ازدياد الزواج العرفي في سوريا بسبب تأخر موافقة شعبة التجنيد

الموافقات الأمنية تعوق عمل المحاكم الشرعية بدمشق

TT
20

ازدياد الزواج العرفي في سوريا بسبب تأخر موافقة شعبة التجنيد

عزت المحاكم الشرعية التابعة لحكومة النظام السوري البطء في البتّ بالدعاوى الشرعية المنظورة لديها، إلى اشتراط الحصول على كثير من الموافقات، لا سيما دعاوى تثبيت الزواج العرفي، وقال القاضي الشرعي الأول محمود المعراوي إن من المشكلات التي تعترض سير العمل «المدد الزمنية الطويلة التي يحتاجها العسكريون لحصولهم على رخص زواج من شُعب التجنيد، تجنباً للزواج العرفي»، بالإضافة إلى «معاملات المفقودين التي كثر الطلب على استصدار حكم لتسجيلهم في السجلات المدنية، علما بأنهم مسجلون على أنهم متوفون فيها». وطالب القاضي الشرعي الأول بـ«تحديث قيود السجل المدني بشكل دوري من قبل القائمين عليه».
كلام القاضي الشرعي الأول جاء خلال زيارة تفقدية لوزير العدل هشام محمد ممدوح الشعار إلى المحاكم الشرعية قبل يومين، بهدف حثّ المحاكم الشرعية على الفصل في الكم الهائل من القضايا المعروضة أمام القضاة الشرعيين، لا سيما المرتبطة بحاجات أسرية ملحة، كمعاملات تثبيت الزواج العرفي، ومعاملات الوصايا الشرعية.
يذكر أنه إضافة إلى ما تسببت به حالة الحرب التي تعيشها سوريا منذ نحو 8 سنوات من ازدياد قضايا الأحوال الشخصية والزواج والطلاق وتثبيت الوفيات وحصر الإرث والوصايا الشرعية، فإن الإجراءات الأمنية المشددة واشتراط الحصول على موافقات أمنية لكل معاملة تمس الحياة اليومية بدءا من استئجار بيت أو محل وليس انتهاء بمعاملات البيع والشراء والزواج والطلاق والموت والدفن، فتح الباب واسعا لتسلل المرتزقة من معقبي المعاملات والموظفين الفاسدين لابتزاز أصحاب الحاجات وتقاضي مبالغ طائلة لقاء الحصول على الموافقات وإنجاز المعاملات بزمن قياسي.
وبحسب صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام، فإن اشتراط الحكومة الحصول على موافقة شعبة التجنيد لإتمام عقد زواج من هم في سن الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية، ساهم في زيادة حالات الزواج العرفي في سوريا، الأمر الذي دفع قضاة في المحكمة الشرعية إلى التحذير منه ومطالبة النظام بإلغائه. ونقلت «الوطن» عن مصدر قضائي قوله إن «99 في المائة من دعاوى تثبيت الزواج نتيجة عدم حصول الشباب على رخص الزواج من شعبة التجنيد»، داعياً إلى إلغاء المادة المتعلقة بهذا الخصوص باعتبار أن النص القانوني قديم جداً صادر في خمسينات القرن الماضي. وأوضح المصدر أن معقبي المعاملات والسماسرة يستغلون وضع الشباب الذين يريدون الحصول على رخص الزواج ويبتزونهم بمبالغ مالية، مضيفاً أن «كثيرا من الشباب يلجأون إلى الزواج العرفي الذي يتم خارج المحكمة تجنباً للحصول على رخص الزواج من شعب التجنيد». وعدّ المصدر القضائي أن هذا الأمر «يشكل صعوبة كبيرة، خصوصاً أن هناك كثيرا من الأوراق يحتاجها الزوجان من الأحوال المدنية منها دفتر العائلة».
وكانت اللجنة الدستورية في مجلس الشعب قد ألغت في يونيو (حزيران) الماضي مقترح عقوبة السجن للمتزوجين عرفيا، واستبدلت بها غرامة مالية حسب الحالة، لأنه زواج صحيح وليس مخالفا ولا يستحق عقوبة السجن.



هل أثّرت «حرب غزة» على جهود التنمية المصرية في سيناء؟

القطار يشق طريقه في سيناء ضمن جهود التنمية (وزارة النقل المصرية)
القطار يشق طريقه في سيناء ضمن جهود التنمية (وزارة النقل المصرية)
TT
20

هل أثّرت «حرب غزة» على جهود التنمية المصرية في سيناء؟

القطار يشق طريقه في سيناء ضمن جهود التنمية (وزارة النقل المصرية)
القطار يشق طريقه في سيناء ضمن جهود التنمية (وزارة النقل المصرية)

تكثف الحكومة المصرية جهود التنمية في سيناء، رغم شكواها من اضطرابات أمنية وسياسية واقتصادية تسببت فيها الحرب الدائرة في قطاع غزة، على الحدود الشمالية الشرقية لشبه الجزيرة المصرية، فيما عد مسؤولون ومراقبون مشاريع التنمية في سيناء «عنصراً رئيسياً في جهود تأمينها ومواجهة أي مخططات خارجية تستهدفها».

وتضمنت جهود التنمية في سيناء على مدار السنوات الماضية «إنشاء وتطوير7 مدن جديدة ونحو 110 آلاف وحدة سكنية، ووصول نسبة تغطية المحافظة بمياه الشرب 96.5 في المائة عام 2025، مقابل 84.4 في المائة، العام الماضي، وإنشاء 5 أنفاق و7 جسور عائمة و5 آلاف كم طرقاً تربط سيناء بالوادي وتدعم التنمية الشاملة»، حسب بيان للمركز الإعلامي لمجلس الوزراء، الخميس.

واعتبر عضو مجلس النواب (البرلمان) عن محافظة شمال سيناء النائب جازي سعد، التنمية هناك «أمناً قومياً» لبلاده، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «متابعته للتطورات التنموية داخل المحافظة تؤكد أن خطة التنمية الحكومية ماضية في طريقها رغم تداعيات حرب غزة، الدائرة من عام 2023»، معتبراً أن مواصلة المشاريع التنموية بـ«الوتيرة نفسها رد عملي على مخطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتهجير».

واقترح ترمب في 25 يناير (كانون الثاني)، إخلاء قطاع غزة من سكانه ونقلهم إلى مصر والأردن، وهو ما رفضته الدولتان.

واستشهد النائب بتسليم أهالي مدينة رفح القديمة - ممن تركوا مساكنهم خلال الحرب على الإرهاب قبل عدة سنوات - مساكن في مشروع مدينة «رفح الجديدة»، ما يعني إعادة توطين لمصريين في منطقة حدودية قريبة من قطاع غزة.

مدينة رفح الجديدة (صفحة محافظة شمال سيناء فيسبوك)
مدينة رفح الجديدة (صفحة محافظة شمال سيناء فيسبوك)

ووفق الموقع الرسمي «خريطة مشروعات مصر»، تبعد مدينة رفح الجديدة 2 كيلومتر عن الحدود مع قطاع غزة، وتبلغ مساحتها الكلية 535 فداناً، بعدد إجمالي للوحدات 10 آلاف و16 وحدة سكنية (625 عمارة).

محافظ شمال سيناء خلال زيارة مدينة رفح (محافظة شمال سيناء)
محافظ شمال سيناء خلال زيارة مدينة رفح (محافظة شمال سيناء)

ونالت مدينة رفح الجديدة، التي تسلم أهالي سيناء أول دفعة من وحداتها في يناير الماضي، قسطاً من الشائعات المتعلقة بمخطط «التهجير»، حيث نشر البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للمدينة على اعتبار أنها دُشنت لتضم الفلسطينيين الذين سيُهجرون من قطاع غزة.

ونفى محافظ شمال سيناء اللواء خالد مجاور، في 4 أبريل (نيسان) الماضي، ذلك قائلاً عبر «إكس» إنها «جزء من المشروعات القومية التي تهدف إلى إعادة الإعمار».

وخلال مؤتمر صحافي، الأربعاء، بمناسبة احتفالات المحافظة بعيد تحرير سيناء، أكد مجاور مواصلة «معركة التنمية» في شمال سيناء، وأضاف أن خطة التنمية تقوم على توفير «شبكة طرق لجذب الاستثمارات، ومنفذ مائي، وآخر جوي»، مشيراً إلى أن عملية جذب الاستثمار عقب السنوات التي عانت فيها المحافظة من الإرهاب ليست سهلة، وتحتاج إلى جهد كبير. وشكا المحافظ من «متغيرات أمنية وسياسية تؤثر (على التنمية)»، في إشارة إلى حرب غزة.

محطة قطار بسيناء (وزارة النقل المصرية)
محطة قطار بسيناء (وزارة النقل المصرية)

ولفت رئيس جمعية مجاهدي سيناء وأحد عواقل قبيلة الترابين في شمال سيناء، عبد الله جهامة، إلى خط السكة الحديد الذي افتتحت الحكومة أولى مراحله في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بمدينة بئر العبد، لنقل الركاب والبضائع، بينما يتواصل العمل على مد هذا الخط في عمق سيناء.

يتفق حاتم البلك، عضو المكتب السياسي لحزب «الكرامة» بالعريش (شمال سيناء)، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» مع أن «مشاريع التنمية تسير بشكل طبيعي خلال الحرب على غزة، حيث افتتحت الحكومة في العامين الماضيين محطات لتحلية المياه، لمواجهة أزمة تعاني منها المحافظة منذ 43 عاماً».

وأنشأت الحكومة بالتعاون مع منظمات مجتمع مدني 4 محطات لتحلية مياه الشرب في مدينة الشيخ زويد في فبراير (شباط) الماضي.

من جانبه، قال المسؤول السابق في الجهاز الوطني لتنمية سيناء، عادل محسن، إن «سيناء تأثرت بالحرب على غزة تبعاً للتأثر الذي شهدته مصر ككل»، لافتاً إلى استمرار العمل في المشاريع السكنية في رفح الجديدة، والمشاريع الصناعية التي تجري في مدينة بئر العبد.

الحياة تسير بشكل طبيعي داخل مدينة رفح الجديدة (محافظة شمال سيناء - فيسبوك)
الحياة تسير بشكل طبيعي داخل مدينة رفح الجديدة (محافظة شمال سيناء - فيسبوك)

وتستكمل الحكومة تطوير ميناء العريش الذي بلغت نسبة العمل فيه 74 في المائة حتى الآن، حسب حوار صحافي لمحافظ شمال سيناء مع جريدة «الأخبار»، الأربعاء. ورغم عدم اكتماله، أشار المحافظ خلال مؤتمر صحافي في اليوم نفسه إلى أن «الميناء بدأ العمل باستقبال 24 سفينة بينها سفن ضخمة محملة بالمساعدات».

وعلى مدار الشهور الماضية، استغلت الحكومة المصرية زيارات مسؤولين دوليين إلى معبر رفح البري لمتابعة تدفق المساعدات إلى غزة، لإطلاع هذه الوفود على حقيقة التطورات التنموية في سيناء، حسب مجاور، الذي أشار إلى أن كثيراً من الوافدين يكونون «مشوشين، ولا يدركون حقيقة الأوضاع في مصر».