التحالف دمر معسكراً بالحديدة... ونائب الرئيس اليمني في صعدة

TT

التحالف دمر معسكراً بالحديدة... ونائب الرئيس اليمني في صعدة

أعلنت قوات الجيش الوطني عن وصول طلائع عسكرية جديدة لأطراف مدينة الحديدة الساحلية، حيث ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن.
رافق ذلك مقتل أكثر من 150 انقلابيا بغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية، بقيادة السعودية، التي استهدفت معسكرا للانقلابيين في مديرية المرواعة، الواقعة على الخط الرابط بين صنعاء - الحديدة، إضافة إلى سقوط عشرات آخرين من ميليشيات الحوثي الانقلابية بين قتيل وجريح بمعارك مع الجيش الوطني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية في جنوب الحديدة والساحل الغربي وصعدة وتعز والبيضاء ومأرب والجوف.
وأكدت ألوية العمالقة، في بيان لها «وصول طلائع قوات ألوية العمالقة لأطراف مدينة الحديدة استعدادا لإطلاق عملية عسكرية جديدة لتحرير المدينة ومينائها الاستراتيجي من قبضة ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران».
وذكرت أن «قوات ألوية العمالقة دفعت بقوات عسكرية ضخمة إلى مشارف مدينة الحديدة تأهُبا واستعدادا لإطلاق عملية عسكرية واسعة لتحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي من قبضة ميليشيات الحوثي»، وأن «هناك عملية تخطيط وتنسيق من قبل قوات ألوية العمالقة مع قوات التحالف العربي لإطلاق العملية العسكرية التي تعتبر العملية الأوسع ضد الميليشيات الحوثية في الساحل الغربي».
وتحدثت «العمالقة» أنها «تسعى جاهدة لتجنيب المدنيين الذين تستخدمهم الميليشيات دروعاً بشرية في مسعى منها لإعاقة تقدم قوات العمالقة نحو المدينة».
جاء ذلك بعدما أصبحت الحديدة مقبرة لميليشيات الحوثي الانقلابية حيث يلقى العشرات من الانقلابيين مصرعهم يوميا بمعاركهم مع الجيش الوطني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية، وآخرها مقتل 150 انقلابيا وجرح آخرين من صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية بغارة لتحالف دعم الشرعية التي استهدفت معسكرا تدريبا للانقلابيين في مديرية المراعة، شمال الحديدة، والواقعة على الخط الرابط بين صنعاء - الحديدة، مساء الثلاثاء، بالتزامن مع سلسلة غارات على تعزيزات ومواقع عسكرية للانقلابيين في الجوف والساحل الغربي وصعدة التي شنت فيها مقاتلات تحالف دعم الشرعية أربع غارات استهدفت مواقع الانقلابين في معسكر كهلان، الخاضع لسيطرة الميليشيات، ومواقع أخرى في مدينة صعدة.
وأكد المركز الإعلامي لألوية العمالقة «مقتل مائة وخمسين عنصراً حوثياً وأصيب مئات آخرون بغارات جوية شنّها طيران التحالف العربي على معسكر تدريبي لميليشيات الحوثي في مديرية المراوعة بمحافظة الحديدة».
ونقل عن مصادر ميدانية قولها إن «طيران التحالف العربي شنّ عدة غارات جوية عنيفة على معسكر تدريبي للميليشيات الحوثية»، وإن «الميليشيات فرضت طوقاً أمنياً حول المعسكر ومنعت الاقتراب منه وشوهدت سيارات تابعة للحوثيين تنقل القتلى والجرحى خارج المدينة».
وأوضحت «العمالقة» في بيانها المقتضب أن «مستشفيات مدينة الحديدة اكتظت بجثث مئات القتلى والجرحى من مسلحي الحوثي»، وأن «المشرفين الأمنيين التابعين للحوثي وجهوا بوقف استقبال المرضى وخصصوا المستشفيات لاستقبال جثث القتلى والجرحى من عناصرهم الذين سقطوا بغارات لطيران التحالف العربي».
فيما أكد سكان محليون لـ«الشرق الأوسط» أن «مقاتلات تحالف دعم الشرعية جددت شن غاراتها على مواقع الانقلابيين في المرواعة التي فرت إليها ميليشيات الحوثي الانقلابية بعد سيطرت الجيش الوطني على كيلو 10 وقوس النصر والسيطرة النارية على مثلث كيلو 16 المنفذ الشرقي لمدينة الحديدة». وقالوا إن «مقاتلات التحالف شنت عددا من الغارات، خلال الساعات القليلة الماضية، من بينها غارات استهدفت مواقع وتجمعات الانقلابيين في مزارع وادي سهام، شرق مدينة القطيع».
