الأمم المتحدة تحض دول العالم على احترام حقوق المهاجرين

تطالب بإصدار قوانين تحظر احتجاز الأطفال والتمييز ضد النساء

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تحض دول العالم على احترام حقوق المهاجرين

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو (رويترز)

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في أحدث تقرير له حول «حقوق الإنسان للمهاجرين» أصدره مع انعقاد الاجتماعات الرفيعة المستوى للدورة السنوية الـ73 للجمعية العامة للمنظمة الدولية في نيويورك، أن على الدول «واجب حماية المهاجرين في كل مراحل عملية الهجرة» والسماح لهم بـ«الوصول إلى العدالة»، داعياً إلى «وضع حد لحالات التمييز وعدم المساواة» التي يتعرضون لها في القوانين والسياسات والممارسات. وطالب كل دول العالم بإصدار قوانين «تحظر احتجاز الأطفال» المهاجرين.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره إنه «بموجب القانون الدولي، يقع على الدول واجب حماية المهاجرين في جميع مراحل عملية الهجرة وإتاحتهم للوصول إلى العدالة للانتصاف من أي معاملة تمييزية أو انتهاكات لحقوق الإنسان يتعرضون لها»، موضحاً أن ذلك «يشمل الوصول الفعال إلى العدالة، والحصول على المساعدة القانونية والتمثيل القانوني، والحق في الحصول على المعلومات والمساعدة القنصلية، والاستعانة بمترجم شفوي، باعتبار هذه الحقوق ضمانات للمحاكمة وفق الأصول القانونية». وعلاوة على ذلك، أكد أن «الحواجز الوقائية تشكل آليات أساسية تتيح للمهاجرين ممارسة حقوقهم المكفولة لهم بلا خوف من أن يجري إبلاغ سلطات الهجرة عنهم».
وكشف أن «المهاجرين يواجهون حواجز عديدة تقيد أو تعيق وصولهم إلى العدالة على نحو فعال»، عازياً ذلك إلى أن «القوانين والسياسات والممارسات المتعلقة بالهجرة تركز على الأمن وردع الهجرة غير النظامية وتجريمها، مع ما يترتب على ذلك من أثر سلبي على حقوق الإنسان للمهاجرين».
واعتبر أن «الاتجاه المثير للقلق المتمثل في احتجاز المهاجرين كأداة لإدارة الحدود مثال واضح على الممارسات التي تؤثر في إمكانية وصولهم إلى العدالة على نحو فعال».
وذكر بإعلان نيويورك من أجل اللاجئين والمهاجرين، حيث التزمت الدول بمكافحة التمييز ضدهم وباتخاذ تدابير لتحسين اندماجهم وإدماجهم. ويُدرج المشروع النهائي للاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية الذي اتفقت عليه الدول في 13 يوليو (تموز) 2018، ضمن مبادئه التوجيهية احترام سيادة القانون والمحاكمة وفق الأصول القانونية، باعتبارها عناصر أساسية لإدارة الهجرة. وبناء على ذلك، تلتزم الدول بأن توفر المعلومات والتوجيه القانوني بخصوص تقديم الشكاوى في حالة انتهاك حقوق الإنسان للمهاجرين الموجودين رهن الاحتجاز في بلدان العبور والمقصد.
وقال غوتيريش إنه لإتاحة إمكانية الوصول الفعال إلى العدالة لجميع المهاجرين، ينبغي على الدول أن «تضمن تكافؤ فرص للمهاجرين وإتاحة المعلومات القانونية الموثوق بها، والتمثيل القانوني الكفء والميسور التكلفة، والمساعدة القانونية الفعالة وخدمات الترجمة التحريرية والشفوية الملائمة، ومنح إمكانية الإعفاء من دفع تكاليف المحكمة لجميع المهاجرين الذين لا يستطيعون تحملها، وحمايتهم من خلال تسوية وضعهم، أو منحهم تأشيرات خاصة أو غير ذلك من تدابير الحماية الموجهة إلى ضحايا الاتجار والعمل القسري»، فضلاً عن «ضمان وتيسير إمكانية الوصول الفعال وعلى قدم المساواة إلى المؤسسات القضائية وشبه القضائية المستقلة والمختصة والمحايدة والفعالة والمسؤولة لجميع المهاجرين الذين تُنتهك حقوق الإنسان وحقوق العمل المكفولة لهم». ودعا إلى «وضع حد لحالات التمييز وعدم المساواة التي يتعرض لها المهاجرون في القوانين والسياسات والممارسات التي تنظم الوصول إلى العدالة».
وحض على «وضع حواجز وقائية فاصلة بين دوائر الخدمات العامة ودوائر مراقبة الهجرة لإتاحة إمكانية الوصول إلى العدالة لجميع المهاجرين، بلا خوف من أن يجري الإبلاغ عنهم واحتجازهم وترحيلهم».
وفيما يتعلق بالأطفال المهاجرين، قال إنه ينبغي للدول أن تعتمد وتنفذ قوانين «تحظر احتجاز الأطفال المهاجرين على أساس وضعهم أو وضع أُسرهم من حيث الهجرة، وعند الاقتضاء، اعتماد تدابير بديلة أساسها الأسرة والمجتمع المحلي»، مع «إيلاء الاهتمام الواجب لآراء الأطفال وحماية حقهم في الخصوصية والسرية لدى مشاركتهم في الإجراءات القضائية، لتفادي إيذائهم أو إعادة إيذائهم».
وفيما يتعلق بالنساء المهاجرات، أوصى بـ«اتخاذ تدابير ملائمة لتهيئة بيئة داعمة تشجع المرأة على المطالبة بحقوقها وعلى الإبلاغ عن الجرائم المرتكبة ضدها والمشاركة بنشاط في الإجراءات الجنائية»، مع «اتخاذ تدابير فعالة لحماية المرأة من الإيذاء التبعي خلال تعاملها مع قوات إنفاذ القانون والسلطات القضائية».
وفي هذا الصدد، قالت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالهجرة الدولية لويز أربور إن الاتفاق الدولي للهجرة يقر بأن النساء دافعات للتغيير، وبالحاجة في نفس الوقت لتوفير حماية كافية لمن يجدن أنفسهن في معظم الأوقات في أوضاع خطرة.


