بعد عقد من تعليق مباحثات السلام بين الجارتين النوويتين يسعى رئيس الوزراء الباكستاني الجديد عمران خان لإحياء الحوار مع الهند، حسبما صرحت وزارة الخارجية في إسلام آباد أمس الخميس، إذ أرسل خان خطابا لنظيره الهندي ناريندرا مودي ردا على خطاب كان الأخير أرسله إليه في وقت سابق الشهر الجاري، سعى من خلاله إلى إقامة تواصل هادف وبناء بين الدولتين. وكتب المتحدث باسم الخارجية الباكستانية محمد فيصل في تغريدة على موقع «تويتر»: «رد رئيس الوزراء (خان) على رئيس الوزراء مودي بروح إيجابية. لنجري حوارا ونحل جميع القضايا». وأضاف: «ننتظر ردا رسميا من الهند».
كما دعا خان إلى عقد اجتماع لكبار دبلوماسيي الدولتين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في وقت لاحق الشهر الجاري، وذلك بحسب ما ذكرته شبكة «جيو تي في» التلفزيونية الباكستانية. واقترح خان على مودي اجتماعا بين وزيري خارجية البلدين في نيويورك ليحاولا كسر الجمود في العلاقات.
وبدورها أكدت وزارة الخارجية الهندية اجتماع وزيري خارجية البلدين في نيويورك، وهو ما سيكون أول اجتماع على هذا المستوى منذ سنوات. وقال رافيش كومار المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية إن نيودلهي وافقت على اجتماع بين وزيرة الخارجية سوشما سواراج ونظيرها الباكستاني شاه محمود قرشي. وقال كومار «إنه مجرد اجتماع... هذا ليس استئنافا للحوار. طلبوا لقاء ووافقنا». وتحاول نيودلهي التقليل من الآمال في استئناف كامل للمحادثات بين الجارتين اللتين تشهد العلاقات بينهما جمودا شديدا منذ هجمات منسقة في مومباي في 2008 قتل فيها 166 شخصا على يد مسلحين يتمركزون في باكستان. وتنفي باكستان المساعدة في الهجمات بالهند والتحريض عليها بما في ذلك الهجمات في كشمير، وتقول إنها تحارب جماعات مسلحة دفاعا عن أمنها.
يذكر أن الدولتين خاضتا ثلاث حروب ضد بعضهما البعض، وما زال النزاع مستمر بينهما في إقليم كشمير بالهيمالايا، حيث يتعرض المئات من الجنود والمدنيين للقتل في اشتباكات عبر الحدود الفعلية. وتصر حكومة مودي على أن تتخذ باكستان إجراءات ضد جماعات إسلامية متشددة مناهضة للهند تعمل انطلاقا من أراضيها قبل استئناف محادثات السلام لحل خلافات قائمة منذ أمد بعيد تتعلق بالإقليم في منطقة جبال الهيمالايا وأوجه خلاف أخرى.
وفي سياق متصل قال الرئيس الصيني شي جينبينغ لقائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا إن الصين تولي «أهمية كبيرة» لعلاقاتها مع باكستان، وذلك بعد أيام من إثارة وزير باكستاني القلق بشأن خطط مبادرة طريق الحرير الصينية.
والجنرال باجوا هو أرفع مسؤول باكستاني يزور الصين، البلد الحليف لباكستان، منذ تولي حكومة خان السلطة. وتأتي زيارته بعد أسبوع من زيارة أكبر دبلوماسي في الصين لإسلام أباد.
ووطدت باكستان العلاقات مع الصين في السنوات الأخيرة بعد أن توترت علاقاتها مع الولايات المتحدة. وربما يأمل باجوا خلال زيارته لبكين في تهدئة أي مخاوف صينية من التعليقات التي أدلى بها وزير التجارة الباكستاني عبد الرزاق داود والتي اقترح فيها تعليق مشروعات لمدة عام في الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني وهو الجزء الواقع في باكستان ضمن مبادرة الحزام والطريق الصينية التي تتضمن إحياء طريق الحرير التجاري القديم. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) أمس الخميس عن الرئيس الصيني قوله أمس خلال اجتماعه مع باجوا إن البلدين تجمعهما «صداقة صلبة». ونسبت الوكالة إلى الرئيس قوله «الصين تولي دائما أهمية كبيرة للعلاقات الصينية - الباكستانية».
وعبر الرئيس الصيني عن تقديره للدعم والضمانات الأمنية التي تقدمها باكستان لمبادرة الحزام والطريق وبناء الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني. وقال الرئيس الصيني «طالما هناك ثقة كبيرة متبادلة وإجراءات ملموسة فإن بناء الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني سينجح ويعم بالخير على شعبي البلدين». وكانت تعهدت بكين باستثمار نحو 60 مليار دولار بباكستان في البنية التحتية المرتبطة بمشروع الحزام والطريق.
رئيس وزراء باكستان يدعو الهند إلى إحياء الحوار
وزيرا خارجية البلدين يلتقيان في نيويورك في أول اجتماع على هذا المستوى منذ سنوات
رئيس وزراء باكستان يدعو الهند إلى إحياء الحوار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة