«الأوروبي» يشيد بجهود مصر في محاربة الإرهاب والهجرة غير المشروعة

توقيع اتفاقيتين للنمو الشامل ومكافحة تحديات الهجرة

TT

«الأوروبي» يشيد بجهود مصر في محاربة الإرهاب والهجرة غير المشروعة

أشاد يوهانس هان، مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار الأوروبية، بالجهود الكبيرة والفعالة التي تبذلها مصر لمحاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وذلك على هامش توقيع اتفاقيتين بين مصر والاتحاد الأوروبي، أمس، للنمو الشامل ومكافحة تحديات الهجرة، بقيمة إجمالية تبلغ 135 مليون يورو.
وقع الاتفاقيتان وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي الدكتورة سحر نصر، والمدير العام لسياسة الجوار وتوسيع الاتحاد الأوروبي كريستيان دانيلسون.
وخلال مراسم التوقيع، قالت نصر إن قيمة الاتفاق التمويلي لبرنامج «منشأة الاتحاد الأوروبي للنمو الشامل وخلق فرص العمل» تبلغ 75 مليون يورو، موضحة أنه يساهم في تحقيق أولويات الشعب المصري، وأنه يتكون من جزأين: الأول يتعلق بإجراء الإصلاحات الخاصة بتخفيف العبء على قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، من خلال تسهيل دخوله في تمويل طويل المدى. والثاني يتعلق بتسهيل علاقات الأعمال وتدعيم الابتكار بين أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال.
وأضافت نصر أن البرنامج يهدف بشكل عام إلى تسهيل عملية النمو الشامل للاقتصاد، والمساهمة في خلق المزيد من فرص العمل للشباب والمرأة، ودعم التنمية الاقتصادية المستدامة، بالإضافة إلى تحسين مؤشرات المعيشة المستقبلية للمواطنين، وتقليل نسب البطالة داخل المجتمع، وتحسين إجراءات تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، علاوة على تحسين المناخ العام للاقتصاد المصري على النحو الذي يتيح قدراً أكبر من الابتكار.
في سياق ذلك، أوضحت نصر أن قيمة اتفاق «دعم برنامج مكافحة تحديات الهجرة في مصر»، الممول في إطار صندوق الطوارئ الأوروبي الخاص بأفريقيا، تبلغ 60 مليون يورو، مبرزة أنه يتضمن مساهمات من ألمانيا ومنظمة التخطيط الدولي، بهدف مكافحة الهجرة غير الشرعية، وتهريب الأشخاص والاتجار بالبشر، والعمل على إيجاد حلول لمعالجة الأسباب الاجتماعية والاقتصادية الرئيسية المسببة لهذه الظاهرة.
كما أبرزت نصر أن المشروع سيساهم في دعم 7 مشروعات داخل عدة محافظات، وهي: مشروع التوظيف والعمالة الكثيفة، الذي سيتم تنفيذه في 11 محافظة (المنيا، وأسيوط، والدقهلية، والبحيرة، والشرقية، والفيوم، والغربية، والقليوبية، وكفر الشيخ، والأقصر، والمنوفية)، بقيمة 27 مليون يورو، ومشروع بناء القدرات من خلال تطوير أعمال البنية الأساسية في المناطق المتأثرة بالهجرة غير الشرعية في محافظات البحيرة وأسيوط والإسكندرية، بقيمة 17 مليون يورو، علاوة على مشروع برامج تعليمية متعددة في المناطق المتأثرة بالهجرة غير الشرعية بقيمة 6 ملايين يورو.
وتابعت نصر موضحة أن البرنامج سيساهم أيضاً في دعم مشروع دعم المرأة لمكافحة الأسباب الاقتصادية، التي تؤدي للهجرة، ويستفيد منه المجلس القومي للمرأة وأربعة محافظات هي البحيرة، وكفر الشيخ، والمنيا، والفيوم، بقيمة 4.6 مليون يورو، بالإضافة إلى مشروع تعزيز إدارة الهجرة من خلال الدعم المؤسسي الذي تصل قيمته إلى 3 ملايين يورو، ومشروع دعم مجال الصحة للمجتمع المدني، الذي سيتم تنفيذه في القاهرة والإسكندرية بقيمة 1.4 مليون يورو، وكذا مشروع مكافحة الأسباب الجذرية للهجرة، ودعم المجتمع المدني في صعيد مصر، بقيمة مليون يورو في محافظتي سوهاج وأسيوط.
من جهته قال كريستيان دانيلسون، المدير العام لسياسة الجوار وتوسيع الاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد هو الشريك التنموي الأول لمصر، حيث تجاوز حجم المنح أكثر من 1.3 مليار يورو كمنح لمشروعات جارية، مبرزاً أن هذا الرقم يرتفع إلى 11 مليار يورو حين تضاف إليه المنح والتمويلات، ومبادلة الديون من الدول الأعضاء بالاتحاد والمؤسسات المالية الأوروبية. وأضاف دانيلسون موضحاً: «يجب أن نعمل معاً، حيثما تتلاقى مصالحنا لتعزيز الرخاء والظروف، التي يمكن أن تجذب الاستثمارات للبلاد، وهذا أمر جيد للمصريين والأوروبيين على السواء».
في سياق متصل، التقت الدكتورة سحر نصر، عقب التوقيع، مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار الأوروبية يوهانس هان، حيث بحث الجانبان المشروعات المستقبلية في إطار برنامج الدعم الموحد من الاتحاد لمصر حتى 2020، خصوصاً في مجال الطاقة والنقل والتعليم والصحة وتمكين المرأة.
وأكدت نصر أهمية الاتحاد الأوروبي شريكاً استراتيجياً وتنموياً واستثمارياً أساسياً وفعالاً مع مصر، داعية الاتحاد الأوروبي إلى ضخ مزيد من الاستثمارات في مصر في ظل الإصلاحات التشريعية الأخيرة، كما دعت يوهانس هان إلى المشاركة في منتدى أفريقيا 2018، الذي سيعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتنظمه وزارة الاستثمار والوكالة الإقليمية للاستثمار التابعة لمنظمة «الكوميسا» يومي 8 و9 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في مدينة شرم الشيخ.
بدوره، قال يوهانس هان «إن الاتحاد الأوروبي يرغب في تعزيز أطر التعاون مع مصر في إطار وثيقة أولويات التعاون، بما يساهم في دعم مساعي الحكومة المصرية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتوفير فرص العمل»، مضيفاً أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يقود مصر للقيام بدور محوري في المنطقة، ومشيداً بالخطوات التي اتخذتها مصر خلال السنوات الماضية في إجراء إصلاحات اقتصادية قوية، والجهود الكبيرة والفعالة التي تبذلها لمحاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».