لبنان يطالب بمنع أي اعتداء إسرائيلي

باسيل عاين مع سفراء مواقع في الضاحية للرد على اتهامات نتنياهو

وزير الخارجية اللبناني يتحدث إلى صحافيين خلال جولته مع السفراء في الضاحية الجنوبية لبيروت (دالاتي ونهرا)
وزير الخارجية اللبناني يتحدث إلى صحافيين خلال جولته مع السفراء في الضاحية الجنوبية لبيروت (دالاتي ونهرا)
TT

لبنان يطالب بمنع أي اعتداء إسرائيلي

وزير الخارجية اللبناني يتحدث إلى صحافيين خلال جولته مع السفراء في الضاحية الجنوبية لبيروت (دالاتي ونهرا)
وزير الخارجية اللبناني يتحدث إلى صحافيين خلال جولته مع السفراء في الضاحية الجنوبية لبيروت (دالاتي ونهرا)

في أول ردّ لبناني رسمي على الكلام الإسرائيلي عن وجود مخازن صواريخ لـ«حزب الله» في الضاحية الجنوبية، نظّم وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، أمس، جولة ميدانية لعدد من السفراء المعتمدين في بيروت لمعاينة بعض المواقع التي كان قد أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والناطق باسم جيشه أفيخاي أدرعي احتواءها المخازن.
وسبق الجولة مؤتمر صحافي عقده باسيل في وزارة الخارجية بحضور السفراء، رافضاً الادعاءات الإسرائيلية ومناشداً دول العالم والمجتمع الدولي «منع أي اعتداء إسرائيلي على لبنان، لما سيكون له من تداعيات تظهر على المنطقة كافة، خصوصاً في ظل وجود النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين».
وقبيل ساعات من مؤتمر باسيل الصحافي، نشر أدرعي عبر حسابه على موقع «فيسبوك» صورة لمطعم الضاحية، سائلاً: «هل يعي طاقم الفندق والمديرون أنه في أقل من 4 كيلومترات من هذا الفندق الرائع حاول (حزب الله) إقامة بنية صاروخية؟». ليعود ويردّ على باسيل قائلاً: «خلال ثلاثة أيام، يمكن إخلاء مصنع مخصّص لتحويل الصواريخ الدقيقة، ودعوة سفراء من دول مختلفة إليه، والتأملّ أن يصدّق العالم ذلك... من يخبئ شيئا، يأخذ لنفسه ثلاثة أيام لإخفاء ذلك».
وكان باسيل أكد في مؤتمره الصحافي أن لبنان «يحترم القرارات الدولية، لكنه لا يلتزم النأي بالنفس عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن أرضه وشعبه»، مشدداً على «حق لبنان الشرعي في المقاومة حتى تحرير الأراضي المحتلة كافة». وأعلن «الرفض المطلق للادعاءات الإسرائيلية بوجود صواريخ لـ(حزب الله) قرب مطار رفيق الحريري الدولي»، مناشداً المجتمع الدولي «منع أي اعتداء إسرائيلي على لبنان، لما سيكون له تداعيات تظهر على المنطقة كافة، خصوصاً في وجود النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين».
وأضاف أن «إسرائيل لا تحترم المنظمات الدولية ولا تنفذ القرارات الأممية، بل خرقت أكثر من 28 قراراً دولياً، كما خرقت هذا العام الأجواء والأراضي والبحر في لبنان 1417 مرة خلال 8 أشهر، أي أكثر من 150 مرة في الشهر، لقد اخترنا اليوم القيام بهذه المبادرة لنتوجه إلى سفراء الدول، ضمن الحملة الدبلوماسية».
وأشار إلى أنه «استناداً على معلومات غير دقيقة ودون دليل وصورة لا تحتوي على برهان، ادعى نتنياهو في الأمم المتحدة أن هناك 3 مواقع للصواريخ قرب مطار بيروت. صحيح أن (حزب الله) يملك صواريخ ولكنها ليست قرب المطار». وتابع: «نحن نحترم القرارات الدولية، لكننا لا نلتزم النأي بالنفس عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن أرضنا وشعبنا، ولنا الحق الشرعي في المقاومة حتى تحرير الأراضي المحتلة كافة».
وأعاد وزير الخارجية التذكير بدور قوات الطوارئ الدولية في لبنان. وأشار إلى أن «تعاون الجيش اللبناني مع قوات اليونيفيل في الحفاظ على الأمن جنوبا، وأنه تم تمديد وجود اليونيفيل، مما أكد مصداقية لبنان». وأضاف أن «لبنان يرفع الصوت بالتوجه إلى كل دول العالم خصوصاً الأعضاء الدائمين في الأمم المتحدة لرفض الادعاءات الإسرائيلية، ومنع أي اعتداء إسرائيلي على لبنان، لما ستكون له تداعيات تظهر على المنطقة كافة، خصوصاً في وجود النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين».
واعتبر أن «إسرائيل تسعى لتبرير عدوان آخر على لبنان بمزاعم وجود مواقع صواريخ لـ(حزب الله)». وتوجّه إلى نتنياهو قائلاً: «ما ادعيته في الأمم المتحدة كذبة أخرى غير منطقية». وختم كلمته بعد لقاء السفراء بأن «لبنان قوي بشكل كافٍ لمنع الاعتداء عليه وإسرائيل لا تخيفنا، وعندما تهدد ندرك مدى ضعفها»، لافتاً إلى أن «لبنان بمواجهة دائمة دبلوماسيا لإثبات أحقية قضيته».
وانتقل باسيل والسفراء الأجانب في لبنان إلى نادي الغولف الرياضي وملعب فريق «العهد» الرياضي القريب من المطار، والذي ظهر في الصور التي عرضها نتنياهو. وقد شرحت إدارة نادي «العهد» تاريخ الملعب وأوضاع النادي. وقال باسيل من على أرض الملعب: «زرنا ثلاثة أماكن من التي حددها العدو الإسرائيلي وزعم أن فيها صواريخ وهي مفتوحة أمام الجميع، وأكثر شيء معبر هو نادي العهد الرياضي المفتوح أمام الجميع للرياضة، ويمكن لأي شخص أن يعرف إذا كان هذا المكان تصنّع فيه صواريخ».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.