المبعوث السويدي في عدن تمهيداً لاستضافة بلاده المشاورات اليمنية

معين عبد الملك: الحوثيون يدفعون رواتب أتباعهم سراً ويحرمون مليون موظف

المبعوث السويدي في عدن تمهيداً لاستضافة بلاده المشاورات اليمنية
TT

المبعوث السويدي في عدن تمهيداً لاستضافة بلاده المشاورات اليمنية

المبعوث السويدي في عدن تمهيداً لاستضافة بلاده المشاورات اليمنية

قال رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك إن الميليشيات الحوثية حرمت أكثر من مليون موظف في مناطق سيطرتها من رواتبهم منذ أكثر من عامين، بالتوازي مع إنشائها جهازا موازيا للخدمة المدنية خاصا بعناصرها الذين تدفع رواتبهم بشكل سري.
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها عبد الملك أمس في العاصمة المؤقتة عدن أثناء استقباله المبعوث الخاص للسويد إلى اليمن بيتر سيمباي، وهانس غراند بيرغ مسؤول قسم الخليج في وزارة الخارجية السويدية. ويرجح مراقبون أن تكون زيارة المبعوث السويدي إلى عدن مرتبطة بالجهود التي تبذلها ستوكهولم مع المجتمع الدولي من أجل الترتيب للمشاورات اليمنية المقبلة بين الشرعية والحوثيين الانقلابيين التي كانت أعلنت عن استعدادها لاستضافتها في وقت سابق.
وذكرت المصادر الرسمية اليمنية أن رئيس مجلس الوزراء معين عبد الملك ناقش خلال اللقاء مع المبعوث السويدي «آفاق العمل المشترك والعلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتطويرها، خلال الفترة القادمة».
وبحسب ما أوردته وكالة «سبأ»، أعرب عبد الملك عن تقديره لزيارة السفير السويدي ومبعوث الخارجية السويدية إلى مدينة عدن، مثمناً الدعم السياسي والإنساني المميز الذي تقدمه السويد إلى اليمن، والموقف السويدي حيال القضية اليمنية والداعم للحكومة الشرعية، ورفض السويد الكامل للانقلاب الذي نفذته ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.
وأوضح عبد الملك أن حكومته «تواجه الكثير من التحديات في عملها، وأهمها العمل على وقف التدهور في الجانب الاقتصادي والإنساني والحفاظ على إمدادات السوق واحتياجاته من المواد الغذائية وبناء مخزون استراتيجي من هذه المواد».
وقال إن «الحكومة تركّز جهودها في خدمة اليمنيين بشكل فاعل، في جميع المحافظات دون استثناء، ومن بينها الإجراءات التي اتخذتها في الشق الاقتصادي والمالي، حتى تتحسن العملة المحلية، بما ينعكس ذلك في تراجع أسعار السلع الأساسية».
وأكد رئيس الوزراء اليمني أن حكومته «عملت على فتح الاعتمادات البنكية للتجار حتى يتمكنوا من استيراد المواد الغذائية الأساسية بأسعار أقل، إضافة إلى قيامها بترتيب وضع البنك المركزي ليخدم اليمنيين بشكل فاعل وتوفير العملة الصعبة التي يحتاجها التجار». وفيما أشار إلى أن الحكومة عملت على تسهيل مهمة المنظمات الدولية في الجانب الإغاثي، أكد أن وجود الحكومة في عدن، وتفعيل عمل الوزارات سيساعد في تعزيز العمل الإغاثي وسيسهل من عمل المنظمات الدولية.
وفيما يتعلق بمساعي السلام التي تقودها الأمم المتحدة من أجل طي صفحة انقلاب الحوثيين والتوصل إلى اتفاق شامل مع الجماعة التابعة لإيران، أكد عبد الملك أن الحكومة قدّمت الكثير من التنازلات للوصول إلى سلام عادل ومستدام لكن الطرف الانقلابي، على حد قوله: «لم يتعامل مع تلك التنازلات، وكان بموقفه غير المشجع في الانخراط بعملية السلام يؤكد على عدم نية الجماعة للسلام لأنها تحمل نفس الفكر والنموذج الإيراني وهو العداء والقتال مع الجميع». وقال: «الميليشيات الانقلابية تحاول أن تعزز من أمد الصراع في اليمن، غير مكترثة بمعاناة اليمنيين»، كاشفا عن أنها قامت بإنشاء جهاز خدمة مدنية مواز لجهاز الحكومة، وعبره تدفع رواتب للموظفين الموالين والمنتمين لها فقط بشكل سري. وأضاف عبد الملك أن «الميليشيات تركت قرابة مليون موظف في المناطق التي يسيطرون عليها دون مرتبات وهو ما فاقم من المعاناة الإنسانية لهؤلاء المواطنين».
ويرجح عدد من المراقبين اليمنيين أن دوائر اتخاذ القرار في الدول الأوروبية باتت تُصغي أكثر إلى الأصوات المحذرة من تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن، ما يجعلها تضغط في اتجاه الحل السلمي دون أن تدرك أن تعنت الميليشيات الحوثية هو العائق الحقيقي أمام أي فرصة لإنهاء الحرب وإنجاز السلام.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.