السيسي: مصر حققت نجاحاً كبيراً في معركتها ضد الإرهاب

اعتبر أحداث «25 يناير» علاجاً خاطئاً لتشخيص خاطئ

السيسي يلقي كلمته خلال فعاليات الندوة التثقيفية للقوات المسلحة أمس («الشرق الأوسط»)
السيسي يلقي كلمته خلال فعاليات الندوة التثقيفية للقوات المسلحة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

السيسي: مصر حققت نجاحاً كبيراً في معركتها ضد الإرهاب

السيسي يلقي كلمته خلال فعاليات الندوة التثقيفية للقوات المسلحة أمس («الشرق الأوسط»)
السيسي يلقي كلمته خلال فعاليات الندوة التثقيفية للقوات المسلحة أمس («الشرق الأوسط»)

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، إن بلاده تخوض منذ ست سنوات معركة ضد الإرهاب، حققت فيها نجاحاً وتقدماً كبيراً: «لكنها لا تزال مستمرة ولم تنته بعد»، مشيراً إلى أن هذه المعركة تختلف عن كل المعارك السابقة، ومنها الحروب المصرية ضد إسرائيل (1967 - 1973)، التي كانت «معالمها واضحة، ومعروف فيها الخصم والعدو»، على حد تعبيره.
وأوضح السيسي في كلمته خلال فعاليات ندوة تثقيفية للقوات المسلحة، حملت عنوان «أكتوبر... تواصل الأجيال»، أن «ما حققه المصريون في أكتوبر (تشرين الأول) 1973، وما تكبدته إسرائيل وقتها من خسائر عسكرية وبشرية كبيرة، جعل قرار الجانب الإسرائيلي الاستراتيجي هو تحقيق سلام مع مصر، تستعيد الأخيرة بمقتضاه أرضها، حتى لا تعاني إسرائيل مرة ثانية مثل هذه الخسائر».
وأضاف السيسي أن «الخسائر الكبيرة هي أهم الأسباب التي دفعت إسرائيل للموافقة على السلام. فقد كانت الخسائر البشرية المقدرة بالآلاف أمراً لم تكن الأسر الإسرائيلية على استعداد لتكراره؛ حيث وصلوا إلى قناعة بأنه إذا كان الجيش المصري قد فعلها مرة، فهو قادر على فعلها كل مرة».
في سياق ذلك، أبرز السيسي أن «المعركة لم تنته بعد. فالمعركة ما زالت موجودة حالياً، وإن كانت بمفردات مختلفة؛ لأنه في الحالة الأولى كان العدو والخصم واضحاً، أما الآن فقد أصبح العدو غير واضح؛ بل أصبح موجوداً معنا وبيننا».
وزاد السيسي قائلاً: «ما حدث عام 2011 (في إشارة إلى أحداث 25 يناير «كانون الثاني») هو علاج خاطئ لتشخيص خاطئ. فقد قدموا للناس صورة مفادها أن الأمور تتغير بمجرد تغيير أشخاص، وكأن هناك عصا سحرية ستحل جميع المسائل. وبالطبع هذا غير صحيح... وأنا أتحدث معكم الآن بكل صدق».
واستطرد الرئيس المصري قائلاً: «دخلنا الآن السنة السادسة في معركة مكافحة الإرهاب. صحيح حققنا نجاحاً كبيراً وتقدماً كبيراً في هذه المعركة؛ لكنها لا تزال مستمرة ولم تنته بعد».
وفي موضوع منفصل، نبَّه السيسي إلى ما تمثله مشكلة الزيادة الكبيرة في معدل النمو السكاني من تحدٍ لجهود الدولة في تحقيق التقدم المنشود، وهو التحدي الذي لا بد من التعامل معه بالجدية اللازمة. وقال بهذا الخصوص: «إن تعداد سكان مصر في خمسينات القرن الماضي كان نحو 20 مليون نسمة، وفي عام 1986، أي بعد 36 عاماً، أصبح المصريون 50 مليوناً، أما في الوقت الحالي فنحن نتحدث عن 100 مليون مواطن، وبعد أن كان العدد يتضاعف كل 35 عاماً، أصبح يتضاعف كل 30 عاماً، وإذا استمر الوضع بهذه الطريقة فلن يكون هناك أمل في تحسن حقيقي لهذا الواقع»، لافتاً إلى أن «هناك 22 مليون شخص في مرحلة التعليم، فكيف يتلقون تعليماً جيداً ويحصلون على فرص عمل، في ظل ضخ مليون فرد في سوق العمل كل عام؟».
وأضاف السيسي موضحاً أن ما يتم تحقيقه في الدولة «سوف يضيع في حال عدم وجود وعي لدى المصريين في الجيش والشرطة وأجهزة الدولة والجامعات، وعلى الرأي العام في مصر أن يحافظ عليه».
وخاطب السيسي الشعب قائلاً: «كل المطلوب هو الفهم الصحيح لحقيقة الأمور والتحلي بالصبر، وأن نستمر في البناء والتعمير مهما كانت الصعوبات... وألا نختزل الأمر في مجرد مطالب شخصية، حتى لا تتعرض البلد لأي انهيار بفعل شائعات كاذبة، وتحليلات زائفة، وفوضى في التقديرات؛ خاصة أن هناك من يتحدثون بكلام لا يستند إلى أي واقع حقيقي، وعلينا ألا ننسى أننا في بلد يزيد عدد سكانه على 100 مليون، وموازنته المالية محدودة للوفاء باحتياجاتهم وتطلعاتهم».
وأضاف السيسي: «هذه هي ظروفنا الاقتصادية، وليس أمامنا إلا العمل الجاد والصبر»، مشيراً إلى أن «أعباء إضافية استجدت على الموازنة بسبب الارتفاع الحاد في أسعار البترول، الذي وصل إلى 85 دولاراً للبرميل، بعد أن كان نصف هذا الثمن في بداية العام». كما أكد أن «المشكلات الموجودة على الساحة الآن لن تُحل إلا بإرادة المصريين والعمل الجاد والصبر؛ لأنه من دون ذلك سنكون قد خدعناكم وقلنا كلاماً غير حقيقي».
وأنهى السيسي كلمته قائلاً: «من الممكن أن تسألوني: لقد وعدتنا بأنك سوف ترينا بفضل الله دولة أخرى بحلول 30 يونيو (حزيران) 2020، وأنا أقول: إن شاء الله سيحدث ذلك».


