القوات اليمنية المشتركة تحاصر 100 حوثي في الدريهمي وتقترب من تحرير حيس

المالكي: إنشاء خلية أزمة للتعامل مع إعصار لبان الذي يجتاح المناطق الشرقية لليمن

تركي المالكي أثناء مؤتمر صحافي (إ.ب.أ)
تركي المالكي أثناء مؤتمر صحافي (إ.ب.أ)
TT

القوات اليمنية المشتركة تحاصر 100 حوثي في الدريهمي وتقترب من تحرير حيس

تركي المالكي أثناء مؤتمر صحافي (إ.ب.أ)
تركي المالكي أثناء مؤتمر صحافي (إ.ب.أ)

أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن أن قوات المقاومة اليمنية تحاصر نحو 100 حوثي في قرية الدريهمي، بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر، مبيناً أن طوقاً مفروضاً عليهم، وأنه يتم تدمير أي تعزيزات آتية إليهم قبل وصولها.
وأكد العقيد ركن تركي المالكي، المتحدث باسم القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، أن قوات الجيش الوطني اليمني، وبمساندة التحالف، تواصل تنفيذ عملياتها في كل المحاور لتحرير ما تبقى من المناطق اليمنية، وقال: «في محافظة الحديدة هناك اشتباكات في منطقة حيس، تقوم بها ألوية العمالقة، اللواء السابع والحادي عشر، ولا تزال العمليات مستمرة حتى يتم السيطرة بشكل كامل على حيس، فيما ما زالت المقاومة تتمركز بالقرب من الكيلو 10، وتسيطر على طريق صنعاء الحديدة نارياً».
وحذر المالكي من أن الميليشيات الحوثية تقوم بتحويل القنابل الخاصة بالقوات الجوية اليمنية إلى ألغام يتم زراعتها لحصد المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ. وفي هذا الصدد، كشف العقيد تركي أن مشروع مسام أنجز حتى الآن إزالة نحو 2020 لغماً وعبوة ناسفة.
وأوضح المتحدث باسم التحالف أن القوات المشتركة أنشأت خلية أزمة للتعامل مع إعصار لبان الذي يجتاح المناطق الشرقية لليمن، خصوصاً محافظة المهرة، وقال: «تم إنشاء خلية أزمة للتعامل مع إعصار لبان، وهنالك بعض الأضرار المادية في محافظة المهرة، وتم تقديم الدعم للمتضررين فيها بالشراكة مع مركز الملك سلمان للإغاثة، من خلال تسيير جسر جوي بعد تحسن الظروف المناخية».
ولفت العقيد المالكي إلى أن التحالف سلم 30 سيارة للوحدات الأمنية في محافظة المهرة، تضاف إلى 60 سيارة أخرى سلمت من قبل، وذلك في إطار إعادة الأمن والاستقرار في المحافظات اليمنية المحررة، على حد قوله.
وفي هذا السياق، ذكرت مصادر يمنية رسمية، أمس، أن مروحيات تابعة للجيش اليمني، بالتنسيق مع قوات التحالف العربي، تمكنت من إجلاء وإنقاذ المئات من الأسر العالقة وسط السيول التي اجتاحت المهرة بسبب العاصفة المدارية «لبان». ونقلت وكالة «سبأ» الرسمية عن محافظ المهرة باكريت أنه وجّه الشكر إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي وجه بإرسال المروحيات لإجلاء المواطنين الذين علقوا وسط السيول في عدد من المديريات، كما أثنى على دور التحالف الداعم للشرعية، بقيادة المملكة العربية السعودية، وجهودهم الإنسانية والإغاثية العاجلة التي ساهمت في عمليات الإجلاء.
وفي الوقت الذي لا تزال المحافظة فيه تحت تأثير المنخفض المداري، تواصل الأمطار الهطول في مختلف المناطق، مع تدفق السيول التي امتدت إلى المديريات الشرقية من محافظة حضرموت، في حين وجهت السلطات المحلية المواطنين لأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، والابتعاد عن الوديان وأماكن تدفق السيول.
وتسبب الإعصار المداري الذي ضرب سواحل المهرة في توقف خدمة الإنترنت جراء الأضرار الكبيرة التي لحقت بشبكة الاتصالات، وانقطاع كابلات الألياف الضوئية بين مديريات المحافظة، حسب تصريحات رسمية أدلى بها، أمس، مدير مؤسسة الاتصالات في المحافظة، محمد باكريت.
وأكد المسؤول اليمني في المحافظة أن اتصالات أكبر شبكة هاتف نقال (يمن موبايل) انقطعت عن جميع مناطق المحافظة، باستثناء مديريتي سيحوت والغيظة، كما أكد تضرر الشبكات الداخلية وبعض مباني الاتصالات والأبراج في عموم مديريات المحافظة.
وأشار إلى أن الأضرار التي تسبب بها إعصار«لبان» كبيرة، والإمكانيات محدودة، والحاجة قائمة إلى وجود فريق دعم فني متخصص من خارج المحافظة بشكل عاجل لعمل حلول في إصلاح ما يمكن إصلاحه، وإعادة خدمة الاتصالات إلى المواطنين بشكل تدريجي.
إلى ذلك، أعلن محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني إنقاذ 7 مواطنين أمس، حاصرتهم السيول، وإصابة 10 آخرين جراء المنخفض الجوي الذي ضرب المديريات الشرقية بالمحافظة.
وقال المحافظ في تصريحات رسمية إن «الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التي تدفقت من الأودية والشعاب ألحقت بالبنية التحتية أضراراً كبيرة»، في الوقت الذي وجّه فيه بتقديم الدعم والمساعدة اللازمة والعاجلة لأبناء مديريتي «الريدة وقصيعر» و«الديس الشرقية»، اللتين تعرضتا لتأثيرات المنخفض الجوي العميق.
وأمر محافظ حضرموت قوة من رجال الأمن والشرطة والدفاع المدني، برئاسة المدير العام العميد ركن منير التميمي، بالتمركز فيهما لحين انتهاء الخطر.
كانت السلطات المحلية في محافظة المهرة قد أعلنت، أول من أمس (الاثنين)، أن المحافظة باتت محافظة منكوبة بجميع مديرياتها، وسط اختفاء 4 أشخاص على الأقل، وإصابة 33 شخصاً، فضلاً عن إجلاء 350 أسرة، وسط أنباء محلية عن وفاة شخص واحد على الأقل.
وطبقاً للمصادر المحلية، حاصرت السيول المصحوبة بالأمطار الغزيرة مئات القرى، ما ألجأ المئات من الأسر إلى الاحتماء بالمدارس والمباني الحكومية، ومغادرة منازلهم التي غمرتها المياه.
ومن جهة ثانية، تحدث العقيد المالكي عن وصول كميات من المستلزمات المدرسية إلى 3 محافظات يمنية، هي: مأرب والجوف وعدن، بالشراكة بين مركز الملك سلمان ووزارتي التعليم اليمنية والسعودية.
وشدد على أن كل المنافذ الإغاثية تعمل بكامل طاقتها الاستيعابية، مؤكداً أن التحالف مستمر في منح التصاريح لكل السفن المتجهة للموانئ اليمنية، بحسب الآلية المعتمدة من الأمم المتحدة.
وأفاد المالكي بأن الميليشيات الحوثية لا تزال تعرقل دخول السفن الإغاثية إلى مينائي الحديدة والصليف، في خطوة تسعى من خلالها لخلق سوق سوداء، ودعم مجهودها الحربي على حساب الشعب اليمني، مشيراً إلى أن هنالك 7 سفن موجودة تنتظر الدخول لهذين الميناءين.
وفي الإطار الإنساني أيضاً، قال العقيد ركن تركي المالكي إن القوات المشتركة أنشأت مركزاً طبياً في محافظة حجة، بمديرية حيران، لإعادة الأمن والاستقرار في هذه المنطقة المحررة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.