لجنة برلمانية تونسية ستتواصل مع دمشق في التحقيق بتسفير شباب إلى «بؤر التوتر»

وسط توافر معطيات جديدة عن جريمتي اغتيال بلعيد والبراهمي

TT

لجنة برلمانية تونسية ستتواصل مع دمشق في التحقيق بتسفير شباب إلى «بؤر التوتر»

أعلنت هالة عمران، رئيسة لجنة التحقيق البرلمانية التونسية بخصوص شبكات تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر، أن اللجنة بصدد إعداد برنامج للتواصل مع وزارة خارجية النظام السوري ومتابعة ملفات الإرهابيين التونسيين الموقوفين في السجون السورية.
وأفادت عمران بأن اللجنة تسعى إلى برمجة زيارة المساجين التونسيين المتهمين في قضايا التسفير، ومن المنتظر أن تطلب اللجنة من وزير العدل التونسي مدّها بملفات التحقيق القضائي والأمني الذي أجرته الأجهزة الحكومية المختصة في مكافحة الإرهاب مع نحو 800 إرهابي تونسي عادوا من جبهات القتال، خاصة من الجبهة السورية.
تأتي هذه التطورات إثر الكشف عن توافر مُعطيات جديدة حول اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد والبرلماني محمد البراهمي عام 2013، وإعلان هيئة الدفاع عنهما عن وجود «تنظيم أمني سرّي» يشتبه في انتمائه لـ«حركة النهضة» (أكبر الأحزاب الإسلامية في تونس) هو الذي نفّذ عمليتي الاغتيال، وهو الذي شجع الشباب التونسي على السفر إلى بؤر التوتر ومكّنهم من التمويلات الضرورية التي أوصلته إلى سوريا وليبيا، ومن قبلهما العراق.
هذا، وكان البرلمان التونسي قد صادق يوم 31 يناير (كانون الثاني) 2017 على تشكيل لجنة برلمانية مهمتها التحقيق في الشبكات التي تورّطت في تجنيد الشباب التونسي وتسفيره إلى ساحات القتال. غير أن اللجنة لم تقدّم كثيرا من المعلومات حول هذا الملف الشائك إثر تبادل عدد من الأحزاب السياسية التهم حول هوية الجهة التي تتحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية عن تسفير الشباب، وبخاصة إبان تزعم «حركة النهضة» المشهد السياسي بين عامي 2012 و2014، والمعلوم أن هذه الفترة شهدت التحاق الآلاف من الشباب التونسي ببؤر التوتر في الخارج. وراهناً، تعمل هذه اللجنة على الكشف عن أسماء كل مَن تورّط في تسفير الشباب، وجعله عرضة للاستقطاب من قبل منظمات إرهابية.
ما يستحق الذكر، أن السلطات التونسية الرسمية كانت قد أكدت وجود قائمة بنحو 2929 إرهابياً تونسياً موجودين ضمن تلك التنظيمات الإرهابية، ومن هؤلاء نحو 70 في المائة ينشطون فوق الأراضي السورية. وفي سياق بحثها عن المعلومات المتعلقة بشبكات تسفير الشباب التونسي، أكدت عمران، رئيسة اللجنة المعنية، برمجة أعضاء اللجنة بتركيبتها القديمة (تعود إلى 2017) اجتماع في غضون هذا الأسبوع. وأشارت إلى أن اللجنة ستوجه دعوات لأكبر عدد ممكن من الأطراف بهدف الاستماع إلى شهاداتهم على ضوء المستجدات الأخيرة، لا سيما، تلك المتعلقة بالمعطيات التي كشفتها هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي. ومن المنتظر أن تضبط برنامج عمل يختتم بتقديم تقرير نهائي حول ما توافر لديها من معلومات، وذلك في بداية السنة المقبلة، أي بعد نحو سنتين من تاريخ المصادقة على وجودها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.