بوتين يرفض الحديث عن خليفة له.. ويقسو على سلفه ميدفيديف

بوتين يرد على الأسئلة خلال مؤتمره الصحافي السنوي في موسكو أمس (إ.ب.أ)
بوتين يرد على الأسئلة خلال مؤتمره الصحافي السنوي في موسكو أمس (إ.ب.أ)
TT

بوتين يرفض الحديث عن خليفة له.. ويقسو على سلفه ميدفيديف

بوتين يرد على الأسئلة خلال مؤتمره الصحافي السنوي في موسكو أمس (إ.ب.أ)
بوتين يرد على الأسئلة خلال مؤتمره الصحافي السنوي في موسكو أمس (إ.ب.أ)

رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الحديث عن خليفة محتمل له، واستبعد أي مظاهرات غير مرخصة في موسكو مشابهة لتلك التي تشهدها أوكرانيا التي قال إن موسكو تساعدها «كبلد شقيق وشعب شقيق».
وبدا بوتين الذي تولى الرئاسة للمرة الأولى في عام 2000 ثم رئاسة الحكومة من 2008 إلى 2012، قبل أن يعود إلى الكرملين، مرتاحا في مؤتمره الصحافي السنوي وحرص على أن يؤكد أنه يمسك بزمام السلطة بحزم. وردا على سؤال طرحه صحافي حول ما إذا كان يفكر في خليفة محتمل له، قال بوتين «ليس لدي شيء يؤوله وليس هناك أي شيء للقول» في هذا الشأن. كما تهرب من الرد على سؤال حول فرص عودة رئيس الحكومة ديمتري ميدفيديف الذي كان رئيسا للبلاد أيضا، إلى الكرملين خلفا له، وبدا قاسيا حياله. وقال «أعد عمل الحكومة مرضيا. بالتأكيد هناك أمور كان يجب ويجب القيام بها بجد وفاعلية أكبر وفي الوقت المناسب، وهناك أمور تسير ببطء».
وأكد بوتين، 61 سنة، الذي لم يستبعد من قبل الترشح لولاية رئاسية جديدة في الانتخابات المقبلة في 2018، أنه لا ينوي البقاء في السلطة مدى الحياة. وقال «لدينا دستور وفي إطار هذا الدستور تتشكل هيئات السلطة. أعتقد أن الأمر غير مفيد وخطير على استقرار الدولة». وخلال المؤتمر الذي استمر نحو أربع ساعات، عرض صحافيون عدة من مناطق بعيدة في روسيا مشاكل محلية، دوّن بوتين ملاحظات بشأنها ووعد بتسوية بعضها. كما طلب توضيحات في بعض الحالات.
من جهة أخرى، بدا بوتين مدافعا عن أمن وقيم البلاد. واستبعد أي مظاهرات غير مرخص لها في موسكو مثل تلك التي تشهدها كييف. وقال إن «أي عمل يجب أن يكون في إطار القانون، أيا كانت طبيعته. إذا خرج أي شخص على القانون فالدولة مجبرة على إعادة النظام»، مؤكدا أن الأمر «ليس إرادة سياسية بل واجب لهيئات السلطة». وأضاف أنه «بغير ذلك، أي تطور من هذا النوع للأحداث يمكن أن يؤدي إلى الفوضى».
ودافع بوتين مجددا عن «القيم الأخلاقية التقليدية» في روسيا والتصدي لبعض «القيم المزعومة» الغربية. وقال «من المهم بالنسبة لي ليس انتقاد القيم الغربية بل الدفاع عن سكاننا ضد بعض القيم المزعومة التي يواجه مواطنونا صعوبة في قبولها». وأضاف الرئيس الروسي أنه «يجب أن نحمي أنفسنا من السلوك العدواني من قبل بعض المجموعات الاجتماعية التي تفرض وجهة نظرها على الآخرين بشكل عدواني»، ملمحا بذلك إلى مجموعات للدفاع عن مثليي الجنس. كما عبر عن أسفه للسلوك «المهين» لاثنتين من أعضاء فريق «بوسي رايوت» أنشدتا ضده في كاتدرائية موسكو «صلاة لحليقي الرؤوس».
من ناحية أخرى، أعلن بوتين أنه يستعد لتوقيع مرسوم للعفو عن قطب النفط الروسي السابق والمعارض للكرملين ميخائيل خودوركوفسكي. وقال الرئيس الروسي «مرسوم العفو سيوقع قريبا جدا»، مضيفا أن خودوركوفسكي المسجون منذ 2003 كتب رسالة طلب فيها العفو وهو ما كان يرفضه حتى الآن. وأوضح بوتين أنه «كان يفترض بميخائيل خودوركوفسكي وفقا للقانون أن يقدم طلبا بهذا المعنى ولم يفعل. لكن أخيرا كتب هذه الرسالة وتوجه إلي شخصيا لطلب العفو». وتابع: «لقد أمضى أكثر من 10 سنوات في السجن. إنه عقاب جدي وتذرع بأسباب إنسانية لأن والدته مريضة جدا. وأعتبر أنه من الممكن اتخاذ مثل هذا القرار».
وحول علاقة روسيا مع الغرب، صرح الرئيس الروسي أن موسكو لم تنشر «حتى الآن» صواريخ إسكندر نووية في جيب كالينينغراد الغربي، وذلك ردا على معلومات نشرتها وسائل إعلام ألمانية في هذا الشأن وأثارت قلقا في أوروبا. وقال ردا على سؤال عن نشر هذه الصواريخ القصيرة المدى «لم نتخذ حتى الآن قرارا من هذا النوع، فليطمئنوا. هناك أسلحة نووية تكتيكية في أوروبا، والأوروبيون لا يسيطرون عليها». وأوضح أنه كان على روسيا أن ترد على نصب عناصر من الدرع الصاروخية الأميركية. وقال بوتين «قلناها مرارا إن الدرع الصاروخية تمثل تهديدا بالنسبة لنا، لإمكاناتنا في مجال الردع النووي.. كان يتوجب علينا الرد بطريقة أو بأخرى». وأشار إلى أن الكرملين قال في الماضي إن نشر صواريخ إسكندر في كالينينغراد كان «خيارا» للرد على الدرع الصاروخية.
وبخصوص أوكرانيا، أكد بوتين أن روسيا تساعد هذا البلد «كبلد شقيق وشعب شقيق». وكانت صحيفة «بيلد» الألمانية ذكرت أن روسيا نصبت على مدى الـ12 شهرا الماضية عددا من بطاريات صواريخ «إسكندر- إم»، المعروفة أيضا باسم «سس-26» في كالينينغراد وعلى طول الحدود الروسية مع دول البلطيق. وبإمكان هذه الصواريخ التي يبلغ مداها 500 كيلومتر أن تصل إلى برلين. وقد أثارت هذه المعلومات قلقا خصوصا في بولندا ودول البلطيق وأعضاء حلف شمال الأطلسي. وقال بوتين «نقول دائما إنه شعب شقيق وبلد شقيق، لذلك علينا التحرك مثل أهل، ودعم الشعب الأوكراني الذي يواجه وضعا صعبا». وكان بوتين يرد على سؤال عن إعلان روسيا الثلاثاء استثمار 15 مليار دولار في كييف وخفض أسعار الغاز لأوكرانيا بمقدار الثلث.
وكان لافتا أن بوتين دافع عن برامج التنصت الأميركية، مشيرا إلى أنها تهدف لمكافحة الإرهاب. وقال الرئيس الروسي الذي كان ذات يوم عميلا لوكالة استخبارات الاتحاد السوفياتي سابقا «كيه جي بي»، إنه «لا بد أن تستمع لنظام الاتصالات بالكامل، لا يمكن عمليا الاكتفاء بالتنصت على شخص واحد». وأشار إلى أن من الصعب أن يكون العمل الاستخباراتي مركزا فقط بشكل محدود على الأفراد المشتبه بأنهم إرهابيون. ولاحظ بوتين أن الانتقادات التي وجهت ضد الولايات المتحدة بسبب برنامج التنصت لم تكن منصفة تماما، وقال: «بقدر ما تعرض حلفاؤنا للتوبيخ، فإن كل عملهم كان في الأصل من أجل مكافحة الإرهاب». وكانت روسيا منحت اللجوء مؤقتا حتى أغسطس (آب) 2014 إلى المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية، إدوارد سنودن، الذي كشف عن برنامج واسع النطاق يشمل مجموعة كبيرة من التسجيلات للمكالمات الهاتفية والعمليات على الإنترنت والتجسس على الهواتف الجوالة لقادة أجانب. ومع أن بوتين لم يحدد وكالة الأمن الوطني الأميركية بشكل صريح، إلا أنه لمح إلى أن الوكالة الأميركية تحتاج لسيطرة سياسية أكثر إحكاما. وقال «بالطبع، هذا له جوانب سلبية، وتحتاجون للحد من نهم الوكالات الاستخباراتية على المستوى السياسي ووضع ضوابط محددة، ولكن بشكل عام فإن التنصت أمر ضروري».