مقالات ذات صلة

«داعش» يحاصر 500 مزارع في نيجيريا

أفريقيا حاكم ولاية بورنو حذر المزارعين من التعامل مع الإرهابيين (صحافة محلية)

«داعش» يحاصر 500 مزارع في نيجيريا

قالت نيجيريا إن الحرب التي يخوضها جيشها ضد مقاتلي «داعش» وجماعة «بوكو حرام»، أسفرت خلال هذا الأسبوع عن مقتل 76 مسلحاً.

الشيخ محمد (نواكشوط )
أوروبا تصاعدت التهديدات الإرهابية على الحدود الجنوبية للجزائر (أرشيفية - متداولة)

إسبانيا تعلن اختطاف أحد مواطنيها شمال أفريقيا

قالت وزارة الخارجية الإسبانية، الجمعة، إن رجلاً إسبانياً اختُطف في شمال أفريقيا، دون تقديم تفاصيل.

«الشرق الأوسط» (مدريد )
آسيا مسلمون شيعة يرددون شعارات تنديداً بمقتل أفراد من طائفتهم على يد مسلحين في منطقة كورام (أ.ب)

باكستان: 10 قتلى بهجوم على موكب شاحنات في ظل أعمال عنف طائفية

قُتل ثمانية مدنيين وعنصران من قوى الأمن في هجوم، الخميس، استهدف موكب شاحنات تنقل مواد غذائية في شمال غربي باكستان الذي يشهد أعمال عنف طائفية.

«الشرق الأوسط» (بيشاور)
آسيا أقارب وسكان محليون يحضرون جنازة ضابط شرطة قُتل على يد مسلحين مشتبه بهم في ديرا إسماعيل خان بباكستان في 15 يناير 2025... وتشهد باكستان موجة من عنف المتمردين لا سيما في مقاطعات خيبر بختونخوا الغربية في الشمال (إ.ب.أ)

الجيش الباكستاني يعلن القضاء على 22 إرهابياً

أعلن الجيش الباكستاني القضاء على 22 مسلحاً من العناصر الإرهابية خلال عمليات أمنية تم تنفيذها في منطقة «وادي تيرا» شمال غربي باكستان

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أفريقيا قادة المناطق العسكرية الحدودية للدول الثلاث خلال اجتماع لنقاش مخاطر الإرهاب (الوكالة الموريتانية للأنباء)

الإرهاب العابر للحدود يثير قلق موريتانيا والسنغال

قرر كل من موريتانيا ومالي والسنغال تعزيز التعاون الأمني على الحدود المشتركة بين الدول الثلاث في ظل تصاعد وتيرة الإرهاب والجريمة المنظمة.

الشيخ محمد (نواكشوط)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».