وزير بريطاني: ندعم مكتب المبعوث الأممي لليمن بـ2.22 مليون دولار

بيرت أكد مشروعية دفاع السعودية عن أرضها... وشدد على دعم الشرعية والتحالف

أليستر بيرت
أليستر بيرت
TT

وزير بريطاني: ندعم مكتب المبعوث الأممي لليمن بـ2.22 مليون دولار

أليستر بيرت
أليستر بيرت

يعتقد وزير الدولة البريطاني لشؤون منطقة الشرق الأوسط أليستر بيرت أن أفضل فرصة لإنهاء الحرب في اليمن في الوقت الراهن تتمثل في جهود المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث. وقال: ندعمه شخصياً وعملياً. ويصل مبلغ 1.68 مليون جنيه إسترليني (2.22 مليون دولار) إلى مكتبه لإظهار الدعم. ونريد أن تنجح تلك المحادثات، ولذلك ندعم كل الجهود الدبلوماسية في الأمم المتحدة في نيويورك وكذلك غريفيث في المنطقة لمحاولة دفع المحادثات قدماً.
وشرح الوزير في حديث أجرته مجلة «المجلة» الشقيقة، وتنشر «الشرق الأوسط» بعضا من مقتطفاته، مسألة دعم بلاده لتحالف دعم الشرعية في اليمن، إذ قال: «تؤمن المملكة المتحدة بقوة في نظام عالمي قائم على قواعد حيث لا تتصرف الدول بشكل تعسفي، ونرى الصراع في اليمن رد فعل للتمرد ضد حكومة شرعية. وأعتقد أن الكثير من الناس على دراية بما حصل في اليمن بعد أحداث عام 2011 وتخلي الرئيس علي عبد الله صالح عن الحكم، ما أعطى فرصة لليمن أن يبدأ من جديد من خلال حوار وطني قرر مستقبل الحكومة».
ويكمل بيرت قائلا: «تسبب تمرد الحوثيين في ضياع هذه الفرصة عندما أسقطوا حكومة الرئيس الجديد حينها عبد ربه منصور هادي وواصلوا تقدمهم بعد أن اختطفوا صالح، واضطر الرئيس إلى الفرار بحثاً عن ملجأ. وتقدمت الحكومة في تلك المرحلة بنداء للإغاثة والمساعدة. وقد دعمت الأمم المتحدة ذلك النداء. وفي هذا الإطار، رد التحالف للدفاع عن نفسه واستعادة الحكومة الشرعية في اليمن».
ويشدد الوزير البريطاني على أن بلاده تعتقد أن ما حصل هو النظام القائم على القواعد الدولية. ويقول: «إذا لم تستطع حكومة شرعية أن تحصل على الدعم، فإننا بالطبع في وضع صعب للغاية. لذا، فإن تدخل التحالف لإعادة الشرعية للحكومة كان في مكانه بالنسبة للمملكة المتحدة. ونعتقد أنه من مصلحة المملكة المتحدة الوطنية دعم هذا النظام القائم على القواعد. ولكننا ندرك تماماً أن المملكة العربية السعودية نفسها تعرضت للهجوم لبعض الوقت. فقد هاجم الحوثيون أراضي المملكة بشكلٍ منتظم لفترة طويلة من الزمن، والهجمات تتزايد والمملكة العربية السعودية لديها حق مشروع في الدفاع عن نفسها وهذا ما تدعمه المملكة المتحدة».
وبسؤاله عن تصور حكومته للتسوية السياسية الناجحة لليمن، قال بيرت: في النهاية، يجب أن يتخذ الشعب اليمني قراره. ومن المؤكد أن إعادة تنشيط الحوار الوطني ستكون في مصلحة الجميع، ولكن ذلك لا يمكن أن يتم إلا عندما يتحرر الناس من إمكانية بدء نزاع جديد ويكونون قادرين على حضور المؤتمرات واتخاذ قراراتهم بأنفسهم. ويجب أن يكون الحوار شاملاً ويضم الذين لم يشاركوا في حكم اليمن من قبل، خاصة أن مجموعة صغيرة جداً من الناس قد حكمت اليمن، وغالباً بالإكراه، وعلى ذلك أن يتغير. مضيفا: هذه هي الطريقة التي يتحرك بها العالم، لذا يتمتع الشباب والشابات بحصة في مستقبل بلدهم ويجب أن يكونوا جزءاً من الحوار الوطني وأن تأخذ جميع المناطق اليمنية ما قد يحدث على محمل الجد.
وزاد الوزير: نحن على دراية بتاريخ اليمن وأولئك الذين في الجنوب الذين يبحثون عن هيكل حكومي يمنحهم درجة من الاستقلالية في منطقتهم. ولكن الشعب اليمني وحده هو من عليه أن يقرر الهيكل الحكومي الجديد للبلد وماهية التسوية السياسية التي يجب أن تطبق. ولذلك، من الأفضل البدء بتنفيذ هذه العملية بأسرع وقتٍ ممكن.

للاطلاع على الحوار كاملاً (نصاً و فيديو) باللغتين العربية و الإنجليزية، أدناه رابط الحوار على موقع الشقيقة  «المجلة»
http://arb.majalla.com


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».