وأردفوا أن «مواقع الانقلابيين أصبحت هدفا مكثفا لمقاتلات تحالف دعم الشرعية في جميع الأوقات في مدينة الحديدة حيث شن التحالف عددا من الغارات الليلية أبرزها استهدفت تجمعات ومواقع عسكرية في شارع الخمسين وكيلو 4 وكيلو 7، وباتجاه جامعة الحديدة وخلف مبنى تطوير تهامة والمناطق القريبة من الربصة، والتي تعد جميعها أهدافا عسكرية للمقاتلات والجيش الوطني».
وميدانيا، أيضا، قتل عدد من الانقلابيين في معارك الجيش الوطني التي كان أشدها في محافظات صعدة والجوف وتعز. وفي البيضاء، وسط اليمن، قتل مساء الأربعاء، 11 انقلابيا وجرح آخرون في معارك شهدتها جبهة الملاجم، شرقا، عقب تصدي قوات الجيش الوطني لمحاولة تسلل الانقلابيين إلى مواقعهم في جبال دير. طبقا لما أكدته مصادر عسكرية التي قالت إن الجيش الوطني دك مواقع ميليشيات الانقلاب في منطقة البيضاء بالمديرية نفسها ودمر عددا من الآليات العسكرية التابعة لها، إضافة إلى إلحاق الخسائر المادية بالحوثيين.
جاء ذلك في الوقت الذي تتواصل المعارك العنيفة بين قوات الجيش الوطني، المدعوم من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، وميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، في الجوف، شمالا، حيث أحرزت قوات الجيش الوطني خلال الثلاثة الأيام الماضية، تقدمات كبيرة وسيطرت على سلسلة جبال استراتيجية كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين.
وأكدت المصادر العسكرية نفسها لـ«الشرق الأوسط» أن «جبهة مديرية برط العنان، شمال الجوف، والحدودية مع محافظة صعدة، ما زالت قوات الجيش الوطني تحقق فيها انتصاراتها بعدما سيطرت على سلسلة جبلية، وذلك بالتزامن مع تصدي قوات الجيش الوطني لمحاولة تسلل عناصر انقلابية إلى مواقعها في جبهة الغيل، غير أن القوات أجبرتها على التراجع والفرار بعد سقوط قتلى وجرحى بصفوفها»، وأن «مدفعية الجيش الوطني دمرت تعزيزات ميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهتي المصلوب ومزوية».
وفي صعدة، معقل الانقلابيين، تتواصل المعارك وسط تقدم قوات الجيش الوطني في مختلف الجبهات أبرزها جبهة باقم، شمالا، حيث أشاد نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر، بما تحققه قوات الجيش الوطني في سبيل استكمال تحرير ودحر الميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الأحمر بقائد اللواء 102 مشاة، العميد ياسر المعبري، الخميس، للاطلاع على المستجدات والانتصارات التي يحققها الجيش في جبهة علب بمحافظة صعدة، طبقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، التي نقلت عن الأحمر، أنه شدد على «مضاعفة الجهود والجاهزية القتالية والاستمرار في تنفيذ المهام العسكرية». وثمن مساندة لدول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة وما يقدمونه من دعم أسهم في تحقيق الانتصارات.
وبالانتقال إلى تعز، تتواصل المعارك في جبهات تعز الغربية والشمالية وجنوب شرقي تعز. وقال مصدر عسكري في محور تعز إن «الجيش الوطني كبد الانقلابيين الخسائر البشرية والمادية الكبيرة وأحرز تقدما عسكريا في عدد من المواقع المتفرقة شمال وغرب وجنوب شرقي تعز، بالتزامن مع تدمير مدفع 37 تابع للانقلابيين في جبهة مقبنة، وعدد من مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية في منطقة العراعر وجبل الوعش ومناطق شمال الدفاع الجوي، شمال تعز».
وأشار إلى أن «الجيش الوطني يواصل تصديه لمحاولة تسلل الانقلابيين إلى مواقعه في سائلة أبعر، جنوبي شرق، وهجمات أخرى استخدمت فيه الميليشيات مختلف الأسلحة شمال جبل العويد والبركنة في مقبنة، غربا».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».