الخطر يهدد رياضة فورمولا 1 مع تراجع الإقبال الجماهيري

النمساوي لاودا يصف القائمين على البطولة بالأغبياء

نصف مقاعد مدرجات حلبة هوكنهايم كانت شاغرة (أ.ف.ب)
نصف مقاعد مدرجات حلبة هوكنهايم كانت شاغرة (أ.ف.ب)
TT

الخطر يهدد رياضة فورمولا 1 مع تراجع الإقبال الجماهيري

نصف مقاعد مدرجات حلبة هوكنهايم كانت شاغرة (أ.ف.ب)
نصف مقاعد مدرجات حلبة هوكنهايم كانت شاغرة (أ.ف.ب)

من المفارقات الكثيرة التي يشهدها عالم فورمولا 1 حاليا، أن الرياضة الأرفع في عالم المحركات التي تعيش في ذروة ثورتها التكنولوجية، وتنتج في عام 2014 سباقات مثيرة، لم تعد تجد في المقابل الجمهور الكافي لتمويل نشاطها المتنامي.
وكانت جائزة ألمانيا الكبرى، المرحلة العاشرة (من أصل 19) من بطولة العالم على حلبة هوكنهايم أول من أمس خير دليل على المشكلة المتنامية: مدرجات خالية من الجمهور يومي التجارب الجمعة والسبت الماضيين، ثم نصف ممتلئة الأحد لسباق يشارك فيه أربعة سائقين ألمان (نيكو روزبرغ وسيباستيان فيتيل ونيكو هولكنبرغ وأدريان سوتيل)، بينهم سائق يتصدر بطولة العالم وآخر يحمل اللقب أربع مرات، وثماني سيارات بمحرك مرسيدس الألماني.
فمدرجات حلبة هوكنهايم لم تحتضن سوى 52 ألف مشاهد، في حين أن البطولة الألمانية للسيارات السياحية التي تنظمها شركات مرسيدس وأودي وبي إم دبليو تستقطب ضعف هذا العدد.
ومن المؤكد أن الأثر الإيجابي لمايكل شوماخر غائب عن السباقات التي كانت جماهيرها تملأ المدرجات وتحرص على عدم تفويت أي مرور للسائق الأسطورة بسيارته الفيراري. غير أن ذلك غير كاف لتفسير ابتعاد الجمهور في ألمانيا وفي بلدان أخرى تحتضن مراحل البطولة التي باتت تذاكر سباقاتها باهظة الثمن مقارنة مع رياضات أخرى أقل كلفة وأكثر رواجا.
ويبدو أن النموذج الاقتصادي الذي وضع تصوره البريطاني بيرني ايكليستون، مالك الحقوق التجارية لبطولة العالم في سباقات فورمولا 1. قد بلغ نهاية ذروته. فالفورمولا 1، الرياضة الراقية التي دخلت قلوب الملايين، لم تعد اليوم سوى تسلية لبعض المحظيين ممن يتلقون دعوات من الشركات الكبرى للتمتع برفاهية حضور السباقات.
كما أن الفورمولا 1 لم تعد تحظى بشعبية واسعة على الشاشة الصغيرة مثلما كانت في أيام ألان بروست وأيرتون سينا وشوماخر، حين كان عشاق الرياضة الأولى في عالم المحركات يجتمعون حول التلفاز أيام الآحاد لمشاهدة السباقات. ويعود ذلك أيضا إلى حد بعيد إلى سياسة حصرية النقل المخصصة لقنوات معينة بحسب البلدان.
ولا شك أن هناك استثناءات مثل جائزة النمسا الكبرى التي حضرها في 22 يونيو (حزيران) الماضي 100 ألف متفرج على حلبة سبيلبرغ المجددة، حيث كانوا محرومين من الفورمولا 1 على أرضهم لعشرين عاما، أو في بريطانيا حين احتشد 120 ألف مشاهد على مدرجات حلبة سيلفرستون مطلع الشهر الماضي أيضا لمواكبة فوز مواطنهم لويس هاميلتون.
غير أن هذه تبقى استثناءات لواقع يؤشر إلى تراجع الفورمولا 1 ليس على المدرجات وأمام الشاشة الصغيرة فحسب، بل على صفحات الصحف والإنترنت أيضا. تراجع لحساب رياضات قوية مثل كرة القدم وكرة السلة والتنس وألعاب القوى، وغيرها من الألعاب الشعبية التي يتابعها الملايين.
على جانب آخر انتقد النمساوي نيكي لاودا بطل العالم السابق لفورمولا1 طريقة عمل مهندسي فريقي فيراري ومكلارين بمقارنتهم بفريق مرسيدس الذي يعمل معه والذي يحكم قبضته على منافسات الجائزة الكبرى للموسم الحالي.
وقال لاودا الذي يعمل مستشارا فنيا داخل فريق مرسيدس في تصريحات لصحيفة «البايس» الإسبانية: «مكلارين يستخدمون نفس المحرك الذي نستخدمه إلا أن سيارتهم سيئة جدا.. أين هم؟ لا نراهم في أي مكان.. انظر إلى فيراري هي الأخرى تملك سيارة سيئة للغاية».
وأضاف: «لا يمكنك فرض عقوبات على شركة بيركس ورس (الشركة المسؤولة عن صناعة محركات مرسيدس) لأن الآخرين كانوا أغبياء».
وتمكن فريق مرسيدس مع سائقيه البريطاني لويس هاميلتون والألماني نيكو روزبرغ من الفوز بثمانية من أصل تسعة سباقات للجائزة الكبرى أجريت في الموسم الحالي، حيث أصبح لقب بطولة العالم مضمونا بشكل كبير للفريق الألماني سواء بالنسبة للسائقين أو المصنعين.
وأكد لاودا على أن السائق الإسباني فيرناندو ألونسو لا شك يشعر بالإحباط بعد أن تعاقد مع فيراري وفشل في الحصول على أي لقب وقال: «ألونسو يشعر بالإحباط بكل تأكيد لأنه منذ سنوات يقود سيارة لا تعمل بكفاءة إلا أن الراتب الذي يتقاضاه كفيل بتخفيف الأمر عليه». وأضاف: في بعض الأحيان تصيب في اختيار السيارة المناسبة وتخطئ في أحيان أخرى.. لقد ظل لأعوام يستخدم سيارة سيئة ولكن هذه هي الحياة».
وانتقد السائق النمساوي السابق القواعد الجديدة لسباقات «فورمولا 1» وتساءل هل من يضعون هذه القواعد أغبياء؟
واختتم قائلا: «المزيد من القواعد يعني المزيد من الرتابة والملل.. يجب أن نفعل شيئا في العام المقبل.. السباقات أصبحت مملة».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».