انتقل حارس المرمى البرازيلي أليسون إلى نادي ليفربول الإنجليزي مقابل 65 مليون جنيه إسترليني، وأصبح أغلى حارس مرمى في التاريخ لمدة 20 يوماً، قبل أن يتعاقد تشيلسي مع الحارس الإسباني كيبا بمقابل مادي أعلى من قيمة أليسون بنحو 7 ملايين جنيه إسترليني، وهو ما يعني أن اللقاء الذي جمع الفريقين يوم السبت في إطار مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، والذي انتهى بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، شهد مشاركة حارسين تصل قيمتهما إلى 137 مليون جنيه إسترليني.
ووصف أليسون قيمة انتقاله بأنها حماقة وضرب من الجنون. ويشعر أليسون - وهو الشقيق الأصغر لحارس مرمى محترف، كما أن والديه كانا يلعبان في مركز حراسة المرمى وفي فريق كرة اليد في المدرسة، وهو أيضاً الحفيد الأكبر لحارس مرمى من الهواة في مسقط رأسه بمدينة نوفو هامبورغو البرازيلية - بالارتياح بسبب ما يقدمه في ليفربول في الوقت الحالي ومساهمته في أن يجعل الفريق أحد أقوى المرشحين للحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
وكان مركز الحارس الأساسي في ليفربول مصدر قلق للمدرب الألماني يورغن كلوب الذي فضل كاريوس الموسم الماضي على البلجيكي سيمون مينيوليه. لكن كاريوس ارتكب خطأين فادحين خلال مباراة نهائي دوري الأبطال ضد ريال مدريد الإسباني التي خسرها ليفربول 1 - 3 في مايو (أيار) الماضي، ما جعله يحول الاهتمام للتعاقد مع حارس صاحب خبرة، فكان الاختيار لحارس المرمى الدولي البرازيلي أليسون من روما الإيطالي.
يقول الحارس البرازيلي: «عندما تم تصعيدي من فريق الشباب للفريق الأول بنادي إنترناسيونال البرازيلي، كان الأمر محفوفاً بالمخاطر، لكن كان هناك رهان على أنني سأكون على قدر المسؤولية. وبالمثل، عندما انتقلت من البرازيل للعب في نادي روما الإيطالي كان هناك قدر من المخاطرة، لكن عندما انتقلت إلى ليفربول كان هناك كثير من الثقة في قدراتي».
وأضاف: «أنا أتفهم وجهة نظر من يرون أن قيمة الصفقة كانت كبيرة للغاية وأنها ضرب من الجنون، لكن الأهم بالنسبة لي هو حجم التوقعات التي وضعها الجميع علي. لقد جئت إلى ليفربول بعد أفضل موسم قدمته في مسيرتي الكروية، وأتمنى أن أقدم أفضل منه هذا الموسم. لقد كنت خلال هذه الفترة أغلى حارس مرمى في العالم، لكن سرعان ما تم كسر قيمة الصفقة عندما تعاقد تشيلسي مع كيبا. أنا لا أشعر بالقلق حيال ذلك، وأنا دائماً أعمل بكل قوة وسأواصل العمل بالقوة نفسها بغض النظر عن قيمة الصفقة».
وتابع: «لكن بعض الأمور قد تغيرت بالتأكيد في الآونة الأخيرة. لقد أصبح هناك مزيد من الطلب على حراس المرمى في عالم كرة القدم، ولم يعد الأمر يتعلق فقط بالقدرات الفنية، لكنه امتد ليشمل الصفات المتعلقة بالقيادة داخل الملعب ومهارات التواصل من أجل مساعدة الفريق. وأعتقد أنني أمتلك كل هذه الصفات».
