مؤتمر إسلامي ـ مسيحي في بيروت العام المقبل

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي: مستقبل لبنان يبشر بالخير

الأمين العام لرابطة التعاون الإسلامي محمد بن عبد الكريم العيسى والوفد المرافق التقى الرئيس ميشال عون أمس (دالاتي ونهرا)
الأمين العام لرابطة التعاون الإسلامي محمد بن عبد الكريم العيسى والوفد المرافق التقى الرئيس ميشال عون أمس (دالاتي ونهرا)
TT

مؤتمر إسلامي ـ مسيحي في بيروت العام المقبل

الأمين العام لرابطة التعاون الإسلامي محمد بن عبد الكريم العيسى والوفد المرافق التقى الرئيس ميشال عون أمس (دالاتي ونهرا)
الأمين العام لرابطة التعاون الإسلامي محمد بن عبد الكريم العيسى والوفد المرافق التقى الرئيس ميشال عون أمس (دالاتي ونهرا)

يستضيف لبنان في عام 2019 قمة إسلامية - مسيحية عالمية، تنوي رابطة العالم الإسلامي إقامتها في بيروت بمشاركة الفعاليات الإسلامية بمختلف المذاهب والفعاليات المسيحية بمختلف مذاهبها، وستُقام برعاية لبنانية، بحسب ما أعلن الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى.
ووصل العيسى إلى بيروت، أول من أمس، حيث أجرى سلسلة لقاءات مع مسؤولين رسميين لبنانيين، والتقى أمس الرئيس اللبناني ميشال عون، حيث عرض الجانبان موضوع الحوار الإسلامي – المسيحي.
وأعلن الدكتور العيسى في لقاء مع عدد من الصحافيين حضرته «الشرق الأوسط»، عن قمة إسلامية - مسيحية عالمية في العام المقبل، مشدداً على أن «التعاون هو مع المؤسسات الرسمية المعترف بها من الحكومة اللبنانية».
وأوضح أن «الغاية من المؤتمر هو التقارب الإنساني من أجل تعزيز المحبة وترسيخ قيم السلام والوئام الديني، ومن أجل مواجهة أصوات الكراهية والصدام الحضاري والديني والثقافي، وتعزيز مفاهيم الإيمان بالسنة الإلهية في وجود الاختلاف والتنوع والتعددية والوصول إلى التعاون المشترك وفق مبادرات نتطلع إلى أن يطلقها المؤتمر لتحقيق الأهداف المشتركة لخدمة الإنسانية ولتعزيز محبتها ووئامها وتقاربها ولنحقق مفهوم الأسرة الإنسانية الواحدة».
وأكد العيسى «إن الرابطة ترى أن الحوار بمختلف أشكاله هو أمر مهم للغاية، ولا يتحاور إلا الأقوياء والحكماء؛ فالذي يمتلك القوة الناعمة يمتلك رصيداً من الشرعية ومن الثقة والحكمة. فلا يخشى الحوار إلا الضعفاء ولا ينهي السجالات رغم حدتها إلا الحوار». وأضاف «الفكر لا يواجه إلا بالفكر، والكراهية تواجه بالمحبة، فلا بد أن نلغي كل مفاهيم الصدام والصراع بين الحضارات، فعلى مر التاريخ الإنساني أثبتت هذه الأفكار السلبية في الصدام الإنساني بشواهدها التاريخية أنها دمار على الإنسانية وتهرق وتهدم ولا تطفئ ولا تبني إطلاقاً».
وينطلق اختيار الرابطة، العاصمة اللبنانية لعقد المؤتمر، من كون لبنان يمثل تعددية دينية كبيرة، و«هو بلد عربي له بعد تاريخي وحضاري، وأنه رغم هذه التعددية، فهو حاضن لمثل هذا المؤتمر». وإذ لفت الدكتور العيسى إلى أن «لبنان قادر على أن يضطلع بهذا المؤتمر»، أشار إلى أن الشخصيات التي التقى بها في بيروت «تدعو للأمل الكبير بمستقبل لبنان، وتحمل طموحاً وهمة عالية وصادقة»، مؤكداً أن «مستقبل لبنان يبشر بالخير». ورأى أن «الحالة التي سببت بعض المتاعب هي حالة عرضية ووعكة سيكون من السهل تجاوزها بوجود قامات لبنانية قادرة على أن تضطلع بواجبها بحفظ الوئام والاستقرار في لبنان».
وعن العلاقات اللبنانية - الخليجية، لفت إلى «ضرورة تغليب التفاؤل وهذه العلاقة هي تاريخية وعميقة، وعند حصول أي اختلاف في وجهات النظر علينا عدم التصعيد في الخلاف، ليبقى الخلاف سحابة صيف تزول سريعاً. ونتمنى من الجميع الوعي منعاً لأي أجندة سياسية تهدف إلى تعكير هذه العلاقات».
وعن محاولات إيرانية ممنهجة من أجل إزاحة لبنان عن الحضن العربية، قال العيسى «في تقديري أن السياسة الطائفية المتطرفة التي تمارسها إيران في المنطقة من شأنها أن تزيد من المتاعب وترسخ حالة عدم الاستقرار. كنا نقول - ولا نزال - نحن لسنا خصوماً للتشيع، فالشيعة مواطنونا وجيراننا وإخوتنا، لكننا ضد التطرف الطائفي؛ فالتدخل في شؤون الدول ومحاولة فرض الهيمنة الطائفية وتمرير الأجندة السياسية لن يزيد الحال الراهنة إلا سوءاً، حيث نجد نماذج كثيرة للدول التي تدخلت في شؤونها هذه الطائفية المتطرفة. وأنا لا أتحدث عن ذلك نظرياً إنما الشاهد الحي الماثل للجميع يدل على ذلك».
وواصل محمد بن عبد الكريم العيسى، أمس، لقاءاته في بيروت، حيث التقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الذي قال «إننا جاهزون وحاضرون في كل وقت وفي كل ميدان للبحث في قضايا وشؤون المسلمين»، معتبراً أن «الواجب يفرض علينا جميعاً أن نقفل الصفحات السوداء، ونفتح صفحة جديدة بعنوان التسامح والتناصف والتعاون، والدخول معاً في عملية إعادة العلاقات وإجراء المصالحات الأخوية والإسلامية».
كما التقى متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس، المطران آلياس عودة، حيث جرى البحث في الجهود المبذولة للتقارب بين الأديان. وأشار العيسى إلى أنه لقي من عودة ما كان يطمح إليه، «بل والمزيد، وهو أمر ليس مستغرباً على المطران الذي يضطلع بجهد وطني وإنساني في الداخل اللبناني وخارجه».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.