موسكو تنفي استخدامها «الكيماوي» في أوكرانيا

صورة وزعت أمس لموظف في الطاقة الحرارية يعاين مبنى استُهدف بصاروخ روسي في مكان غير محدد داخل أوكرانيا (رويترز)
صورة وزعت أمس لموظف في الطاقة الحرارية يعاين مبنى استُهدف بصاروخ روسي في مكان غير محدد داخل أوكرانيا (رويترز)
TT

موسكو تنفي استخدامها «الكيماوي» في أوكرانيا

صورة وزعت أمس لموظف في الطاقة الحرارية يعاين مبنى استُهدف بصاروخ روسي في مكان غير محدد داخل أوكرانيا (رويترز)
صورة وزعت أمس لموظف في الطاقة الحرارية يعاين مبنى استُهدف بصاروخ روسي في مكان غير محدد داخل أوكرانيا (رويترز)

شنّ الكرملين هجوماً مضاداً على الولايات المتحدة بعد تبني الأخيرة حزمة عقوبات جديدة على قطاع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية الروسي، رافضاً أمس (الخميس)، اتهامات غربية باستخدام أسلحة كيماوية ومواد مشعة في الحرب الأوكرانية.

وقال الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتهامات الموجهة لبلاده بشأن استخدام أسلحة كيماوية في أوكرانيا «لا أساس لها»، مشدداً على أن القوات الروسية «لا تزال ملتزمة تعهداتها بموجب القانون الدولي في إطار نشاطاتها العسكرية».

في سياق متصل، جدد الكرملين رفضه التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر للسلام في سويسرا. وقال بيسكوف للصحافيين: «نحن لا نفهم ما نوع هذا الحدث المهم، مؤتمر السلام هذا. أي نوع من المؤتمرات الجادة ذات التوقعات الجادة، ما نوع النتائج التي يمكن أن نتحدث عنها من دون مشاركة روسيا؟». ووجّهت سويسرا دعوات إلى أكثر من 160 وفداً للمشاركة في مؤتمرها المزمع عقده يومي 15 و16 يونيو (حزيران)، من دون دعوة روسيا «في هذه المرحلة»، وفقاً للموقع الحكومي المخصّص لهذا الحدث.

من جانب آخر، لوّح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجدداً، في مقابلة صحافية، بإرسال قوات إلى أوكرانيا «في حال اخترق الروس خطوط الجبهة وفي حال ورود طلب أوكراني بهذا الخصوص».


الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا

طلاب مؤيدين للفلسطينيين يحتلون قاعة في ردهة مبنى تابع لجامعة لوزان السويسرية (موقع راديو وتلفزيون سويسرا)
طلاب مؤيدين للفلسطينيين يحتلون قاعة في ردهة مبنى تابع لجامعة لوزان السويسرية (موقع راديو وتلفزيون سويسرا)
TT

الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا

طلاب مؤيدين للفلسطينيين يحتلون قاعة في ردهة مبنى تابع لجامعة لوزان السويسرية (موقع راديو وتلفزيون سويسرا)
طلاب مؤيدين للفلسطينيين يحتلون قاعة في ردهة مبنى تابع لجامعة لوزان السويسرية (موقع راديو وتلفزيون سويسرا)

احتلّ حوالي مئة طالب مؤيدين للفلسطينيين، يوم الخميس، قاعة في ردهة مبنى تابع لجامعة لوزان السويسرية، في سويسرا، مطالبين بمقاطعة أكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية، ووقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، حسبما أفادت وكالة أنباء «كيستون-إيه تي إس».

وقال المنظمون، في بيان، إنّ التحرّك «بتبع مثال التعبئة في الجامعات في كندا والولايات المتحدة وفرنسا»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف المشاركون، في بيانهم، أنّ «تحرّكنا عفوي وليس له قائد أو زعيم»، موضحين أنّ «الأشخاص الذين يحتلّون المبنى الجامعي يرفضون أن يكونوا متواطئين في الإبادة الجماعية الاستعمارية التي يرتكبها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي».

ودعوا «الجميع إلى الانضمام إلينا»، كما دعوا «أعضاء الجامعات والكليات الأخرى إلى التعبئة أيضاً». وتوجّه رئيس جامعة لوزان فريديريك هيرمان إلى المكان لمناقشة المحتجين، وفق وكالة «كيستون-ايه تي اس» التي أفاد مراسلها بأن تحرك الطلبة جرى بشكل سلمي وتخلله رفع أعلام فلسطينية.


ماكرون يطرح تدخلاً عسكرياً بأوكرانيا... مخاوف أمنية أوروبية وأهداف داخلية فرنسية

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً حول أوروبا بجامعة السوربون في باريس 25 أبريل 2024 (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً حول أوروبا بجامعة السوربون في باريس 25 أبريل 2024 (رويترز)
TT

ماكرون يطرح تدخلاً عسكرياً بأوكرانيا... مخاوف أمنية أوروبية وأهداف داخلية فرنسية

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً حول أوروبا بجامعة السوربون في باريس 25 أبريل 2024 (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً حول أوروبا بجامعة السوربون في باريس 25 أبريل 2024 (رويترز)

أثار طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، 2 مايو (أيار) 2024، بشأن احتمال التدخّل العسكري الغربي المباشر في أوكرانيا لمواجهة تقدّم القوات الروسية، تباينات استراتيجية بين الحلفاء الغربيين. ففي حين يبقى الغرب مجمعاً بشكل عام على دعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، فإنّ مسألة دخول قوات تابعة لدول حلف الناتو في مواجهة عسكرية مباشرة ضد دولة تمتلك ترسانة نووية ضخمة، تجعل من طرح ماكرون يلقى معارضة بشكل عام من حلفاء باريس، في حين يشدّد الرئيس الفرنسي على أنّ طرحه تُحرِّكه مخاوف كبيرة على أمن أوروبا في حال تحقيق روسيا انتصاراً في أوكرانيا.