وقال أليسون: «مركز حراسة المرمى مؤثر للغاية في لعبة كرة القدم، ويدرك الجميع ذلك الآن. لو فكرت في الأمر لأدركت أن أي خطأ نرتكبه قد يكون قاتلاً ومؤثراً للغاية في الفريق، ومن الممكن أن يؤدي إلى استقبال هدف أو التسبب في خسارة مباراة. أنا سعيد للغاية بسبب الأهمية الكبيرة التي توليها الأندية لمركز حراسة المرمى في الوقت الحالي. ويسعدني أن أكون جزءاً أساسياً من ذلك».
وعندما نتحدث عن الأخطاء - حسناً، هو الذي تحدث عنها أولاً - فقد أدرك أليسون حجم الضغوط التي يتعرض لها حارس ليفربول بغض النظر عن سعره عندما ارتكب خطأ قاتلاً بعدما فقد الكرة أثناء محاولته مراوغة كيليتشي إيهناتشو ليهدي ليستر سيتي هدفاً في المباراة التي انتهت بفوز ليفربول بهدفين مقابل هدف وحيد. ولحسن الحظ، لم يؤثر هذا الهدف في نتيجة المباراة، لكنه درس يجب أن يتعلم منه الحارس البرازيلي.
يقول أليسون عن ذلك: «لقد أصبحت أكثر نضجاً اليوم، لذا أصبحت أتعامل مع الأخطاء التي أرتكبها بصورة أفضل عما كان عليه الأمر في السابق عندما كنت أجلس بمفردي في الغرفة وأريد أن أكون وحيداً. لكن لو نظرتم إلى تاريخي كحارس مرمى، فسوف تدركون أنني لا أرتكب كثيراً من الأخطاء. يتميز أدائي بالثبات لفترة طويلة، وكان هذا هو السبب الذي جعلني أنضم إلى ليفربول وساعدني في التطور والتحسن».
وأضاف: «أنا أحب أن أتصدى للكرات بكل بساطة وسهولة وعدم فلسفة وتعقيد. أنا لا أتصدى للكرات من أجل الظهور أمام الكاميرات وشاشات التلفاز. لو كانت الكرة أمامي فسأمسكها بكل سهولة ولا أطير في الهواء من أجل الاستعراض. ولو كانت الكرة على الجانب فسوف أقفز لالتقاطها، هذا كل ما في الأمر، لأنني أحب أن أتعامل مع الأمور بكل بساطة. أنا أعمل على تحسين قدراتي من حيث التعامل مع الكرة بقدمي، لذا أواجه بعض المخاطر لأنني أبحث عن خيارات أفضل، إذ أنتظر من المدافعين أن يتحركوا من أجل أن يتيحوا لي مزيداً من الخيارات، كما أنتظر تحركات ظهيري الجنب، على أمل أن تكون هناك مساحة للتمرير في اللحظة الأخيرة».
وتابع: «وهذا ما حدث في مباراة ليستر سيتي، حيث كنت أبحث عن مساحة للتمرير وانتظرت حتى اللحظة الأخيرة لظهور أي مساحة. لكني في هذا الموقف، لم يكن أمامي خيار آخر سوى المراوغة، لكن الكرة لم تطاوعني وتوقفت على عشب الملعب، ولو لم تتوقف الكرة على العشب لتمكنت من مراوغة اللاعب».
وأضاف: «علاوة على ذلك، فقد تعرضت لدفعة من الخلف. ما حدث يعد درساً مهماً بالنسبة لي في الدوري الإنجليزي الممتاز، لأن الحكام هنا قد لا يحتسبون الأخطاء التي تتوقع أن تحصل عليها في الدوريات الأخرى. الأمور هنا مختلفة عن بقية البلدان الأخرى، وتعلمت ألا أعتمد على قرار الحكم أو أنتظر احتسابه خطأ لصالحي. سوف أقلل من المخاطر التي أتخذها، وإذا لم تظهر المساحة أمامي للتمرير فسوف أشتت الكرة بعيداً في المدرجات أو ألعبها إلى الأمام».