مقالات ذات صلة

إيطاليا تتعهد باعتماد «حلول مبتكرة» للحد من الهجرة

أوروبا مهاجرون يصلون على متن سفينة تابعة لخفر السواحل الإيطالي بعد إنقاذهم في البحر بالقرب من جزيرة لامبيدوزا الصقلية... إيطاليا 18 سبتمبر 2023 (رويترز)

إيطاليا تتعهد باعتماد «حلول مبتكرة» للحد من الهجرة

تعهدت الحكومة الإيطالية، اليوم (الاثنين)، بالمضي قدما في تنفيذ خطتها المثيرة للجدل لبناء مراكز احتجاز في ألبانيا لطالبي اللجوء.

«الشرق الأوسط» (روما)
شمال افريقيا قارب للهجرة السرية في البحر المتوسط (متداولة)

الجزائر تُشدد إجراءاتها لمحاربة تهريب المهاجرين إلى أوروبا

شهدت عمليات تتبع آثار شبكات تهريب البشر عبر البحر، انطلاقاً من سواحل الجزائر، إطلاق فصيل أمني جديد خلال الأسبوع الماضي، وضعته السلطات السياسية للبلاد.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
المشرق العربي جانب من احتفالات السوريين في ألمانيا بعد سقوط نظام الأسد 8 ديسمبر 2024 (رويترز)

دراسة: إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم ستوقع آثارًا سلبية على الاقتصاد الألماني

أظهر تحليلٌ، نُشر اليوم الأربعاء، أن إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم يمكن أن يكون لها آثار سلبية على الاقتصاد الألماني

«الشرق الأوسط» (كولونيا)
أوروبا وزير الهجرة واللجوء السويدي يوهان فورسيل (أ.ب)

السويد تسعى إلى تشديد القيود على طلبات اللجوء

أعلنت الحكومة السويدية اليوم الثلاثاء أنها أعدت مشروع قانون من شأنه الحد من قدرة طالبي اللجوء الذين رُفضت طلباتهم على تقديم طلبات جديدة من دون مغادرة البلاد.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
العالم العربي لاجئون سوريون ومن جنسيات أفريقية أخرى يقيمون في مصر (مفوضية اللاجئين بالقاهرة)

اشتراطات مصرية جديدة لدخول السوريين

فرضت السلطات المصرية «اشتراطات جديدة» على دخول السوريين القادمين من دول أخرى إلى أراضيها، تتضمن الحصول على «موافقة أمنية» مسبقة، إلى جانب تأشيرة الدخول.

أحمد إمبابي (القاهرة)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.