«لا ينبغي استبعاد أي شيء» بشأن إرسال محتمل للقوات، «ولا حدود» للمساعدات إلى كييف. هذه التصريحات التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ شهرين وعاد وأكّدها في تصريحات أخيرة له، جعلت من الممكن رؤية حجم الخلافات بين الحلفاء حول مدى الدعم لأوكرانيا في مواجهة روسيا، حسب تقرير لمجلة «نوفال أبسرفاتور» الفرنسية.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً في قاعدة مونت دي مارسان الجوية بفرنسا 20 يناير 2023 (رويترز)

أهداف داخلية وأوروبية

يلخّص الرئيس الفرنسي خطوته هذه ﺑ«الغموض الاستراتيجي». إنها في المقام الأول مسألة إخماد نشوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي استعاد زمام المبادرة على الجبهة في أوكرانيا عشية إعادة انتخابه، وفق التقرير. ويستلهم ماكرون أيضاً «استراتيجية الرجل المجنون»، التي أشاعها سابقاً الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، والتي تتمثل في تبني سلوك لا يمكن التنبؤ به لإرباك الخصم. وعلى الساحة الفرنسية، يسعى ماكرون إلى الإيقاع بمعارضيه في الفخ، ولا سيما من خلال إجبار حزب «التجمّع الوطني» اليميني الذي تتزعّمه مارين لوبان وحزب «فرنسا الأبية» اليساري الذي يتزعمه جان لوك ميلونشون، على توضيح مواقفهما بشأن روسيا. وأخيراً، يريد ماكرون أن يُظهر لجيرانه الأوروبيين تولي القيادة و«المضي قدماً» مع أولئك الذين يريدون المضي قدماً معه كقوة أوروبية؛ حيث تتخوف الدول الأوروبية بشكل عام من تراجع أو خسارة الدعم الأميركي لأوروبا (العسكري بشكل خاص) إذا فاز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

جنود فرنسيون من الكتيبة السابعة لجبال الألب يشاركون في تدريب لحلف الناتو في قاعدة عسكرية للحلف في تابا بإستونيا 19 مارس 2022 (رويترز)

لمنع روسيا من تهديد أمن أوروبا

تحدّث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حوار مع مجلة «الإيكونوميست» البريطانية عن تفاصيل خطته لتجنب الموت «الوحشي» لأوروبا، مكرراً موقفه المثير للجدل بشأن إمكانية إرسال قوات برية إلى أوكرانيا إذا قامت موسكو «باختراق خطوط الجبهة».

وقال ماكرون: «في حال اخترق الروس خطوط الجبهة وفي حال ورود طلب أوكراني بهذا الخصوص (للتدخل العسكري الغربي) وهو أمر لم يحصل بعد، يجب أن نطرح هذه القضية بشكل مشروع»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

كما عدّ في مقابلته مع المجلة البريطانية، أن روسيا «دخلت في منطق الحرب الشاملة»، ويجب منعها من الانتصار في أوكرانيا، وإلا «فلن يكون لدينا أمن في أوروبا».

وأضاف ماكرون أن «استبعاد ذلك (التدخل الغربي المباشر في أوكرانيا) بشكل سابق يعني الفشل في تعلّم دروس العامين الماضيين... في حين استبعدت دول الناتو في البداية إرسال دبابات وطائرات إلى أوكرانيا قبل أن تغير رأيها في النهاية»، وفق قناة «فرانس 24» الفرنسية.

وأثار الرئيس الفرنسي جدلاً في نهاية فبراير (شباط) الماضي عندما أكد أن إرسال قوات غربية إلى الأراضي الأوكرانية لا ينبغي «استبعاده» في المستقبل. وقد برز تحفّظ أغلب الدول الأوروبية، وكذلك الولايات المتحدة، بوضوح على الطرح، على الرغم من أن بعض هذه الدول اتخذ منذ ذلك الحين خطوة في هذا الاتجاه.

أفراد من الجيش الأوكراني في لواء المدفعية المنفصل 55 يطلقون مدفع هاوتزر ذاتي الدفع من طراز قيصر الفرنسي باتجاه القوات الروسية بالقرب من بلدة أفدييفكا في منطقة دونيتسك بأوكرانيا 31 مايو 2023 (رويترز)

تباينات غربية

رداً على سؤال بشأن ما أدلى به ماكرون، اليوم (الخميس)، قال وزير الخارجية المجري، بيتر سيارتو، إن تصريحات ماكرون «تهديدية».

وأوضح سيارتو لقناة «إل سي إي» أنه «في حال نشر قوات أجنبية على الأرض الأوكرانية، سيتسع نطاق الحرب. هذه ليست حربنا، تصعيد النزاع سيكون خطراً للغاية».

وكرر سيارتو موقف بلاده بوجوب «وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات السلام»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ومنذ تصريحات ماكرون الأولى في فبراير الماضي عن احتمال إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، برزت التباينات مع حلفاء باريس الذين تحفّظوا عموماً على كلام ماكرون، أو جاءت ردة فعلهم عنيفة. فردود الفعل العنيفة من معظم الحلفاء فاجأت السلطة التنفيذية في فرنسا، وفق تقرير «نوفال أبسرفاتور».

وألمانيا، التي استغرقت ثلاثة عقود من الزمن لترسيخ هيمنتها الاقتصادية على أوروبا، وفق التقرير، ليست مستعدة لرؤية هذه الهيمنة تحل محلها الهيمنة العسكرية والاستراتيجية والنووية الفرنسية.

ماكرون يدعو ﻟ«صحوة» أوروبا

على نطاق أوسع، يطرح الرئيس الفرنسي السؤال عن إطار الحاجة إلى تحقيق «مصداقية عسكرية أوروبية»، ووجوب تناولها في النقاش الذي دعا إليه قبل أسبوع في خطابه بجامعة السوربون الفرنسية.

في تلك الكلمة التي عدّت انطلاقة لحملة الانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو (حزيران)، حذّر ماكرون من أن «أوروبا يمكن أن تموت».

وشدّد ماكرون في الحوار المنشور اليوم (الخميس) 2 مايو، على أن هذا «الموت» يمكن أن يكون «أكثر وحشية مما نتصور». لكنه أكد أن «الصحوة ممكنة» ولكن يجب أن تكون قوية في مواجهة «الخطر الوجودي المحدق بأوروبا» (العسكري والأمني والاقتصادي والديمقراطي).

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً حول أوروبا بجوار شعار «أوروبا قوية» بجامعة السوربون في باريس 25 أبريل 2024 (رويترز)

الأمن القومي الأوروبي

فيما يتعلق بالدفاع، يجب على الأوروبيين أن يجلسوا «حول الطاولة لبناء إطار متماسك»، وفق ماكرون الذي عدّ أن حلف شمال الأطلسي يقدّم إحدى هذه الإجابات.

