اقتصادي يمني يتهم الحوثيين بإدارة المال في مناطق سيطرتهم عبر سوق سوداء

الأزمة النفطية في صنعاء أتاحت ازدهار سوق سوداء للوقود (إ.ب.أ)
الأزمة النفطية في صنعاء أتاحت ازدهار سوق سوداء للوقود (إ.ب.أ)
TT

اقتصادي يمني يتهم الحوثيين بإدارة المال في مناطق سيطرتهم عبر سوق سوداء

الأزمة النفطية في صنعاء أتاحت ازدهار سوق سوداء للوقود (إ.ب.أ)
الأزمة النفطية في صنعاء أتاحت ازدهار سوق سوداء للوقود (إ.ب.أ)

اتهم الدكتور فارس الجعدبي عضو اللجنة الاقتصادية في الحكومة اليمنية، الميليشيات الحوثية باستحداث سوق سوداء تدير اقتصاد المناطق الخاضعة لسيطرتهم، كما اتهمهم بإعاقة الحركة التجارية وخلق أزمات تلو أخرى لاستغلالها في تمويل حربهم ومشروعهم الذي وصفه بالعنصري الطائفي، معتبرا ذلك إسقاطا لمؤسسات الدولة والمشروعات الاقتصادية الإنتاجية والخدمية المختلفة، وتعطيلا لها.
ومثلت الوديعة السعودية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لإيقاف نزيف الريال اليمني، منصة القوة في تحجيم انهيار العملة اليمنية، تبعتها إجراءات أخرى من قبل الحكومة اليمنية التي تحركت بعد تلقي الوديعة.
وقال الجعدبي إن المساعدات الاقتصادية لليمن من السعودية ودول التحالف، هي الركيزة الأساسية لإنقاذ الوضع الاقتصادي المتداعي، وهي السلاح القوي في المعركة المالية والاقتصادية مع المشروع الإيراني في اليمن، موضحا «لو لم يكن لدينا هذا التدخل وهذا الدعم لما استطعنا تحقيق هدف إيقاف الانهيار، وإعادة بعض قيمة العملة الوطنية»، إنهم في الطريق لحسم الصراع المالي والاقتصادي مع الانقلابيين، من دون أن يعطي تفاصيل أكثر.
وأوضح أن جهود الحكومة أثمرت بعد أمر المنحة التي بلغت 200 مليون دولار، بإيقاف نزيف الانهيار السريع للعملة الوطنية التي بدأت تستعيد جزءا بسيطا من قيمتها، وهو الأمر الذي يفسر وصول قيمة الريال السعودي في عدن إلى 165، وبقائمة في صنعاء عند سعر 188، بعد أن أجبرتهم الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة واللجنة الاقتصادية على التخفيف من الضغط في السوق في صنعاء التي كان سعر الريال السعودي فيها يوم أمس 192 ريالا يمنيا.
وبيّن أن الحوثيين أوقفوا أهم إيرادات البلاد من القطاع النفطي والمعادن، وانخفضت صادرات البلاد من مختلف السلع، كما سيطروا على الكتلة النقدية في البنك المركزي في صنعاء وأوقفوا صرف الرواتب، ما خفض حجم الطلب على السلع والخدمات، وأدى إلى زيادة نسبة البطالة في اليمن، مضيفا: «بشكل مختصر فإن فقدان الريال اليمني قيمته أمام العملات الأجنبية سيكون طبيعيا للظروف التي يمر بها الاقتصاد اليمني، وذلك ما تسبب فيه قراصنة الانقلابيين وشبكتهم النقدية، حيث قاموا برفع الطلب مستفيدين من الكتلة النقدية التي لديهم من الريال اليمني، والتي جمعوها باستغلالهم تجارة المشتقات النفطية، أو تم سحبها من إيرادات الدولة وما يفرضونه من نكوص وخمس ومجهود حربي وضرائب وجمارك على المواطنين في مناطق الخضوع لهم، ما أدى إلى انهيار الريال خارج الحدود الطبيعية لأي تفسير اقتصادي بحت ووصوله إلى 830 ريالا للدولار الواحد».
وعن دور اللجنة الاقتصادية وخطتها لمعالجة الأزمة، بيّن أن اللجنة شكلت وصدر بها قرار الرئيس اليمني في 27 أغسطس (آب) الماضي، ومطلوب منها اقتراح حلول لمعالجة خلل اقتصادي، اعتبره الأكبر في التاريخ الحديث لليمن، ومشكلات تراكمت خلال 5 سنوات من الانقلاب.
وأشار إلى أن اللجنة أنشأت بصلاحيات استشارية وليست تنفيذية، مهمتها تقديم التوصيات والتنسيق بين الأجهزة التنفيذية والرفع لفخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الوزراء فقط. أما المسؤول المباشر على استقرار العملة الوطنية قانونيا ودستوريا فهو البنك المركزي اليمني.
ويعتقد الجعدبي أن مرحلة إيقاف الانهيار واستعادة العملة اليمنية قيمتها ستأتي بالتدريج، ويرى أن اللجنة استطاعت وقف النزيف «إلا أن الريال اليمني ما يزال في غرفة العناية المركزة يستعيد عافيته بالتدريج، والصورة الآن هي توقف الانهيار وتراجع الدولار أمام الريال اليمني من 830 إلى 695 ريالا للدولار الواحد اليوم تقريبا».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.