يتضح من التقرير الإسرائيلي حول حادثة سقوط الطائرة الروسية فوق اللاذقية، أن إطلاق الصواريخ السورية بدأ فقط بعد 10 دقائق من الغارات الإسرائيلية، وأن هذا القصف كان عشوائياً، وأن الروس أيضاً لم يزودوا طائرة التجسس «إيل - 20» بأجهزة إنذار تبث الرسائل للأصدقاء بوجود الطائرة في الجو، ولذلك حسب السوريين، فإنها كانت طائرة معادية عندما أسقطوها.
وجاء هذا الكشف في تقرير للمحرر العسكري لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، عاموس هرئيل، استعرض فيه تفاصيل الأحداث حول حادث إسقاط الطائرة الروسية، الذي كان قائد سلاح الجو الإسرائيلي، عميكام نوركين، قد سلمه للجانب الروسي، الأسبوع الماضي، لكن موسكو لم تقبله وفندت مضمونه.
وبحسب هرئيل، فإن الحادثة بدأت عندما حصل الجيش الإسرائيلي على معلومات استخبارية من سوريا تقول إن هناك عملية تفريغ شاحنات تتم في اللاذقية السورية، ليلة 16 - 17 سبتمبر (أيلول) 2018، تشتمل على معدات إيرانية خاصة بإنتاج صواريخ عالية الدقة، يستعدون لتسليمها إلى «حزب الله» اللبناني. فعقد لقاء تشاوري سريع وعلى أعلى المستويات في مقر رئاسة هيئة أركان الجيش في تل أبيب، تقرر فيه أن هذا هدف حيوي وخطير ولا بد من تدميره فوراً وبلا تأخير. وصدرت الأوامر، فأقلعت 4 طائرات من نوع «إف - 16» من قاعدة جوية جنوب إسرائيل، وتوجهت شمالاً، واستهدفت هذه المعدات من أجل تدميرها، وهي على ارتفاع عال شرق قبرص. ووفقاً للتقرير، فإن الأمور سارت بعدئذ حسب الجدول التالي:
- قدمت إسرائيل إنذاراً للعسكريين الروس بأنها ستنفذ عملية تدمير في الساعة 21:38، أي قبل توجيه الضربة على الهدف الواقع على مشارف اللاذقية الشرقية بأربع دقائق (وليس قبل أقل من دقيقة حسب رواية الروس).
- في 21:42 تم إطلاق أول زخ من الصواريخ واستمر ثماني دقائق. وفي 21:50 تحدد أن الضربة أصابت هدفها.
- وقت تنفيذ العملية كانت طائرة التجسس الروسية «إيل - 20» تحلق في الشمال السوري على بعد نحو 200 كم من المقاتلات الإسرائيلية.
- وفي الساعة 21:52، أي بعد 10 دقائق من بداية الغارات، بدأت الدفاعات الجوية السورية بإطلاق النار، وأطلقت 27 صاروخاً في اتجاهات مختلفة، بشكل عشوائي، عندما كانت الطائرات الإسرائيلية المغيرة تحلق على ارتفاعات عالية لا تطالها الصواريخ الروسية بتاتاً.
- في الساعة 22:05، أي بعد نحو ربع ساعة من القصف السوري، أصاب أحد الصواريخ التي أطلقتها منظومة «إس - 200»، الطائرة الروسية في 22:05، عندما كانت المقاتلات الإسرائيلية موجودة في منطقة مدينة حيفا، حسب تقرير الجيش.
وتشير الوثائق والتسجيلات الإسرائيلية إلى أن الطائرة الروسية، ولسبب غير مفهوم وغير معقول، لم تكن مزودة بجهاز الإنذار الذي يحدد هويتها ويبث الرسائل للأصدقاء السوريين بأن هذه طائرة روسية صديقة لا تصيبوها.
وفي تعليق على التقرير، قالت «هآرتس» إن «الخبراء في الجيش الإسرائيلي لا يستبعدون أن تكون الدفاعات الجوية السورية قد أخطأت في تقديراتها، وتعاملت مع طائرة (إيل - 20) الروسية على أنها مقاتلة إسرائيلية، وقد يعود سبب ذلك إلى الحرب الإلكترونية التي يخوضها الجيش الإسرائيلي ضد القوات السورية». واعتبرت الصحيفة أنه إذا كان الأمر كذلك، فإنه يدل على قلة احترافية الجيش السوري.
تقرير إسرائيلي تفصيلي رداً على «تحقيق» موسكو حول حادثة الطائرة
تقرير إسرائيلي تفصيلي رداً على «تحقيق» موسكو حول حادثة الطائرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة