حكومة طرابلس تطالب بتطبيق «الصخيرات» في قضية الجيش

قبيلة العبيدات تحتج على تعيين السراج متهم بقتل عبد الفتاح يونس وزيراً

TT

حكومة طرابلس تطالب بتطبيق «الصخيرات» في قضية الجيش

قال فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، إن اجتماعاً عقده، مساء أول من أمس، مع آمري المناطق العسكرية التابعين لحكومته، أكد ضرورة أن تتم إعادة توحيد الجيش الليبي طبقاً لنص اتفاق السلام المبرم في منتجع الصخيرات بالمغرب نهاية عام 2015 برعاية أممية.
وذكر بيان وزعه مكتب السراج أن الاجتماع الذي حضره قادة؛ المنطقة العسكرية الغربية اللواء أسامة الجويلي، ومنطقة طرابلس اللواء عبد الباسط مروان، والمنطقة العسكرية الوسطى اللواء محمد الحداد، تطرق إلى جهود توحيد المؤسسة العسكرية، التي قال إنها «يجب أن تتم وفقاً لما تضمنه الاتفاق السياسي في هذا الشأن، والمبادئ الأساسية للدولة المدنية الديمقراطية».
وأوضح البيان أن المجتمعين استعرضوا أوضاع منتسبي المؤسسة العسكرية واتخاذ ما يلزم من إجراءات لحل مشكلاتهم وتوفير احتياجاتهم ومتطلبات عملهم، مشيراً إلى أن الاجتماع تناول أيضاً متابعة الترتيبات الأمنية التي بدأت بالعاصمة طرابلس ودور ومهام المناطق العسكرية في إجراءات تنفيذها، كما تم بحث تطورات الوضع في الجنوب.
كما أصدر السراج تعليماته لوزارة المالية بالعمل على تذليل كل الصعوبات المالية التي تواجه المؤسسة لتمكينها من أداء عملها على الوجه الأكمل، وذلك خلال اجتماع آخر مشترك عقده مع اللواء عبد الباسط مروان آمر منطقة طرابلس العسكرية، بحضور وزير المالية فرج بومطاري، وذلك لمتابعة قرار الحكومة بشأن تعديل مرتبات منتسبي المؤسسة العسكرية.
ولاحقا اجتمع السراج مع رئيس الأركان العامة اللواء عبد الرحمن الطويل، ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، ومسؤولين أمنيين، لبحث إجراءات تأمين المواقع النفطية التي تشمل الحقول والموانئ والأنابيب والمقار، وضمان عدم توقف إنتاج النفط وتصديره؛ وفق القوانين والآليات المعمول بها.
وقال مكتب السراج في بيان له إنه تمت أيضاً مناقشة توفير الخدمات الأساسية للمناطق النفطية من خلال برامج التنمية المكانية.
بدورها، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة طرابلس أنها بدأت في تكليف مديريات الأمن بالمناطق، تنفيذ الخطط الأمنية التي تستهدف الحفاظ على سلامة المواطنين وممتلكاتهم وتأمين كل المدن الليبية.
وتهدف الخطط الأمنية، بحسب بيان أصدرته الوزارة، إلى تفعيل الإجراءات الأمنية، والمساهمة في حماية الأهداف والمرافق الحيوية، وتسهيل الحركة المرورية ومنع الاختناقات بالطرقات.
ونقلت وسائل إعلام ليبية محلية، أمس، عن سوسن غوشة، الناطقة باسم بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، أن البعثة ما زالت تنتظر إقرار المجلس الرئاسي لحكومة السراج خطة الترتيبات الأمنية المُقدمة من أجل البدء في تنفيذها.
وكانت «القوة الثامنة (كتيبة النواصي)» التابعة لحكومة السراج أعلنت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أنها شرعت في تنفيذ قرار السراج بشأن تسليم وإزالة الكلية العسكرية للبنات، بالتعاون مع بلدية طرابلس.
وقررت البلدية تحويل مبنى الكلية العسكرية للبنات إلى متنزه ترفيهي للعائلات يضم مرافق ترفيهية وألعاباً للأطفال، كما وزعت صوراً لبدء عملية هدم مقر الكلية بشارع عمر المختار بعد تسلمها مؤخراً من وزارة الداخلية.
وقالت مصادر في لجنة الترتيبات الأمنية التي شكلتها الحكومة إنها رصدت نحو 30 موقعاً سيادياً يخص الدولة وذلك بعد تسليمها إلى قوات الجيش والشرطة لتأمينها من سيطرة الميليشيات المسلحة.
من جانبه، أعلن غسان سلامة رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا أنه بحث في طرابلس، أمس، مع وفد من الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور، المسار الدستوري، مشيراً إلى أن الوفد ركز على ضرورة المضي قدماً في مشروع الاستفتاء.
قبيلة العبيدات
إلى ذلك، أبلغت قبلية العبيدات التي ينتمي إليها اللواء عبد الفتاح يونس القائد السابق لأركان الجيش الليبي الذي اغتيل عام 2011، رئيس البرلمان الليبي المستشار عقيلة صالح، احتجاجها على تعيين على العيساوي المتهم بقتل يونس، وزيراً للاقتصاد والصناعة في حكومة السراج.
وقال بيان نشره الموقع الإلكتروني للبرلمان الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقراً له، إن شيوخ وأعيان قبيلة العبيدات أبلغوا صالح احتجاجهم على تعيين العيساوي وزيراً في حكومة السراج لأنه متهم في قضية اغتيال يونس ولم يمتثل للتحقيقات، وعدّوا أن قرار تعيينه «غير مدروس، وبمثابة إهانة للقبيلة ولكل قبائل برقة».
كما طالبت قبيلة العبيدات رئيس البرلمان بمعرفة آخر المستجدات في قضية الاغتيال والاتصال بالجهات القضائية ذات العلاقة بخصوصها، ودعته للعمل على توحيد مؤسسات الدولة وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.