ويجب أن يتجاوز هذا النقاش الاتحاد الأوروبي، وفق الرئيس الفرنسي الذي يريد «ترسيخ المناقشة في إطار المجموعة السياسية الأوروبية»، عادّاً أنه «سيكون من الخطأ استبعاد البلدان التي ليست في الاتحاد الأوروبي» مثل النرويج والمملكة المتحدة ودول البلقان.

وأكد ماكرون مجدداً أن التفكير يجب أن يشمل أيضاً الأسلحة النووية التي تمتلكها فرنسا والمملكة المتحدة في أوروبا، ويقترح أن يأخذ الشركاء الأوروبيون في الاعتبار هذه «القدرة الفرنسية»، ولكن «من دون تقاسمها».

على الصعيد الاقتصادي، وقبل زيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى فرنسا، الاثنين والثلاثاء القادمين، دعا ماكرون أوروبا إلى الدفاع عن «مصالحها الاستراتيجية» و«قضايا الأمن القومي» باسم «المعاملة بالمثل» في العلاقات التجارية مع بكين.

وقال: «هناك العديد من القطاعات التي تشترط الصين أن يكون منتجوها صينيين، لأنها حساسة للغاية. يجب علينا نحن الأوروبيين أن نكون قادرين على فعل الشيء نفسه».

وفيما يتعلق بالخوف على الديمقراطية، شدّد الرئيس الفرنسي على أن «أفضل طريقة للبناء معاً هي أن يكون لدينا أقل عدد ممكن من القوميين».

وأضاف: «أقول للأوروبيين: استيقظوا... جميع القوميين الأوروبيين مؤيدون خفيون لبريكست» (أي الخروج من الاتحاد الأوروبي)، مشيراً خصوصاً إلى اليمين المتطرف الفرنسي.

جنود أوكرانيون من كتيبة «أكيليس» من اللواء 92 بالجيش الأوكراني يستعدون لإجراء رحلات تجريبية بطائرة مسيّرة في منطقة دونيتسك بأوكرانيا 30 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

خبراء غربيون في الميدان الأوكراني

رغم أن الجيوش الغربية لا توجد في أوكرانيا لقتال الروس، لكن تقارير سابقة أشارت إلى وجود للخبراء الغربيين في الميدان الأوكراني. فعلى سبيل المثال، لم يتم إنكار المعلومات الواردة من مجلة «غلوب آند لوريل» البريطانية بشأن وجود 350 من مشاة البحرية الملكية في أوكرانيا. كذلك لدى وكالة المخابرات المركزية الأميركية اثنتا عشرة قاعدة هناك، دون احتساب تلك التابعة لجهاز المخابرات البريطاني (MI6)، حسبما كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في نهاية فبراير. ومن بين 20 ألف متطوع دولي انضموا إلى صفوف أوكرانيا، قاتل جنود فرنسيون سابقون، بموافقة باريس. أما وزير القوات المسلحة سيباستيان ليكورنو فقد أعلن عن إرسال خبراء أسلحة وصناعيين لإنتاج قطع غيار الطائرات المسيّرة ومعدات عسكرية برية في أوكرانيا، حسب تقرير «نوفال أبسرفاتور».

طائرة رافال... المقاتلة الفرنسية متوقفة على المدرج في محطة للقوات الجوية في أمبالا بالهند 10 سبتمبر 2020 (رويترز)

تجنباً لمواجهة نووية

على مدى عامين، وبسبب التخوف من ردود الفعل الروسية نتيجة الانخراط الغربي إلى جانب أوكرانيا وما يعني ذلك من احتمال نشوب صراع مباشر بين روسيا والغرب يهدد بخطر مواجهة نووية مدمرة على طرفي النزاع، ماطل الأوروبيون في تسليم الإمدادات الاستراتيجية إلى كييف: الدبابات، والصواريخ بعيدة المدى، ثم الطائرات، التي لن تصل إلى أوكرانيا قبل شهر يوليو (تموز) المقبل، وفق تقرير «نوفال أبسرفاتور». لكن المشكلة صناعية في المقام الأول بالنسبة لتأخر أوروبا في تسليم الذخيرة إلى أوكرانيا. فعلى الرغم من أن فرنسا أصبحت ثاني أكبر مورد للأسلحة في العالم، وفقاً لمعهد سيبري للأبحاث، وأن الاتحاد الأوروبي لديه سبع دول من أكبر خمس عشرة دولة مورّدة للأسلحة، فإن الدول الأعضاء في الاتحاد أثبتت عدم قدرتها على إمداد أوكرانيا بالذخيرة اللازمة بسبب النقص في الإنتاج؛ حيث إن مصانع الأسلحة الأوروبية ما زالت غير جاهزة لتلبية الحاجة الكبيرة لكييف من الذخيرة بسبب كمية الاستهلاك الهائلة للذخائر على جبهات القتال في أوكرانيا.

ويحذّر أحد كبار الدبلوماسيين الغربيين، حسب تقرير «نوفال أبسرفاتور» من أن «انتصار روسيا في أوكرانيا ستكون له عواقب لا تحصى على أمن أوروبا؛ من الناحية الاستراتيجية، وتراجع مصالحنا، وتضحيات المستقبل». ويضيف: «سيكون علينا بعد ذلك تخصيص 4 في المائة من الميزانية للدفاع - بدل 2 في المائة التي يطالب بها الناتو الدول الأعضاء بالحلف - نحن ندخل عالماً مختلفاً».


محكمة فرنسية تستجوب كارلا بروني في قضية تلقّي ساركوزي تمويلاً من ليبيا

صورة لكارلا بروني ساركوزي في نيويورك 25 يونيو 2013 (رويترز)
صورة لكارلا بروني ساركوزي في نيويورك 25 يونيو 2013 (رويترز)
TT

محكمة فرنسية تستجوب كارلا بروني في قضية تلقّي ساركوزي تمويلاً من ليبيا

صورة لكارلا بروني ساركوزي في نيويورك 25 يونيو 2013 (رويترز)
صورة لكارلا بروني ساركوزي في نيويورك 25 يونيو 2013 (رويترز)

استجوبت محكمة فرنسية كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، وسط تحقيقات في تمويل غير قانوني مزعوم لحملته الانتخابية من ليبيا لترشحه للانتخابات في عام 2007.

وتردد أن ساركوزي تلقى أموالاً غير قانونية للحملة الانتخابية من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، واتهم بالتمويل غير القانوني للحملة واختلاس الأموال العامة والرشوة، وهي مزاعم ينفيها.

وأكد مكتب المدعي العام المالي في باريس لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، أنه تم استجواب المغنية والملحنة والسيدة الفرنسية الأولى السابقة بروني، اليوم الخميس، حول احتمال التلاعب بأقوال الشهود.

وقال المكتب إنه في هذه المرحلة من الإجراءات، يجري فحص تورط بروني المحتمل دون عدّها مدعى عليها. وقد تم استجوابها بالفعل بصفتها شاهدة قبل أقل من عام.

وتتمحور قضية ليبيا حول مزاعم بأن الأموال اللازمة لحملة ساركوزي الانتخابية الرئاسية عام 2007 جاءت بشكل غير قانوني من نظام القذافي.

وقال رجل الأعمال الفرنسي اللبناني، زياد تقي الدين، عام 2016، إنه نقل عدة حقائب تحتوي على ملايين اليوروات من النظام الليبي إلى وزارة الداخلية في باريس، التي كان يرأسها ساركوزي آنذاك، أواخر عام 2006 أو أوائل عام2007. وعدّ في البداية الشاهد الرئيسي، لكنه قال فيما بعد إن ساركوزي لم يتلق أي أموال ليبية لحملته. وفي وقت لاحق، قال تقي الدين إن البيان قد تم تزويره.

ووسط حالة من الارتباك، أطلق القضاء الفرنسي تحقيقاً إضافياً في عام 2021 لتوضيح ما إذا كان شاهد الادعاء الرئيسي قد تلقى رشوة لتغيير أقواله.

وتشتبه الهيئة القضائية في أن شركاء ساركوزي عرضوا على تقي الدين أموالاً للقيام بذلك، وأن دور بروني كان يتمثل في جعل المتورطين يتواصلون بعضهم مع بعض.


الرئيس الفرنسي يحدد اختراق روسيا لـ«خطوط الجبهة» شرطاً لإرسال قوات غربية إلى أوكرانيا

ماكرون خلال إلقاء خطابه في جامعة السوربون التاريخية حيث دعا لبناء دفاع أوروبي قوي في 25 أبريل (إ.ب.أ)
ماكرون خلال إلقاء خطابه في جامعة السوربون التاريخية حيث دعا لبناء دفاع أوروبي قوي في 25 أبريل (إ.ب.أ)
TT

الرئيس الفرنسي يحدد اختراق روسيا لـ«خطوط الجبهة» شرطاً لإرسال قوات غربية إلى أوكرانيا

ماكرون خلال إلقاء خطابه في جامعة السوربون التاريخية حيث دعا لبناء دفاع أوروبي قوي في 25 أبريل (إ.ب.أ)
ماكرون خلال إلقاء خطابه في جامعة السوربون التاريخية حيث دعا لبناء دفاع أوروبي قوي في 25 أبريل (إ.ب.أ)

أسبوعاً بعد أسبوع، يطل الرئيس الفرنسي بتصريحات تثير سيلاً من الجدل، خصوصاً أنها تتناول ملفات بالغة الأهمية؛ كملف الدفاع الأوروبي، واستعداد باريس لجعل قوتها النووية جزءاً من ترسانة الردع الأوروبي، أو الحرب في أوكرانيا وما يتعين على الأوروبيين القيام به لوضع حد لطموحات روسيا في أوكرانيا.

إذ أكد إيمانويل ماكرون مجدداً استعداده لإرسال قوات إلى أوكرانيا، موضحاً في مقابلة نشرتها «ذي إيكونوميست»، الخميس، أنه ينبغي «طرح هذه القضية» في حال اختراق موسكو «خطوط الجبهة»، دون أن يحدد هذه الخطوط. وقال الرئيس الفرنسي للمجلة البريطانية: «في حال اخترق الروس خطوط الجبهة، وفي حال ورود طلب أوكراني بهذا الخصوص، وهو أمر لم يحصل بعد، يجب أن نطرح هذه القضية بشكل مشروع».

الرئيس الفرنسي مع مساعده العسكري متأهباً لمؤتمره الصحافي في 18 أبريل في بروكسل (أ.ف.ب)

وما يميز المقابلة المذكورة مع التصريحات السابقة أن ماكرون يحدد الظروف والشروط التي يفترض توافرها، والتي من شأنها أن تدفع الغربيين للقيام بخطوة كهذه.

ولعل ما يثير الحيرة أنه يواظب على طرحٍ رفضتْه غالبية الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا، فضلاً عن تلقٍّ متهيب داخل فرنسا نفسها.

ليس سراً أن الرئيس الفرنسي، إزاء الإرباك الأميركي بخصوص الحرب الأوكرانية الذي تمثل برفض مجلس النواب، طيلة شهور، إقرار مساعدة عسكرية من 61 مليار دولار لكييف، والغموض المسيطر على النتائج المحتملة للانتخابات الرئاسية الأميركية في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، والقلق من عودة الرئيس السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، يسعى لفرض نفسه «زعيماً» للمعسكر الأوروبي والغربي بشكل عام، بانتهاج السياسة الأكثر تشدداً و«هجومية» إزاء روسيا، بعد أن كان الأكثر «تساهلاً» مع الرئيس الروسي.

من هنا، تأتي تحذيراته ومواقفه الخلافية المواظب عليها والآخذة بالتحول إلى عقيدة عسكرية - دفاعية. وتجدر الإشارة إلى أنه سيطرح، خلال القمة الأوروبية المقررة يومي 27 و28 يونيو (حزيران) خطته لتعزيز الدفاع الأوروبي بكل مناحيه الكلاسيكية والنووية، وسيطالب الأوروبيين بطرح أفكارهم وخططهم.

ماكرون: لا يتعين استبعاد إرسال قوات أرضية

في حديثه إلى «الإيكونوميست»، يقول ماكرون: «أنا لا أستبعد أي شيء؛ لأننا نواجه شخصاً لا يستبعد أي شيء. ربما كنا مترددين أكثر من اللازم في وضع حدود لتحركنا أمام شخص لم يعد لديه أي شيء وهو المعتدي. إن قدرتنا هي أن نكون ذوي مصداقية، وأن نستمر في تقديم المساعدة، وأن نمنح أوكرانيا وسائل المقاومة. لكن مصداقيتنا تعتمد أيضاً على قدرة معينة على الردع من خلال عدم تقديم رؤية كاملة لما سنفعله أو لن نفعله؛ ولذا يجب علينا ألا نستبعد شيئاً؛ لأن هدفنا منع روسيا من تحقيق الانتصار في حربها على أوكرانيا».

ومن الحجج التي يسوقها ماكرون أن «روسيا أصبحت اليوم قوة مفرطة في التجهيز، وتواصل الاستثمار بكثافة في الأسلحة من جميع الأنواع، وتبنت موقف عدم الامتثال للقانون الدولي والعدوان الإقليمي والعدوان في جميع مناطق النزاع المعروفة، وهي اليوم أيضاً قوة لزعزعة الاستقرار الإقليمي حيثما استطاعت. وهكذا، نعم، لقد أصبحت روسيا، من خلال سلوكها وخياراتها، تشكل تهديداً لأمن الأوروبيين».

الرئيس إيمانويل ماكرون محاطاً بمساعديه خلال توجهه إلى المؤتمر الصحافي عقب انتهاء القمة الأوروبية الاستثنائية في بروكسل يوم 18 أبريل (أ.ف.ب)

واستطرد قائلاً: «لقد أضافت الحرب الهجينة وعملت على إثارة وتأجيج الصراعات التي كانت كامنة أحياناً في مناطق أخرى، وقد أضافت إليها عدواناً وتهديدات في الفضاء وفي البحر، وتهديدات وهجمات إلكترونية ومعلوماتية على نطاق غير مسبوق، وهو ما قررنا نحن وشركاؤنا الأوروبيون الكشف عنه للمرة الأولى».

ولا يهمل ماكرون التهديد النووي الروسي الصريح وأحياناً غير المباشر الذي «تلجأ إليه (موسكو) منذ عام 2022 بشكل متزايد من خلال صوت الرئيس بوتين، وقد فعلت ذلك بشكل منهجي».

يخلص ماكرون إلى القول: «لدي هدف استراتيجي واضح، وهو منع روسيا أبداً من تحقيق الانتصار على أوكرانيا؛ لأنها إذا انتصرت فإن أوروبا لن تنعم بعدها بالأمن. من يستطيع الادعاء أن روسيا ستتوقف (عند أوكرانيا)؟ وما سيكون عليه أمن الدول الجارة مثل مولدافيا ورومانيا وبولندا وليتوانيا ودول أخرى غيرها؟». وتساءل الرئيس الفرنسي: «ما ستكون عليه مصداقية الأوروبيين الذين يكونون قد صرفوا المليارات، وأكدوا أن مصير أوروبا تقرره حرب أوكرانيا، ولم يوفروا الوسائل لوقف (تقدم) روسيا؟ نعم علينا ألا نستثني شيئاً».

ولكن متى وكيف يتعين إرسال قوة غربية؟ يقول الرئيس الفرنسي، إنه «في حال اخترق الروس خطوط الجبهة، وفي حال ورود طلب أوكراني بهذا الخصوص، وهو أمر لم يحصل بعد، يجب أن نطرح هذه القضية بشكل مشروع».

وأضاف: «إن استبعاد ذلك من الآن يعني أننا لم نستخلص العبر من السنتين الماضيتين»؛ أي: عندما استبعدت دول حلف شمال الأطلسي في البداية إرسال دبابات وطائرات إلى أوكرانيا بعد بدء الغزو الروسي لها في فبراير (شباط) 2022 قبل أن تغير رأيها وتمد أوكرانيا بالأسلحة التي كانت ترفضها قطعاً تخوفاً من ردود الفعل الروسية.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان القادة الآخرون سيقتنعون بموقفه في نهاية المطاف، أجاب ماكرون: «ينبغي ألا نمارس السياسة التخيلية أبداً، لكنني مقتنع بشيء واحد، وهو أن هذا هو الشرط الأساسي للأمن الأوروبي والمصداقية العسكرية الأوروبية. لذلك إذا قررت روسيا الذهاب إلى أبعد من ذلك، فسيتعين علينا جميعاً أن نسأل أنفسنا هذا السؤال. لهذا السبب أردت هذا التنبيه الاستراتيجي لنظرائي، ولكن أيضاً لدولنا. ففرنسا بلد عمد إلى التدخل عسكرياً بما في ذلك في الآونة الأخيرة؛ إذ نشرنا عدة آلاف من القوات في منطقة الساحل لمكافحة الإرهاب الذي يمكن أن يهددنا. وقد فعلنا ذلك بناءً على طلب دول ذات سيادة».

الغموض الاستراتيجي

يريد الرئيس الفرنسي مبدأ «الغموض الاستراتيجي» المعروف في العلوم العسكرية؛ بمعنى جعل العدو في حيرة إزاء ما يمكن أن يقوم به الطرف المقابل. وسبق له أن أشار إلى هذا المبدأ في شهر فبراير الماضي. كذلك يراهن ماكرون على مبدأ آخر عنوانه «الحركية الديناميكية» في سعيه لحمل الرافضين لطروحاته على ملاقاته فيما يسعى إليه، وقد شرح ذلك سابقاً بقوله: «اليوم، ليس هناك إجماع على إرسال قوات أرضية إلى أوكرانيا بشكل رسمي، لكن الدينامية تعلمنا أن لا شيء مستبعداً».

وعلى أي حال، فإن الرئيس الفرنسي يرى أن «العدائية» التي وسمت ردة الفعل الروسية العنيفة على تصريحاته السابقة بشأن إرسال الجنود إلى أوكرانيا تبين أن الرسالة قد وصلت وعنوانها: «لن نتوقف عند حد في اتخاذ الإجراءات الميدانية إن لم تتوقفوا أنتم».

وكان نائب رئيس الدوما الروسي بيوتر تولستوي، المقرب من بوتين، قد حذر، في حديث للقناة الإخبارية الفرنسية «بي إف إم تي في» أُجري في 23 مارس (آذار)، فرنسا من التسبب بحرب عالمية ثالثة بقوله: «أنتم الفرنسيين، تريدون إرسال جنود إلى أوديسا، ولكنكم لا تدرون أنكم تدفعون نحو اندلاع حرب عالمية ثالثة». وأضاف تولستوي: «لو أرسلت فرنسا 300 أو 400 جندي، فإنهم سيقتلون، وسيقع ماكرون في الفخ، وعليه عندها، إما أن يرسل مزيداً من القوات، وإما أن يسحب من بقي منهم».

وأكد تولستوي وقتها أن 13 ألف مرتزق يقاتلون في أوكرانيا، بينهم 367 فرنسياً قُتل منهم 147 عنصراً». ودعا المسؤول الروسي باريس لأن «تعي العواقب» المترتبة على خطوة كالتي يدعو إليها ماكرون.

القادة الأوروبيون في صورة جماعية قبل بدء قمتهم الاستثنائية في بروكسل مساء الأربعاء (رويترز)

حقيقة الأمر أن ما يدعو إليه الرئيس الفرنسي لا يمكن أن تقوم به باريس بشكل منفرد، وهي بالتالي بحاجة لدعم أوروبي وأميركي وأطلسي حتى يكون العمل مؤثراً وجماعياً. والحال أن هذا الدعم غير متوفر اليوم، رغم أن ماكرون مصيب بقوله إن الغربيين دأبوا على التردد لأسابيع وأشهر، قبل أن يقرروا الاستجابة لكييف وتزويدها بالأسلحة الثقيلة والهجومية منها على وجه الخصوص.

لكن إرسال السلاح شيء وإرسال قوات ميدانية شيء آخر؛ لأن أمراً كهذا يعني المواجهة المباشرة بين الحلف الأطلسي النووي وروسيا النووية. ثم إن تذكير ماكرون بأن باريس أرسلت قوات إلى بلدان الساحل لمواجهة الإرهاب والقيام ربما بالشيء نفسه في أوكرانيا لا يقوم، وليس حجة كافية؛ إذ لا يمكن مقارنة الجيش الروسي، وهو أحد أكبر الجيوش في العالم، وله إمكانيات لا حدود لها بمجموعات إرهابية. وكما الخارج الأوروبي لا يبدو متحمساً لطروحات ماكرون فيما الجانب الأميركي لن يقدم على خطوة كهذه قبل أشهر قليلة على استحقاق انتخابي رئيسي، فإن دعوة ماكرون تبقى محدودة الأثر في الوقت الراهن. ولعل ما تعكسه هو الخوف الغربي من هزيمة تلحق بكييف في الحرب التي انطلقت قبل أكثر من عامين.


القوات الروسية تتقدم في دونيتسك وتستولي على قرية أوشيريتين

جانب من المعارك في دونيتسك (رويترز)
جانب من المعارك في دونيتسك (رويترز)
TT

القوات الروسية تتقدم في دونيتسك وتستولي على قرية أوشيريتين

جانب من المعارك في دونيتسك (رويترز)
جانب من المعارك في دونيتسك (رويترز)

أكدت القوات المسلحة الأوكرانية، اليوم الخميس، أن القوات الروسية اجتاحت قرية أوشيريتين في دونيتسك، بعد عدة أيام من القتال.

ووفق «وكالة الأنباء الألمانية»، قال نازار فولوشين، المتحدث باسم مجموعة جيش خورتيتسيا، التي تقاتل في هذا القطاع، لوكالة أنباء «إنترفاكس- أوكرانيا»: «فيما يتعلق بأوشيريتين، فإن العدو اخترقها واستقر بها».

ورغم ذلك، أضاف فولوشين أن الجزء المقابل من المدينة يتعرض للقصف بالمدفعية الأوكرانية، وأن القوات الأوكرانية تحاول دفع الروس إلى الخلف. وقال: «مع وضع هذا الهدف في الاعتبار، جرى استقدام قوات وموارد إضافية من الاحتياطي».

وأشار إلى أن أشرس المعارك تدور رحاها في الأجزاء الأمامية باتجاه بوكروفسك وكوراخوف، وبينما حققت موسكو نجاحات تكتيكية، لكنها لم تكتسب بعدُ ميزة عملياتية.

وجاءت تصريحاته بعد أن أبلغت هيئة الأركان العامة الأوكرانية بقتال عنيف، وما مجموعه 121 معركة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وقالت الهيئة إنه جرى صد هجمات روسية قرب أوشيريتين، وأنه دار هناك قتال عنيف، خلال الأيام الماضية، ولا سيما في منطقة دونيتسك.

ولا تزال موسكو تحاول السيطرة على كامل منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا.

وتخضع أجزاء من دونيتسك ولوهانسك لسيطرة الانفصاليين المدعومين من موسكو منذ ربيع عام 2014، وهي من بين أربع مناطق أوكرانية تطالب بها موسكو منذ أن شنت غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.


ماكرون يشدد على حماية «المصالح الاستراتيجية» في العلاقات مع الصين

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الصيني شي جينبينغ في بكين العام الماضي (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الصيني شي جينبينغ في بكين العام الماضي (رويترز)
TT

ماكرون يشدد على حماية «المصالح الاستراتيجية» في العلاقات مع الصين

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الصيني شي جينبينغ في بكين العام الماضي (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الصيني شي جينبينغ في بكين العام الماضي (رويترز)

في علاقاتها الاقتصادية مع الصين، وذلك قبل أيام من زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى فرنسا. وقال ماكرون، في مقابلة مع مجلة «إيكونوميست»، نُشرت الخميس، رداً على سؤال حول ما إذا كان ينبغي فتح السوق الأوروبية أمام الصين: «يجب أن نكون عمليين جداً وننظر إلى هذه المسألة من خلال مصالحنا الاستراتيجية». وأضاف الرئيس الفرنسي: «هذا أحد أهدافي الرئيسية خلال استضافتي الرئيس شي جينبينغ» يومي 6 و7 مايو (أيار)، متابعاً: «يجب علينا أن نفعل كل شيء لإشراك الصين في القضايا العالمية الكبرى، وبحث علاقاتنا الاقتصادية القائمة على المعاملة بالمثل».

واستخدم ماكرون مثال السيارات الكهربائية لتبرير موقفه، وقال إن الصينية منها «تخضع لضريبة بنسبة 10في المائة» في السوق الأوروبية، بينما تقدم الدولة «مساعدة كبيرة» في إنتاجها. وفي المقابل، فإن السيارات الكهربائية الأوروبية التي «تفرض أوروبا قواعد تحد من مساعدة منتجيها، تخضع لضريبة بنسبة 15 في المائة» في السوق الصينية.

حماية الأمن القومي

وشدد ماكرون على أنه «يجب علينا أن نتصرف باحترام على المستوى التجاري مع الصين، ولكن مع الدفاع عن مصالحنا والمعاملة بالمثل وحماية الأمن القومي»، موضحاً أنه يدعم التحقيقات التي فتحتها المفوضية الأوروبية بشأن الإعانات الصينية التي يشتبه بأنها تُقوّض المنافسة في صناعة السيارات الكهربائية والألواح الكهروضوئية وطاقة الرياح. وتابع الرئيس الفرنسي: «يجب ألا ننسى قضايا الأمن القومي... هناك عدد من القطاعات التي تشترط الصين أن يكون منتجوها صينيين لأنها حساسة جداً. يجب علينا نحن الأوروبيين أن نكون قادرين على فعل الشيء نفسه».

جولة أوروبية

تهدف زيارة الدولة التي يقوم بها شي جينبينغ إلى الاحتفال بمرور 60 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية. وستكون بداية جولت الرئيس الصيني الأوروبية، وهي الأولى منذ جائحة «كوفيد-19» التي شهدت قطع العملاق الآسيوي عدداً من التفاعلات مع بقية العالم لفترة طويلة. كما ستكون الأزمات الدولية الكبرى، وخصوصاً الحرب في أوكرانيا، على قائمة النقاشات الفرنسية الصينية. وفي هذا الصدد، قال ماكرون إن «مصلحتنا هي جعل الصين تؤثر على استقرار النظام الدولي، وليس من مصلحة الصين، اليوم، أن تعمل روسيا على زعزعة استقرار النظام الدولي، وأن تكون إيران قادرة على تطوير سلاح نووي، وأن يغرق الشرق الأوسط في نوع من الفوضى، لذلك يجب علينا أن نعمل مع الصين لبناء السلام».


تحركات في المملكة المتحدة لمنع توقيف وترحيل مهاجرين إلى رواندا

ناشطون في المملكة المتحدة يحاولون ثني الحكومة عن القيام بعمليات ترحيل مهاجرين إلى رواندا (إ.ب.أ)
ناشطون في المملكة المتحدة يحاولون ثني الحكومة عن القيام بعمليات ترحيل مهاجرين إلى رواندا (إ.ب.أ)
TT

تحركات في المملكة المتحدة لمنع توقيف وترحيل مهاجرين إلى رواندا

ناشطون في المملكة المتحدة يحاولون ثني الحكومة عن القيام بعمليات ترحيل مهاجرين إلى رواندا (إ.ب.أ)
ناشطون في المملكة المتحدة يحاولون ثني الحكومة عن القيام بعمليات ترحيل مهاجرين إلى رواندا (إ.ب.أ)

يحاول ناشطون في المملكة المتحدة ثني الحكومة عن القيام بعمليات توقيف مهاجرين يواجهون إمكانية ترحيلهم إلى رواندا، في وقت حطّم عدد الوافدين على متن قوارب صغيرة عبر قناة المانش الأرقام القياسية.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، أعلنت الحكومة البريطانية (الأربعاء) أنّها نفّذت عدّة عمليات على مستوى البلاد هذا الأسبوع لتوقيف عدد غير محدّد من الأشخاص الموجودين في وضع غير قانوني، وذلك بهدف ترحيلهم إلى رواندا في غضون تسعة إلى 11 أسبوعاً.

ويهدف قانون مثير للجدل تمّ إقراره في 23 أبريل (نيسان)، إلى ترحيل آلاف المهاجرين باتجاه رواندا الواقعة في شرق أفريقيا، حيث ستتم دراسة طلب اللجوء الخاص بهم، من دون إمكانية عودتهم إلى المملكة المتحدة مهما كانت النتيجة.

والخميس، حاول حوالي 30 شخصاً إيقاف حافلة في لندن اعتقدوا أنّها كانت متّجهة لنقل مهاجرين غير شرعيين من فندق في منطقة بيكهام إلى البارجة «بيبي استوكهولم» الموجودة بشكل دائم في ميناء بورتلاند في دورست، بعدما استأجرتها السلطات لاستيعاب مئات المهاجرين.

