رئيس الحكومة الإسرائيلية: زيارتي لعُمان لن تكون يتمية

معلقون شككوا في توسع خطواته عربياً

TT

رئيس الحكومة الإسرائيلية: زيارتي لعُمان لن تكون يتمية

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن زيارته إلى سلطنة عمان في نهاية الأسبوع، لن تبقى يتيمة، وأنه سيزور دولاً عربية أخرى في القريب. وكشف أن وزير المواصلات والمخابرات، يسرائيل كاتس، سيزور سلطنة عمان للمشاركة في مؤتمر دولي، وأنه سيطرح هناك مشروعه لبناء ميناء بحري لقطاع غزة من جهة ومشروعه لإقامة شبكة سكك حديدية تمر عبر الاردن.
ٍوقال نتنياهو، في مستهل جلسة حكومته، أمس (الأحد): «عدنا أنا وزوجتي يوم الجمعة من زيارة دبلوماسية تاريخية إلى سلطنة عمان، حيث التقيت الزعيم العماني السلطان قابوس بن سعيد.
إنه زعيم صاحب خبرة طويلة ومبهر جداً. هذه هي الزيارة الأولى لإسرائيل في عُمان منذ 22 عاماً، وهي تأتي على خلفية جهود دبلوماسية بذلتها خلال السنوات الأخيرة إزاء الدول العربية. وفي لقائنا المطول بحثنا بشكل موسع التحديات التي يواجهها الشرق الأوسط. كانت هذه محادثات مهمة لدولة إسرائيل ولأمنها. سيكون هناك مزيد من هذه المحادثات».
وقال نتنياهو إن العلاقات مع مسقط تأخذ منحى عميقاً جداً، ولذلك فليس صدفة أن الوزير كاتس تلقى دعوة من نظيره العماني للمشاركة في مؤتمر دولي حول موضوع المواصلات. وتقرر أن يتاح له أن يطرح المشروع الخاص بإنهاء الحصار عن قطاع غزة وبناء جزيرة في عرض البحر الأبيض المتوسط تستخدم ميناءً بحرياً وربما جوياً، يفتح أبواب القطاع إلى العالم، بشرط أن تكون هناك مراقبة أمنية إسرائيلية على كل ما يدخل أو يخرج من الميناء».
وكشف النقاب في تل أبيب، أمس (الأحد)، أن زيارة نتنياهو إلى مسقط تمت بعد تحضيرات طويلة قام بها رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية يوسي كوهين، الذي يعتبر مقرباً من رئيس وزرائه. وقد عمل عليها لأشهر عدة، منذ يونيو (حزيران) الماضي. ولأجلها سافر كثيراً إلى الشرق وكذلك إلى واشنطن، ما يشير إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترمب أسهمت في إخراجها إلى النور.
وأكدت المصادر أن نتنياهو والسلطان قابوس بن سعيد اجتمعا طيلة 8 ساعات، أمضيا قسماً منها في لقاء ثنائي فقط، وقسماً آخر بحضور المساعدين، والقسم الثالث استمعا إلى الموسيقى.
وقد تناول البحث عدة مواضيع مهمة، وبدا أن السلطان مهتم بدفع عملية السلام مع إسرائيل والعرب، فيما كان نتنياهو يشدد على موضعين آخرين هما «المخطط الإيراني للهيمنة على المنطقة وتطوير العلاقات الثنائية».
وذكر المعلق في موقع «واي نت» التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، أن سلطنة عمان هي التي احتضنت جهود الوساطة بين الولايات المتحدة (في عهد الرئيس باراك أوباما) وإيران، اللتين تربطها بهما علاقات صداقة، للتوصل إلى الاتفاق النووي.
ولذلك فلم يستبعد بن يشاي أن يكون اللقاء في مسقط عبارة عن تجربة مماثلة لإبرام اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين يوقع في السلطنة أو أن تتحول مسقط إلى قناة اتصال بين تل أبيب وطهران.
وخرجت الصحافة الإسرائيلية، التي تنتقد نتنياهو عادة على سياسته السطحية، بعناوين ترحب بزيارته إلى عمان وتعتبرها خطوة في الاتجاه الصحيح. لكنها حذرت من «الشعور الزائد بسكرة النصر». وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن نتنياهو يتوهم إن كان يحسب أن العالم العربي سيتدفق على إسرائيل اليوم بطلبات صداقة، «ستكتشف قريباً أن هذا ضرب من المستحيل، فالعالم العربي لن يتقدم بخطوات جدية إلى الأمام قبل أن يحصل تقدم واضح وملموس في العملية السلمية مع الفلسطينيين».
وتراوحت ردود فعل وسائل الإعلام الإسرائيلية على العلاقات بين تل أبيب ومسقط ما بين رؤيتها تطوراً مهماً سيفضي إلى دفع صفقة القرن الأميركية ومشكك يرى أن نتنياهو سيحاول الإفادة من هذه العلاقات من دون أن يتحرك قيد أنملة في الموضوع الفلسطيني.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.