وقال الحارس البرازيلي: «الرجل العاقل هو الذي يتعلم من أخطائه. وللأسف، فإن ما حدث في مباراة ليستر سيتي كان خطئي. أنا أغامر بعض الشيء وأنتظر حتى اللحظة الأخيرة للتمرير، لكنني سأتوقف عن المغامرة في الدوري الإنجليزي الممتاز، بسبب اختلاف طريقة اللعب هنا، وبسبب القوة البدنية الكبيرة والالتحامات، وتعامل الحكام مع المواقف بشكل مختلف عنه في الدوريات الأخرى».
ويعترف أليسون بأنه قد وجد في ليفربول كل الأشياء التي يتمناها، وربما أكثر، بعدما انتقل إلى الفريق الإنجليزي قبل انطلاق نهائيات كأس العالم، بعدما استشار مواطنه ولاعب ليفربول السابق فيليبي كوتينيو. وكان كوتينيو يلعب في صفوف المنتخب البرازيلي تحت 17 عاماً، عندما انضم أليسون لمنتخب البرازيل للمرة الأولى.
وخاض أليسون المباريات الخمس للبرازيل في مونديال روسيا 2018، حافظ فيها 3 مرات على نظافة شباكه، قبل توديعه أمام بلجيكا في ربع النهائي.
يقول أليسون: «لقد أشاد كوتينيو كثيراً بالمدرب يورغن كلوب وبلاعبي ليفربول، وقال إن الفريق ليس به أي قدر من الغرور، لكنه فريق طموح للغاية ويرغب دائماً في تحقيق الفوز. وقال كوتينيو أيضاً إنه كان سعيداً جداً هنا مع عائلته، وهذا أمر مهم للغاية. وقد تحدثت زوجتي مع زوجته أيضاً وعرفت منها أنها كانت سعيدة أيضاً هنا وقضت أوقاتاً رائعة، ونحن سعداء هنا للغاية».
وكشف أليسون أن هداف ليفربول ونجمه المصري محمد صلاح الذي حمل ألوان روما سابقاً قبل أن يصبح الموسم الماضي أفضل لاعب في إنجلترا، شجعه على الانتقال إلى ملعب أنفيلد.
وقال الحارس البرازيلي: «أرسل لي صلاح برسالة شجعني فيها على الانضمام لليفربول».
وقد حصل أليسون أيضاً على انطباع رائع عن ملعب «أنفيلد» عندما لعب عليه للمرة الأولى، وكان ذلك في مباراة الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، عندما كان أليسون يحمي عرين نادي روما الإيطالي، وهي المباراة التي انتهت بفوز ليفربول بخمسة أهداف مقابل هدفين.
يقول أليسون عن تلك المباراة: «لقد كانت تجربة مؤثرة ومهمة للغاية بالنسبة لي. لم نكن نتوقع أن تسير المباراة بهذا الشكل، حيث توقعنا أن نحقق الفوز، لكن الشيء الذي أدى إلى خسارتنا هو أننا لم نتعامل مع ليفربول بالاحترام الذي يستحقه، واعتقدنا أننا سوف نضغط على ليفربول ونكون نداً قوياً له على ملعب أنفيلد، لكن ذلك لم يحدث، كما نعرف جميعاً».
وأضاف: «الأجواء التي رأيتها هنا ساعدتني في اتخاذ قرار الانتقال إلى ليفربول. كما أعجبت كثيراً بالطريقة التي يلعب بها ليفربول، لأن الفريق لا يعتمد على لاعب واحد ويلعب بشكل جماعي. إنه فريق يمتاز بالتعاون والحب بين جميع لاعبيه، إنه أمر رائع في مسيرتي وحياتي كإنسان أن أصبح فرداً ضمن هذه العائلة. وسأقدم أفضل ما لدي».
حارس ليفربول: لا أتصدى للكرات للاستعراض أمام الكاميرات
أليسون لا يشعر بالضغوط بسبب قيمة صفقة انتقاله الكبيرة ويتطلع لقيادة الفريق للقب الإنجليزي الغائب عن خزائنه منذ 1990
حارس ليفربول: لا أتصدى للكرات للاستعراض أمام الكاميرات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة