King of Thieves
> إخراج: جيمس مارش.
> تمثيل: مايكل كاين، جيم برودبنت، تشارلي كوكس، راي وينستون
> تشويق | بريطانيا (2018)
> تقييم: (جيد)
قبل ثلاثة أعوام تمكنت عصابة قوامها رجال تجاوزوا سن الشباب من اقتحام مقر مؤسسة للودائع الثمينة وسرقوا ما تزيد قيمته عن 18 مليون دولار من المجوهرات. فيلم جيمس مارش، ذاك الذي سبق وقدّم لنا «نظرية كل شيء» (Theory of Everything)، يستمد موضوع فيلمه الجديد من تلك الحادثة، لكنه يترك تفاصيلها الفعلية ويؤلّف سيناريو تخاله قائماً تماماً على الخيال وليس الواقع.
مايكل كاين في دور برايان. هو رئيس مجموعة اللصوص الذين تجاوزوا - نظرياً على الأقل - سن المغامرة. يفتح باب ثلاجته، في مشهد يقع في مطلع الفيلم، على أربع بيضات وقطعة زبدة. حياته خالية تماماً كالثلاجة، وذلك منذ أن توفيت زوجته التي لا يزال يتوقع أن يفتح الباب فيجدها قد عادت إليه. برايان ما يزال يود مواصلة مهنته كلص كبير وهو يجلب للعصابة التي يقودها شاباً اسمه باسيل (تشارلي كوكس) لديه مفتاح الباب الخارجي لمستودع المجوهرات الكبير، والسرقة تتم حسب المخطط لها عموماً. بعض المفاجآت من باب التشويق، لكن كل شيء يمر على ما يرام قبل أن يبدأ تنفيذ عملية إخفاء المجوهرات وتقسيم الغنيمة.
يحافظ الفيلم تماماً على هويته الإنجليزية المحلية. شخصياته قابلة للتصديق وهي واقعية بما يكفي. تزين الفيلم أغاني وموسيقى جاز، وهناك إيحاء بأن المخرج راغب في فيلم مرح حول موضوع جاد.
ينتمي الفيلم إلى نوع أفلام السرقات (Heist Films) التي تنقسم، بدورها، إلى أفلام تتمنى نجاح اللصوص في مهامهم، وأخرى تتمنى لهم الفشل. يتوقف ذلك على الشخصيات الممنوحة لنا. فيلم مارش ينتمي إلى الفئة الأولى إلا أنه لم يستطع إلا وأن يناقض هذا الانتماء لاحقاً عندما يسرد خلافاتهم وكيف تمكن البوليس البريطاني من القبض عليهم. لا يمنح المخرج دوراً كبيراً لرجال البوليس ويتحاشى المخرج فيلماً من نوع التحقيقات. لكن في الوقت ذاته يوفر أحداثاً لا تنهض بأعباء المهمّة طويلاً.
أبطاله، في نهاية المطاف، متآلفون نظرياً ومتباعدون عملياً مع الكثير من الريبة والرغبة في الهيمنة، وبرايان يدرك أن الرفقة لا تصنع صداقة.
الفيلم ليس الأول الذي دار حول تلك العملية الجريئة. في غضون ثلاث سنوات فقط تم تحقيق ثلاثة أفلام أخرى بعضها (مثل Hatton Garden: The Heist) أقوى سرداً وتشويقاً. لكن ما يمنح هذا الفيلم علاوته على الأفلام الأخرى تمثيل هؤلاء الفنانين المشهود لهم بالإجادة. هم «لصوص» الفيلم فعلاً وطوال الوقت.