تونس: رئيس الحكومة ينهي مشاوراته حول التعديل الوزاري المرتقب

TT

تونس: رئيس الحكومة ينهي مشاوراته حول التعديل الوزاري المرتقب

أنهى يوسف الشاهد، رئيس الحكومة التونسية، مشاوراته السياسية حول التعديل الوزاري الجزئي المنتظر، وقالت مصادر مطلعة شاركت في هذه المشاورات إنه من المتوقع أن يعلن عن نتائج هذا التعديل الوزاري خلال الأسبوع المقبل.
وأعلنت مجموعة من الأحزاب والتكتلات السياسية، مثل حركة النهضة بزعامة راشد الغنوشي، وحركة مشروع تونس برئاسة محسن مرزوق، وحزب المبادرة الذي يتزعمه كمال مرجان، علاوة على كتلة الائتلاف الوطني البرلمانية، المؤيدة للشاهد، استعدادها للتصويت لصالح أعضاء الحكومة الجدد في حال عرض الأسماء الجديدة على البرلمان، وذلك في محاولة منها لدعم الاستقرار الحكومي.
ويتجاوز عدد أعضاء البرلمان الداعمين لحكومة يوسف الشاهد 120 نائبا برلمانيا، وهو رقم يتجاوز الحد المطلوب لتحصيل الأغلبية المطلقة المقدرة حسب الدستور بـ109 أصوات.
في المقابل، اشترطت حركة مشروع تونس للمشاركة في حكومة ائتلاف وطني «رؤية واضحة وخطة مسبقة لتعديل بعض السياسات»، وشددت على ضرورة فتح الباب لمشاركة كل القوى السياسية، دون استثناء في المشاورات المفضية للتعديل الحكومي.
في السياق ذاته قال سليم بسباس، النائب في البرلمان عن حركة النهضة، إن حزبه سيكون من بين الأطراف المشاركة في الحكومة الجديدة، مبرزا أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد هو من يجب أن يحسم التركيبة النهائية لهذه الحكومة المرتقبة.
ورجح بسباس أن يتم تعزيز مشاركة حركة النهضة في الحكومة المقبلة، من خلال منحها حقائب وزارية إضافية، بالنظر إلى احتلالها المرتبة الأولى على مستوى مقاعد البرلمان، ولعبها الدور الأساسي في الاستقرار السياسي، مشيرا إلى أن حزبه يؤيد فكرة تشكيل حكومة بتمثيلية واسعة من الأحزاب، دون إقصاء أي طرف سياسي.
وكان حزب النداء قد دعا إلى تشكيل حكومة جديدة دون مشاركة حركة النهضة، ردا على مقترح تقدمت به النهضة يدعو إلى تشكيل حكومة ائتلاف وطني على أنقاض حكومة الوحدة الوطنية، التي شكلها الشاهد في أغسطس (آب) 2016 وكانت تمثيلية حزب النداء وقتها هي الأعلى بين الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم.
ووفق تسريبات أولية، فإن اهتمام الشاهد انصب في المقام الأول خلال المشاورات، التي أجراها مع عدة أطراف سياسية، على سد الفراغ الحاصل في بعض الوزارات منذ أكثر من سنة، ومن بينها وزارة السياحة بعد تعيين الوزيرة سلمى اللومي مديرة لديوان رئيس الجمهورية، ووزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، التي تم إلحاق مصالحها بصفة مؤقتة بوزارة الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة، بالإضافة إلى وزارة العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان، التي تم إلحاقها بدورها بهياكل رئاسة الحكومة.
وبخصوص الأسماء المشاركة في التعديل الوزاري المنتظر، تداولت بعض وسائل الإعلام المحلية وتصريحات متطابقة لعدد من الأحزاب السياسية المشاركة في المشاورات أسماء معروفة داخل الحقل السياسي، حيث ينتظر أن يتولى سليم العزابي، المدير السابق للديوان الرئاسي، منصب وزير المالية خلفا للوزير الحالي رضا شلغوم (من حزب النداء). كما يتوقع تكليف وطفة بالعيد، القيادية في حركة مشروع تونس، بمنصب متحدثة باسم الحكومة، فيما سيشغل إياد الدهماني، المتحدث الحالي باسم الحكومة، منصب وزير مكلف العلاقات مع البرلمان.
كما طرح اسم محمد الفاضل محفوظ، أستاذ القانون، لتولي منصب وزير حقوق الإنسان والعلاقة مع المجتمع المدني، خلفا لمهدي بن غربية.
وتتضمن تركيبة الحكومة المنتظرة، حسب التسريبات الأولية، عدة شخصيات سياسية مرشحة، مثل رضوان عيارة، وزير النقل الحالي، الذي سيتولى حقيبة وزارة السياحة خلفا لسلمى اللومي الملتحقة بالديوان الرئاسي، فيما سيتم نقل عماد الحمامي (من حركة النهضة) من وزارة الصحة إلى وزارة التشغيل، كما تم اقتراح الصحبي بن فرج، النائب عن كتلة الائتلاف الوطني، لشغل منصب وزير مكلف الحوكمة ومكافحة الفساد، وهي وزارة ألحقت برئاسة الحكومة إثر إقالة عبيد البريكي من هذا المنصب في شهر فبراير (شباط) 2017.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.