الكشف عن تفاصيل جديدة في ملف فضائح «الفيفا»

«فالك» استغل الطائرات الخاصة عائلياً... ومنح حقوقاً إعلامية بطرق ملتوية

الفرنسي جيروم فالك الأمين العام السابق لـ«فيفا» الموقوف 10 أعوام بتهمة الفساد (تويتر)
الفرنسي جيروم فالك الأمين العام السابق لـ«فيفا» الموقوف 10 أعوام بتهمة الفساد (تويتر)
TT
20

الكشف عن تفاصيل جديدة في ملف فضائح «الفيفا»

الفرنسي جيروم فالك الأمين العام السابق لـ«فيفا» الموقوف 10 أعوام بتهمة الفساد (تويتر)
الفرنسي جيروم فالك الأمين العام السابق لـ«فيفا» الموقوف 10 أعوام بتهمة الفساد (تويتر)

أفادت «محكمة التحكيم الرياضية (كاس)» في لوزان بسويسرا، بأن الفرنسي جيروم فالك، الأمين العام السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، والموقوف 10 أعوام بتهمة الفساد، استفاد وعائلته من استخدام رحلات جوية عبر طائرات خاصة، فضلا عن استغلال منصبه لتمرير عقد تجاري مربح لأحد أبنائه.
وكان فالك؛ المدان بقضية بيع تذاكر لمباريات عائدة لمونديال البرازيل 2014، عوقب بداية بالإيقاف 12 سنة من قبل لجنة الأخلاق في «فيفا»، ثم خفضت العقوبة إلى 10 سنوات إثر استئناف تقدم به وصدقت عليه «كاس» في 27 يوليو (تموز) الماضي.
بين يناير (كانون الثاني) 2012 وسبتمبر (أيلول) 2013، بلغت تكلفة استخدام مسؤولين نافذين في «فيفا» رحلات جوية عبر طائرات خاصة، 11.7 مليون دولار أميركي (9.9 مليون يورو)، وحمل الجزء الأكبر منها إلى فالك، بحسب «كاس» التي نقلت مذكرة إدارية داخلية عن «فيفا» موجهة إلى الفرنسي تتضمن الطلب منه إيجاد حلول «بديلة وأقل تكلفة».
وخلال ولايته أميناً عاماً للاتحاد الدولي، تم تسجيل قيام فالك «بأربع رحلات لم تكن جزءا من سياسة السفر الخاصة بـ(فيفا)، لأن استخدام الطائرات الخاصة لم يستوفِ متطلبات السلامة أو خفض التكاليف، ولأنه (فالك) كان مصطحبا أفرادا من أسرته على حساب (فيفا)».
في سبتمبر 2012، قام فالك؛ الذي كان يعد الذراع اليمنى للرئيس السابق والموقوف جوزيف سيب بلاتر، أثناء وجوده في مدينة نيودلهي الهندية، بزيارة إلى «تاج محل»، مع زوجته وأحد أبنائه.
وفي يوليو 2015، انتقل بطائرة خاصة إلى مدينة سان بطرسبرغ الروسية للمشاركة في اجتماع خاص باللجنة العليا المنظمة لنهائيات مونديال روسيا والمشاركة في عملية سحب القرعة الخاصة بالتصفيات. ورافقته يومذاك زوجته، وابنته، وولداه والمربية. وقبل التوجه إلى سان بطرسبرغ، استقل نجل فالك سيباستيان الطائرة من مدينة ساو باولو البرازيلية إلى مدينة زيوريخ السويسرية «على درجة رجال الأعمال وعلى حساب (فيفا)». وقدرت التكاليف الخاصة بهذه الرحلة إلى سان بطرسبرغ مع متفرعاتها «بزهاء 71.699 ألف دولار من قبل (فيفا)، ولم يتم حسمها من الراتب الشهري لفالك من الاتحاد الدولي».
وأوضح فالك أمام «كاس» أنه كان يستعين بالطائرات الخاصة في رحلاته، «استجابة لتعليمات سيب بلاتر بعدم السفر عبر رحلات تجارية تفادياً للإيقاف».
جاء ذلك بعد إلقاء القبض قبل أشهر، على مسؤولين كرويين عالميين في زيوريخ، مما تسبب بأسوأ فضيحة فساد واجهتها المنظمة الكروية الدولية في تاريخها.
كما أفيد باستغلال فالك منصبه لتمكين ابنه سيباستيان من الفوز بعقد قيمته 709 آلاف دولار موقّع بين «فيفا» ومؤسسة «إيون» يتعلق باستخدام خدمة الواقع الافتراضي خلال مونديال البرازيل. وقد مرر فالك وقتذاك رسائل داخلية خاصة بالاتحاد الدولي إلى نجله.
واعترف فالك (57 عاما)؛ الصحافي السابق في شبكة «كانال بلوس» التلفزيونية الفرنسية، بـ«حذف 1034 وثيقة أو ملفاً من جهاز الكومبيوتر الخاص به» بين 24 سبتمبر و11 أكتوبر (تشرين الأول)، عشية تسليم جهازه إلى «فيفا» بعد إنهاء خدماته وإيقافه. كما حاول «دون جدوى تثبيت برنامج حذف للمستندات التي محاها».
وبحسب التحقيق السويسري، قام فالك «بقبول مساعدات غير مستحقة من رجل أعمال في مجال الحقوق الرياضية على صلة بمنح الحقوق الإعلامية لعدد من الدول لمونديالات 2018، 2022، 2026، و2030».
كما أشار التحقيق السويسري إلى عمليات غير قانونية بين فالك «ورجل أعمال، على صلة بمنح الحقوق الإعلامية لبعض الدول لكأس العالم في نسختي 2026 و2030».
ويتخذ فالك من مدينة برشلونة الإسبانية مقرا لإقامته حيث أنشأ شركة تعنى بتنظيم الأحداث الرياضية والموضة.


مقالات ذات صلة

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

رياضة سعودية المسؤولون السعوديون كانوا في قمة السعادة بعد إعلان الاستضافة (إ.ب.أ)

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

حققت المملكة العربية السعودية فوزاً كبيراً وعظيماً في حملتها لجذب الأحداث الرياضية الكبرى إلى البلاد عندما تم تعيينها رسمياً مستضيفاً لكأس العالم 2034، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية ياسر المسحل خلال حضوره اجتماع كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (أ.ف.ب)

السعودية تستعرض رؤيتها الطموحة لاستضافة كأس العالم 2034 في كونغرس الفيفا

في كلمة ألقاها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، خلال عرض الملف الرسمي لاستضافة المملكة لكأس العالم 2034 في كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية الفيصل والمسحل خلال «كونغرس فيفا» (أ.ف.ب)

ياسر المسحل: ولي العهد أشرف على ملف السعودية لمونديال 2034 بنفسه

قال ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أشرف على ملف المملكة العربية السعودية لاستضافة مونديال 2034 بنفسه.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة عالمية سونز قال إن كرة القدم لا تنتمي فقط إلى الغرب (رويترز)

خبير ألماني: السعودية دولة مهمة في كرة القدم

دافع سيباستيان سونز، الخبير الألماني المتخصص في شؤون الإسلام والسياسة، عن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الأربعاء بمنح السعودية حق استضافة مونديال 2034.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة سعودية الأمير عبد العزيز بن تركي يحتفل لحظة الإعلان رسمياً عن استضافة السعودية كأس العالم 2034 (وزارة الرياضة)

وزير الرياضة السعودي: نسخة «كأس العالم 2034» ستكون استثنائية

أكد الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، الأربعاء، أن نسخة «كأس العالم 2034» التي ستستضيفها السعودية ستكون استثنائية.

سلطان الصبحي (الرياض)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT
20

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».