ونُفّذت تحرّكات مماثلة في الأيام الأخيرة قرب مراكز الهجرة التابعة لوزارة الداخلية، حيث يتمّ تحديد مواعيد للمهاجرين وطالبي اللجوء.

وأفادت صحيفة «ذي غارديان» الأربعاء، نقلاً عن جمعية «سواس» لدعم المحتجزين، بأنّه تمّ توقيف ثلاثة من طالبي اللجوء في أحد هذه المراكز في كرويدون جنوب لندن خلال زيارة روتينية. وعلم أحدهم بعد ذلك أنّه سيتمّ ترحيله إلى رواندا.

وتأتي هذه العمليات في الوقت الذي حطّم فيه عدد عبور المهاجرين رقماً قياسياً تاريخياً في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024، مع وصول أكثر من 8 آلاف شخص إلى الساحل الإنجليزي.

ووصل الأربعاء 711 مهاجراً إلى المملكة المتحدة على متن 14 قارباً صغيراً، فيما يعدّ رقماً قياسياً ليوم واحد منذ بداية السنة.


الانتخابات المحلية في إنجلترا وويلز تختبر حظوظ المحافظين

موظفة في حزب العمال خارج مكتب اقتراع بلندن (أ.ف.ب)
موظفة في حزب العمال خارج مكتب اقتراع بلندن (أ.ف.ب)
TT

الانتخابات المحلية في إنجلترا وويلز تختبر حظوظ المحافظين

موظفة في حزب العمال خارج مكتب اقتراع بلندن (أ.ف.ب)
موظفة في حزب العمال خارج مكتب اقتراع بلندن (أ.ف.ب)

توجّه الناخبون في إنجلترا وويلز، الخميس، إلى مكاتب الاقتراع في إطار انتخابات محلية تبدو كأنها اختبار لرئيس الوزراء المحافظ ريشي سوناك، قبل أشهر قليلة من الانتخابات العامة.

ويُصوّت الناخبون، وبينهم المقيمون من مواطني الاتحاد الأوروبي أو دول الكومنولث، لانتخاب أحد عشر رئيس بلدية، وأكثر من 2500 عضو مجلس محلي وجميع أعضاء مجلس لندن البلدي.

وتتوقع أحدث استطلاعات للرأي أن يخسر المحافظون، الذين يحكمون البلاد منذ 14 عاماً، ما يصل إلى نصف المقاعد التي يشغلونها حالياً على المستوى المحلي. واعترف وزير الخزانة، جيريمي هانت، بأن الحزب يتوقع أن يتكبد «خسائر كبيرة»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

ناخبان يتجهان إلى مكتب اقتراع بكرويدن في 2 مايو (رويترز)

وفي العاصمة، يسعى رئيس البلدية العمالي صادق خان للفوز بولاية ثالثة. وتبدو حظوظه أفضل من المحافظة سوزان هال. أما في وسط وشمال شرقي إنجلترا، فتتجه الأنظار، خصوصاً نحو اثنين من المسؤولين المنتخبين المحافظين، آندي ستريت وبن هوشن، في ويست ميدلاندز وتيز فالي. ويرى مراقبون أن المستقبل السياسي لريشي سوناك على المدى القصير يمكن أن يعتمد على إعادة انتخابهما؛ لأن ذلك قد يمكنه من تحسين موقف الحزب قبل الانتخابات التشريعية التي لم يعلن بعد عن موعدها، لكن ينبغي إجراؤها بحلول يناير (كانون الثاني) المقبل على أقصى تقدير.

أما في بلاكبول، شمال غربي إنجلترا، فسيختار الناخبون نائبهم الجديد بعد استقالة المحافظ سكوت بنتون في مارس (آذار) الماضي، مع توقع فوز المرشح العمالي بالمقعد.

صادق خان وزوجته سعدية خارج مكتب اقتراع بلندن في 2 مايو (رويترز)

وكانت التصويت في هذه الانتخابات المحلية مختلفاً عن سابقاتها؛ إذ إن الناخبين أصبحوا مطالبين بتقديم وثيقة تعرف عن هويتهم، وفق قانون اعتُمد في عام 2022 بهدف مكافحة الاحتيال. ما زال يمكن لكبار السن إبراز وثائق أخرى مثل جوازات السفر ورخص القيادة وبطاقات الحافلات. وتُغلق مراكز الاقتراع أبوابها في العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي، ويُتوقع ظهور النتائج الأولى في وقت مبكر الجمعة، ويستمر الفرز حتى ظهر الأحد.


معهد العلوم السياسية في باريس يؤكد تمسّكه بالعلاقات مع جامعات إسرائيل

المدخل الرئيسي لمعهد العلوم السياسية في باريس بفرنسا 28 مايو 2013 (رويترز)
المدخل الرئيسي لمعهد العلوم السياسية في باريس بفرنسا 28 مايو 2013 (رويترز)
TT

معهد العلوم السياسية في باريس يؤكد تمسّكه بالعلاقات مع جامعات إسرائيل

المدخل الرئيسي لمعهد العلوم السياسية في باريس بفرنسا 28 مايو 2013 (رويترز)
المدخل الرئيسي لمعهد العلوم السياسية في باريس بفرنسا 28 مايو 2013 (رويترز)

رفض معهد العلوم السياسية في باريس مطالب للطلاب المحتجين بتشكيل مجموعة عمل لمراجعة علاقات المعهد مع الجامعات الإسرائيلية.

صرح بذلك جان باسيريس، القائم بأعمال مدير المعهد، للصحافيين، اليوم الخميس، بعد اجتماع مفتوح مع طلاب وموظفين.

وكان هذا أحد مطالب الطلاب، الأسبوع الماضي، لإلغاء احتجاجاتهم على الحرب في غزة.

وطالب كثيرون أيضاً المعهد بقطع كل علاقاته مع إسرائيل، وقال باسيريس إنه يدرك أن رفض عقد مجموعة العمل هذه قد يثير غضب بعض المتظاهرين.

وأضاف: «أدعو الجميع لإظهار الشعور بالمسؤولية»، وحثّ على السماح بمواصلة الامتحانات.

وقال إن جامعة العلوم السياسية ستعمل على إيجاد أفضل السبل لتنظيم النقاش الداخلي حول الموضوعات الرئيسية.

وقالت أرانشا غونزاليس، التي ترأس قسم الشؤون الدولية في معهد الدراسات السياسية بباريس: «آخر علاقات يتعين قطعها هي تلك التي بين الجامعات». وأضافت أن الجامعة (المعهد) لديها بالفعل قواعد لمراجعة الشراكات.

وأغلق طلاب في عدد من الجامعات الفرنسية، بما في ذلك معهد العلوم السياسية بباريس، ومعهد الدراسات السياسية في ليل، ومعهد الصحافة في ليل، المؤسسات التعليمية، أو احتلوها بعد مسيرات في الجامعات بأنحاء الولايات المتحدة ضد الحرب في غزة.

وتحركت الشرطة الفرنسية، يوم الاثنين، لتفريق عشرات المتظاهرين الذين نصبوا خياماً في ساحة جامعة السوربون بباريس.