الحوثيون يقصفون المدنيين في أرياف الحديدة عشوائياً

مقتل 17 انقلابياً بينهم قياديون في الضالع ومأرب والجوف

TT

الحوثيون يقصفون المدنيين في أرياف الحديدة عشوائياً

واصلت ميليشيات الحوثي الانقلابية قصفها على التجمعات السكانية في أرياف محافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، دون مراعاة حياة المدنيين بينهم النساء والأطفال وكبار السن، وفقاً لسكان محليين، أبدوا ضجرهم من استمرار انتهاكات الميليشيات وجرائمها الممنهجة بقتل المدنيين وتشريد من بقي على قيد الحياة.
وقال سكان في الحديدة إن ميليشيات الحوثي الانقلابية استهدفت الآمنين في مدينة التحيتا بقذائف الهاون، وذلك بعد الخسائر الكبيرة التي مُنيت بها وما زالت تمنى بها في مدينة الحديدة. وأوضحوا أن «ميليشيات الانقلاب قصفت قذائفها، وبشكل عشوائي، منازل المواطنين، ما تسبب في وقوع أضرار مادية في بعض المنازل».
وقتل أكثر 17 انقلابياً، بينهم قيادات حوثية بارزة في محافظات الضالع ومأرب والجوف، وأصيب آخرون من ميليشيات الحوثي الانقلابية بجروح، خلال اليومين الماضيين، في عدد من جبهات القتال جراء مواجهات مع الجيش الوطني اليمني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية.
وشهدت محافظة مأرب قتل 8 انقلابيين في مواجهات مع قوات الجيش الوطني في جبهة صرواح (غرب). وطبقاً لمصدر عسكري، نقل عنه المركز الإعلامي للجيش الوطني، فقد أكد أن «8 من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية قتلوا، وجرح 6 آخرون، بنيران الجيش الوطني أثناء محاولة تلك العناصر الحوثية التسلل إلى مواقع للجيش في جبهة صرواح».
وأوضح المصدر العسكري أن «مدفعية الجيش الوطني استهدفت تعزيزات وتجمعات متفرقة للميليشيات بجبهة صرواح، وأسفر القصف عن خسائر بشرية ومادية في صفوفها».
وبالانتقال إلى محافظة الضالع، قتل القياديان من ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعو أبو عبد الله والمدعو أبو صرخة، مع مرافقيهما، أمس (السبت)، في كمين نفذته المقاومة الشعبية في مديرية جبن شرق محافظة الضالع جنوب البلاد. وبحسب مصدر ميداني، نقل عنه الموقع الإلكتروني الجيش اليمني (سبتمبرنت)، فإن «المقاومة الشعبية استهدفت طقماً يقل عدداً من عناصر الميليشيا في الطريق الرابطة بين عزلة نعوة ومديرية جبن، وإن العملية أسفرت عن مصرع قياديين اثنين في الميليشيات، و4 من مرافقيهما وإصابة 4 آخرين بجروح بليغة»، موضحاً أن القياديين هما المدعو أبو عبد الله من مديرية رداع، والمدعو أبو صرخة من منطقة حمر مديرية قعطبة.
وفي الجوف (شمال اليمن)، قتل 3 من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية أول من أمس (الجمعة)، في كمين محكم نفذته قوات الجيش الوطني في مديرية المصلوب (غرب). وأكد مصدر ميداني، نقل عنه موقع الجيش، أن «قوات الجيش استدرجت مجموعة من عناصر الميليشيات في جبهة السلان جنوب المصلوب، قبل أن تباغتها بالهجوم، وأن الكمين أسفر عن مصرع 3 من عناصر الميليشيا وإصابة آخرين».
تزامن ذلك مع استهداف قوات الجيش الوطني جرافة تابعة لميليشيا الحوثي الانقلابية في جبهة سداح بالمديرية ذاتها، ما أدى إلى تدميرها ومصرع وإصابة من كان بجوارها من عناصر الميليشيا.
وبينما تستمر المعارك في محافظة صعدة، معقل الانقلابيين، وسط تقدم قوات الجيش الوطني وانهيارات في صفوف الانقلابيين، تمكنت الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني في محور صعدة من انتزاع 500 لغم وعبوة ناسفة كانت ميليشيات الحوثي الانقلابية زرعتها في عدد من مناطق مديرية كتاف قبل دحرهم منها.
وأكد مصدر في الفرق الهندسية بمحور صعدة، نقل عنه موقع الجيش الوطني، أن «الفريق الهندسي يواصل عمليات نزع الألغام من المناطق المحررة لتأمينها أمام المواطنين قبل عودتهم لمساكنهم»، وأن «الميليشيات عملت على تمويه عشرات الألغام لإيقاع السكان في شركها، إلا أن الجهود المبذولة تكللت بالنجاح في الكشف عنها».
وفي محافظة البيضاء، وسط اليمن، تواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية، دك مواقع الانقلابيين في مختلف جبهات القتال وأشدها بمديرية الملاجم (شرق)، وسط تكبد ميليشيات الانقلاب الخسائر البشرية والمادية الكبيرة، حيث استهدفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، خلال الساعات الماضية، مواقع ميليشيات الانقلاب في جبل اكبار المطل على أشعاب فضحة الاستراتيجية بمديرية الملاجم، وكبدتهم الخسائر البشرية والمادية، بحسب تأكيدات مصدر في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.