما يمثله شراء ملابس قديمة ومستعملة من أمر يبدو مُشيناً في مصر، وكثير من المجتمعات الشبيهة، فإن الفكرة تحررت من أرث المعتقدات القديمة، ووصلت إلى «نجوم الفن وبعض أبناء الطبقة الراقية»، بحسب ما توضح أسيل زكريا لـ«الشرق الأوسط».
«بدأت الفكرة منذ 2012، عندما كان شقيقي يحيى يدرس الماجستير في إدارة الأعمال ببريطانيا، وشارك في دراسة مصغرة تقارن بين سلوك الأشخاص تجاه إعادة تدوير الملابس القديمة في مصر وأوروبا، وكشفت عن أن المصريين يعتبرون الأمر وصمة عار، على عكس المجتمع الأوروبي الذي يحتضن الفكرة بكل أريحية. ما أثار حفيظته هو فارق المستوى الاقتصادي الذي لا يعكس النتيجة على الإطلاق».. هكذا روت أسيل البداية.
وشرحت: «أنا وشقيقي اعتدنا السفر منذ سنوات، لذلك لم تكن فكرة شراء ملابس مستعملة أو قديمة غريبة بالنسبة لنا، بل إننا كنا نعتبرها فرصة لاقتناء قطعة فريدة مر عليها الزمن وزادها قيمة، فنحن لا نفضل أن نرتدي ما تفرضه الموضة، أو أن نتشابه مع المحيطين، فلنا أسلوب خاص يرى الموضة في التميز، وليس الرواج والتقليد».
في 2016، قرر الشقيقان أن يؤسسا منصة «sold» لبيع الملابس القديمة، من خلال تدشين صفحات إلكترونية، واتخاذ حجرة المعيشة في منزلهما لتكون مقراً للمتجر، والهدف لم يكن ربحياً فقط. أما التسمية فكان لها مغزيان: الأول أن كلمة «sold» تعني أنها بيعت بالكامل، وكلمة «old» وحدها تعني: القديم أو الـvintage. وساعد على خروج المنصة أن مصر دولة مستوردة للموضة، كما للأفكار، وبها عدد محدود من المتاجر العالمية التي تفرض على راغبي الأناقة الالتزام باتجاهات الموضة وصيحات العام. وترى أسيل في ذلك صبغة مجتمعية يذوب فيها الذوق الشخصي، وتقول: «في مصر، ترى الشباب والشابات بصبغة واحدة، بحسب ما تمرر لهم المتاجر العالمية من صيحات، الكل يشبه بعضه، لا توجد فرصة للتميز أو التعبير عن الأفكار من خلال الأزياء. ومن هنا، نحن بحاجة للتنوع وتعدد الاختيارات، وكان ذلك هو السبب الأول لتأسيس الموقع».
وتشير أسيل إلى أنها تعشق الموضة واقتناء الملابس، ولكنها تكره قسوة هذه الصناعة: «فهناك وجه آخر لفن تصميم الأزياء، يشمل تكرار الصيحات بجودة أقل؛ عندما أقارن بين ملابس حقبة السبعينات، وربما قبل ذلك، ألمس فيها إبداعاً ملحوظاً، وجودة لا نراها اليوم، وأدعي أن القطع العصرية أقل قيمة، من حيث التصميم والجودة».
ولا تخفي أسيل أن الثقافة الاستهلاكية أحد جوانبها السيئة، لهذا تشير إلى ضرورة أن يلعب كل واحد منا دوراً إيجابياً، موضحة: «علينا دور تجاه عمال العالم، وتجاه البيئة، نحققه من خلال إعادة تدوير الملابس القديمة.. فلم كل هذا الإنتاج؟ وإلى أين تذهب مخلفاته؟!».
أسيل ويحيى شابان من الطبقة الراقية، وفقاً لمعايير المستوى التعليمي والوظيفي والاجتماعي: هي محللة مالية درست في جامعة أجنبية، وهو حاصل على ماجستير في إدارة الأعمال، ورغم ذك فاجأتنا بقولها: «نحن جميعاً أغنياء، بما لنا من تعليم ووضع اجتماعي، ولكننا فقراء بمعيار الموضة، فلا نملك أن نساير هذا الجنون والأرقام الخيالية حتى نعبر عن الطبقة الاجتماعية الحقيقية التي ننتمي لها». كل هذا كان دافعاً قوياً لخروج منصة تقول إنها تدعم الأسلوب الشخصي الذي يسمح بالتنوع. فرحلة البحث عن ملابس قديمة ذات جودة عالية، حسب رأيها، هي بالفعل رحلة «مقتني» لديه شغف بعالم الموضة.
وعن معايير الاقتناء، تقول إن الماركات العالمية ليست المعيار الأهم «فأي قطعة مميزة تعبر عن حقبة زمنية أو أسلوب مجموعة مميزة، مثل فرق الموسيقى وغيرهم، هي بالنسبة لنا كنز. أما عامل الزمن، فهو عكس التصورات، فكلما كانت من زمن بعيد زادت قيمتها؛ بعض زبائننا يبحثون عن موضة الثلاثينات على سبيل التميز». السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هنا: كيف تعامل الزبون المصري مع مفهوم إعادة تدوير الملابس القديمة؟
تقول أسيل إنها كانت البداية؛ كانت ترتدي أزياء مميزة أثارت انتباه محيطها، واللافت أن أغلبهم كانوا من الطبقة الراقية، فهي الأكثر اطلاعاً على ثقافة الغرب، ما يجعلها أكثر تقبلاً للفكرة. بعد ذلك، جاءت المشاركة في معرض يضم منصات لبيع كل شيء، جديد وقديم، ليبدأ التواصل مع زبائن من طبقات مختلفة. ولا ترى أسيل أن التجربة كانت في المجمل سيئة، رغم انتقادات البعض، فإنها تعتبرها نقطة تحول حقيقية كشفت أن المجتمع يمكن أن يتغير ويتقبل الأفكار غير النمطية.
والدليل أنه خلال أقل من عامين، حققت المنصة رواجاً، لا سيما بعد أن استقطبت نجوماً من عالم الفن. تقول أسيل: «فوجئنا بأن منسق أزياء الممثلة الشابة جميلة عوض قرر أن تكون إطلالتها بالكامل من متجرنا.
ولحسن الحظ، قامت جميلة بعمل جلسة تصوير لصالح إحدى المجلات الكبرى، ولم تبخل في الحديث عن تفاصيل الإطلالة ومصدرها، ما أثار الانتباه إليها. ثم عاودت اقتناء قطع أخرى لحضور أسبوع الموضة بنيويورك. الضجة التي أثارتها الممثلة الشابة كانت إيجابية، ففي حين انتقد البعض اختياراتها، أقبل آخرون عليها، مثل آسر ياسين وأحمد مالك، اللذين حضرا بملابسنا مهرجان ترونتو السينمائي الدولي، وأيضاً الممثلة الشابة سارة عبد الرحمن، وعدد من مدونات الموضة اللاتي لهن متابعين بالآلاف. ولا يتوقف الحلم عند هذا الحد، فأسيل تحلم بـ«عقد شراكات مع منصات ومتاجر رائدة، كما مع موهوبين في الرسم على الملابس»، فالفكرة في أولها وتكبر بثقة، لكنها تحتاج إلى المزيد من الأفكار المبتكرة لترسيخها.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.