القوات المسلحة المصرية والسعودية تختتمان فعاليات تدريب «تبوك ـ 4»

شملت تطهير البؤر الإرهابية وإبطال العبوات الناسفة

جانب من التدريب المصري - السعودي («الشرق الأوسط»)
جانب من التدريب المصري - السعودي («الشرق الأوسط»)
TT

القوات المسلحة المصرية والسعودية تختتمان فعاليات تدريب «تبوك ـ 4»

جانب من التدريب المصري - السعودي («الشرق الأوسط»)
جانب من التدريب المصري - السعودي («الشرق الأوسط»)

اختتمت أمس فعاليات التدريب المصري - السعودي المشترك «تبوك - 4»، الذي نفذته عناصر من القوات المسلحة المصرية والسعودية في نطاق المنطقة الجنوبية العسكرية، بمشاركة مراقبين من دول «عمان، والبحرين، والإمارات».
وتضمنت المرحلة الختامية للتدريب قيام القوات بتنفيذ عملية مشتركة للقضاء على بؤرة إرهابية مسلحة داخل منطقة سكنية، وتطهيرها من العناصر الإرهابية، وإعادة الحياة إلى طبيعتها، وتنفيذ رمايات مشتركة بالذخيرة الحية.
وقال العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، أمس، إن «المرحلة بدأت بقيام المقاتلات متعددة المهام بتنفيذ طلعات الاستطلاع الجوي، وتصوير الأهداف الخاصة بالعناصر الإرهابية، كما تم دفع عناصر الاستطلاع والمهندسين للتغلب على العبوات الناسفة، وتأمين طرق وخطوط الاقتحام، وقامت القوات بحصار وتأمين المباني الحيوية وعزل العناصر الإرهابية، وتنفيذ عملية الاقتحام لتطهير البؤرة الإرهابية والسيطرة على المنطقة، واعتقال العناصر الإرهابية المتمركزة داخلها، ودفع عناصر التأمين الطبي والإداري والمعنوي لإعادة تشغيل المرافق وطمأنة السكان المحليين وإعادة الحياة إلى طبيعتها».
وأضاف الرفاعي: «تم دفع العناصر الخفيفة والميكانيكية لمطاردة العناصر الإرهابية الهاربة في اتجاه المناطق الجبلية، والقضاء عليها بمساعدة مدفعية الرمي المباشر وغير المباشر، وتنفيذ رمايات بالذخيرة الحية لمختلف القوات المنفذة».
وأظهر التدريب مدى ما وصلت إليه العناصر المشاركة في التدريب من مهارات ميدانية وقتالية عالية، والدقة في إصابة الأهداف وتدميرها، والسرعة في تنفيذ المهام القتالية والنيرانية في الوقت والمكان المحددين، عبر استخدام أحدث وسائل القيادة والسيطرة، بما يعكس التقارب في المفاهيم والعقائد العسكرية لكل من مصر والسعودية.
جدير بالذكر أن القوات المشتركة أتمت كل المراحل التمهيدية للتدريب، وشملت كثيراً من الأنشطة والفعاليات، وتنفيذ الرمايات القتالية، والبيانات العملية والمهارات التكتيكية، وفرض عدد من المواقف الطارئة، بهدف قياس قدرة القوات على العمل المشترك، وتوحيد المفاهيم وتبادل الخبرات.
من جهته، نقل مساعد وزير الدفاع المصري تحيات الفريق أول محمد زكي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي للقوات المنفذة، وأكد عمق العلاقات العسكرية المصرية - السعودية، مشيداً بمستوى التنسيق والتعاون بين القوات لتحقيق كل الأهداف المخططة للتدريب «تبوك - 4»، وذلك في ظل تطور حجم وطبيعة العمليات الإرهابية والتحديات الحالية بالمنطقة.
بدوره، نقل اللواء الركن أحمد عبد الله المقرن، نائب قائد القوات البرية الملكية السعودية، تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للقوات المشاركة في التدريب، مشيداً بالجهد المبذول والمستوى المتميز، وبقدراتهم على تنفيذ المهام القتالية المطلوبة نهاراً وليلاً بدقة وكفاءة عاليتين، مؤكداً أن التدريب «تبوك - 4» يأتي امتداداً للنجاحات التي حققتها تدريبات «تبوك» السابقة في تعزيز القدرة القتالية للقوات المسلحة لكلا البلدين الشقيقين.
حضر المرحلة التدريبية عدد من قادة القوات المسلحة المصرية والسعودية، وممثلو الدول المشاركة بصفة مراقب، وعدد من الملحقين العسكريين للدول الشقيقة والصديقة، ومجموعة من طلاب الكليات والمعاهد العسكرية.
في غضون ذلك، عاد إلى مصر أمس الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، عقب مشاركته في مؤتمر «رؤساء أركان الدول»، المشاركة في الحرب على الإرهاب والمنظمات المتطرفة، وكان مرفوقاً خلال الزيارة بوفد عسكري رفيع المستوى من كبار قاده القوات المسلحة، الذي استضافته العاصمة الأميركية واشنطن، بدعوة من رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية.
وقال المتحدث باسم الجيش، أمس، إن «المؤتمر تناول كثيراً من القضايا التي تتعلق بموضوعات مكافحة الإرهاب، حيث تم استعراض نتائج العملية الشاملة (سيناء 2018) في بعديها العسكري والتنموي... كما ناقش المؤتمر أيضاً جهود التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، وتبادل المعلومات، ومكافحة الهجرة غير الشرعية والجريمة العابرة للحدود، والجهود المشتركة للقضاء على الإرهاب في ظل تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية».
وأضاف أن الفريق فريد عقد على هامش فعاليات المؤتمر لقاءات مشتركة مع عدد من رؤساء أركان الدول المشاركة لبحث أوجه التعاون العسكري، كما التقى بالفريق جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، حيث جرت مناقشة دعم علاقات التعاون العسكري والتدريبات المشتركة وتبادل الخبرات، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب والتحديات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط في ظل العلاقات العسكرية، التي تربط بين القوات المسلحة لكل الدول المشاركة.
وتشن قوات الجيش والشرطة المصرية عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء منذ 9 فبراير (شباط) الماضي لتطهير المنطقة من عناصر متطرفة، وتعرف العملية باسم «المجابهة الشاملة (سيناء 2018)».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».