الجيش المصري يعلن القضاء على 18 إرهابياً بشمال سيناء

عناصر من الجيش المصري أثناء أحد التدريبات بشمال سيناء (المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية)
عناصر من الجيش المصري أثناء أحد التدريبات بشمال سيناء (المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية)
TT

الجيش المصري يعلن القضاء على 18 إرهابياً بشمال سيناء

عناصر من الجيش المصري أثناء أحد التدريبات بشمال سيناء (المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية)
عناصر من الجيش المصري أثناء أحد التدريبات بشمال سيناء (المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية)

أعلنت القوات المسلحة المصرية اليوم (الخميس) مقتل 10 إرهابيين شديدي الخطورة وتدمير 25 عربة دفع رباعي محملة بكميات من الأسلحة والبضائع المهربة أثناء محاولة اختراق الحدود الغربية المصرية، وذلك في إطار «العملية الشاملة سيناء 2018» التي بدأها الجيش المصري بمشاركة قوت الأمن في فبراير (شباط) الماضي.
واستهدفت أيضا عدداً من الأوكار نتج عن ذلك القضاء على عدد 8 عناصر تكفيرية مسلحة بمناطق العمليات بشمال ووسط سيناء.
وذكرت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية في بيانها الـ29 أن ذلك يأتي «استكمالا للمعارك البطولية التي يخوضها أبطال القوات المسلحة والشرطة، والنجاحات المتتالية في ملاحقة ودحر العناصر الإرهابية في عملية المجابهة الشاملة سيناء 2018؛ لتجفيف منابع الإرهاب والقضاء على البنية التحتية للعناصر الإرهابية»، وأضافت «تم استشهاد ضابط من أبطال القوات القائمة بتنفيذ المداهمات».
واستطردت في بيانها: «استمرارا لجهود أبطال القوات المسلحة والشرطة لاستئصال جذور الإرهاب، فقد أسفرت النجاحات المتتالية لخطة العملية الشاملة (سيناء 2018) خلال الفترة الماضية عن تحقيق النتائج الآتية - قيام القوات الجوية باستهداف وتدمير وكر للعناصر الإرهابية بالظهير الصحراوي الجنوبي أسفر ذلك عن تدمير عربة دفع رباعي والقضاء على العناصر الإرهابية المتحصنة داخله، كما نجحت القوات الجوية على الاتجاه الغربي في تدمير (25) عربة دفع رباعي محملة بكميات من الأسلحة والبضائع المهربة أثناء محاولتها اختراق الحدود الغربية للبلاد، واستهداف عدد من الأوكار نتج عنه القضاء على عدد (8) عناصر تكفيرية مسلحة بمناطق العمليات بشمال ووسط سيناء».
وكذلك القضاء على (10) أفراد تكفيريين شديدي الخطورة خلال عملية نوعية لعناصر الأمن الوطني بالعريش والتحفظ على (3) بندقيات آلية وبندقيتين من نوع خرطوش وعبوتين ناسفتين.
وتم القبض على 129 فردا من المشتبه بهم والمطلوبين جنائياً وجار اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.

وقامت عناصر المهندسين العسكريين باكتشاف وإبطال مفعول (141) عبوة ناسفة تم زراعتها لاستهداف القوات على محاور التحرك. وضبط عدد من المواد التي تستخدم في صناعة العبوات الناسفة ودوائر النسف والتدمير وكميات من مادة tnt شديدة الانفجار بشمال ووسط سيناء.
وتم تدمير (147) وكرا ومخزنا وخندقا بمناطق العمليات بشمال ووسط سيناء عثر بداخلها على عدد من الأسلحة والذخائر وقطع الغيار ومواد الإعاشة وكتب وشرائط كاسيت تدعو للفكر التكفيري ولاب توب عليه مواد فيلمية وجهاز تنصت، وضبط وتدمير والتحفظ على (16) سيارة أنواع، وتدمير (35) دراجة نارية من دون لوحات معدنية.
وفي إطار الجهود المكثفة التي تبذلها قوات حرس الحدود المصرية بالتعاون مع الأفرع الرئيسية لتأمين الحدود على كافة الاتجاهات الاستراتيجية تم اكتشاف وتدمير فتحة نفق بشمال سيناء وضبط (8) بنادق مختلفة الأنواع و(6) خزن و(130) طلقة ذات أعيرة مختلفة و(3) نظارات ميدان، كما تم ضبط (3368) كغم لمخدر الحشيش و(365) كغم لنبات البانغو و(37) كغم من الأفيون بالإضافة لمليون ونصف مليون قرص مخدر.
كما تم ضبط (5) أجهزة تستخدم في الكشف عن المعادن والتحفظ على (16540) كغم للحجارة المخلوطة بخام الذهب وهاتف للاتصال عبر الأقمار الصناعية، وإحباط محاولات التسلل والهجرة غير الشرعية لـ(1383) فردا من جنسيات مختلفة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للبلاد.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.