تعديل مرتقب في الحكومة التونسية قبل انتخابات 2019

«العفو الدولية» تنتقد استمرار انتهاكات حقوق الإنسان وتمديد «حالة الطوارئ»

TT

تعديل مرتقب في الحكومة التونسية قبل انتخابات 2019

قالت مصادر في البرلمان التونسي، أمس، إن رئيس الحكومة يستعد لطرح تعديل شامل على حكومته للتصويت في البرلمان، وذلك في خطوة مرتقبة لاحتواء الضغوط من الأحزاب واتحاد الشغل.
وصرحت النائبة ليلى الشتاوي، من كتلة «الائتلاف الوطني» في البرلمان، أمس، بأنه سيتم إجراء تعديل وزاري قريبا، مبرزة أن النواب بصدد الاستعداد والتنسيق لهذا التحوير حول عملية التصويت.
وظل الخلاف قائما منذ أشهر بشأن مصير الحكومة الحالية، التي يقودها حزب «حركة نداء تونس»، حيث يطالب «النداء» بإقالتها، بينما يتحفظ حزب «حركة النهضة الإسلامية»؛ الكتلة الأولى في البرلمان، بشأن إجراء تعديل معمق. فيما يطالب الاتحاد العام التونسي للشغل بإقالة الحكومة بدعوى فشلها في احتواء التوتر الاجتماعي وإصلاح الاقتصاد.
من جهته، قال المنجي الحرباوي، النائب عن كتلة «حركة نداء تونس» والمتحدث باسم الحزب، لوكالة الأنباء الألمانية، أمس، إن الحزب لم يحدد موقفه بعد من هذه الخطوة، موضحا أنه «لم يتم الإعلان عن التحوير بشكل رسمي، لكن إذا أخذنا علما بذلك فسيكون لكل حادث حديث».
وكان رئيس الدولة الباجي قائد السبسي قد دعا رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى عرض حكومته على البرلمان من أجل إجراء تصويت ثان على الثقة، ووضع حد للأزمة السياسية في البلاد. وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الحكومة إياد الدهماني في وقت سابق إن إحدى الصيغ لمطروحة للذهاب إلى البرلمان؛ إجراء تعديل وزاري قبل نهاية العام الحالي.
من جهة ثانية، انتقدت منظمة العفو الدولية القيود المفروضة على السفر التي تطبقها السلطات التونسية بذريعة المحافظة على الأمن والاستقرار، وقالت إنها «تفرض في كثير من الأحيان بأسلوب تعسفي وتمييزي، ينتهك الحقوق الأساسية للإنسان».
وأكدت المنظمة أن وزارة الداخلية التونسية قيدت منذ سنة 2013 حركة نحو 30 ألف تونسي ضمن إجراءات لمراقبة الحدود وصفتها بـ«السرية»، وتُعرف باسم «الإجراء إس 17»، مبرزة أنها «إجراءات لا يمكن للعموم الاطلاع عليها، وتفتقر إلى الإشراف القضائي الكامل». وعرضت شهادات من مدن بن قردان، والقصرين، والعاصمة التونسية لنحو 60 شخصا، تم منعهم بشكل غير قانوني من السفر إلى الخارج، أو تم تقييد حركتهم داخل تونس خلال الفترة ما بين 2014 و2018. كما قدم تقرير المنظمة تفاصيل «التأثير المدمر لهذه الإجراءات على الحياة اليومية للمتضررين»، وقالت إن كثيرا منهم لم يتمكنوا من العمل أو الدراسة، أو من العيش في حياة عائلية طبيعية.
وفي هذا الصدد، أكد أنور أولاد علي، رئيس مرصد الحقوق والحريات بتونس، وجود عدة تجاوزات وانتهاكات لحقوق الإنسان بسبب تمديد حالة الطوارئ منذ نهاية سنة 2015 تحت غطاء مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الموقوفين أو الممنوعين من السفر (الموجودون تحت الإقامة الإجبارية) لا توجد ضدهم أدلة قانونية أو حجج دامغة تثبت خطرهم الإرهابي، على حد تعبيره.
كما كشف أولاد علي عن معطيات جمعها «المرصد» حول حالات انتهاك حقوق الإنسان، مؤكدا أن نحو 95 في المائة من الذين خضعوا لإجراءات التوقيف أو المنع من السفر والمتابعة الأمنية والقضائية يعيشون مع عائلات، وهو ما ألحق أضرارا فادحة بهم. كما أن نحو 48 في المائة منهم ليست لهم سوابق عدلية تبرر اتهامهم بالإرهاب.
وكانت مجموعة من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية قد طالبت تونس بداية الشهر الحالي بعدم تمديد حالة الطوارئ من جديد، وأكدت أنها «مجرد وسيلة لارتكاب عدد من انتهاكات حقوق الإنسان».
ومنذ نهاية 2015، فرضت السلطات التونسية إثر سلسلة من الهجمات الإرهابية المسلحة، حالة الطوارئ بصفة متتالية، ورفعت من الإجراءات الأمنية، مما جعل منظمات حقوق الإنسان تتهمها بانتهاك حقوق الإنسان بشكل خطير، وتجاوز سيادة القانون.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.