توجه حكومي لإعداد بروتوكول بالمواصفات التجارية للتمور المحلية

وكيل «الزراعة» لـ {الشرق الأوسط}: مبادرة سعودية لتوحيدها في جميع الدول المنتجة

جانب من الاجتماع الذي انعقد في نجران أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من الاجتماع الذي انعقد في نجران أمس («الشرق الأوسط»)
TT

توجه حكومي لإعداد بروتوكول بالمواصفات التجارية للتمور المحلية

جانب من الاجتماع الذي انعقد في نجران أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من الاجتماع الذي انعقد في نجران أمس («الشرق الأوسط»)

ناقشت وزارة الزراعة السعودية، أمس، مسودة بروتوكول لإعداد المواصفات التجارية للتمور تنفيذا لتوصيات ورشة العمل الإقليمية حول المواصفات القياسية للتمور. جاء ذلك خلال اجتماع عُقد بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).
وقال خالد الفهيد، وكيل وزارة الزراعة لشؤون الزراعة، لـ«الشرق الأوسط»: الهدف من المسودة وضع مواصفات قياسية للتمور، مثل: الوزن والحجم والمحتوى الرطوبي، مشيرا إلى أن هناك دولا أخرى لديها بروتوكول ومواصفات تجارية خاصة بها، وهناك مبادرة سعودية لتوحيد تلك المواصفات لجميع الدول المنتجة باعتماد المجلس الدولي للتمور الذي أعلن عن إنشائه العام الماضي في العاصمة السعودية الرياض.
وشملت المسودة في مرحلتها الأولى 11 صنفا من التمور السعودية، حيث ضمت أصناف: السكري، والصقعي، والخضري، والخلاص، والبرحي، والعجوة، والصفاوي، والعنبرة، والرزيز، والشيشي، والصفري، فيما ستجري دراسة 40 صنفا من تمور بعض الدول المنتجة للتمور من قبل خبراء محليين في تلك الدول، ليقوم المجلس الدولي للتمور بتبنّي مواصفاتها واعتمادها.
وجرى تحديد أهم المواصفات التي يجب أن يشملها البروتوكول، وكلف مركز أبحاث النخيل والتمور في الأحساء بإعداد الصيغة النهائية للدراسة وتنفيذها تحت إشراف لجنة من المختصين خلال الموسمين 2014 – 2015.
وترأس الاجتماع خالد الفهيد، وكيل وزارة الزراعة لشؤون الزراعة، وحضره أساتذة جامعيون وخبراء من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وممثلون عن القطاع الخاص، ومختصون في إنتاج التمور.
ويأتي الاجتماع استكمالا لجهود برنامج التعاون الفني بين الوزارة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، والهادفة إلى المساهمة في تشجيع تسويق التمور السعودية في الخارج، والذي يعد غياب المواصفات القياسية من أهم المعوقات التي تواجهه، وبخاصة للأصناف ذات القيمة التجارية العالية، والمنتجة محليا، كما أكدت ذلك الورشة الإقليمية التي عقدت في الأحساء حول المواصفات القياسية للتمور. ويعد قطاع التمور من أهم القطاعات التي لها أثر بالغ في المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتظهر إحصائيات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أن إجمالي إنتاج التمور بالعالم في تصاعد مطرد من 1.8 مليون طن في عام 1962 إلى سبعة ملايين طن في عام 2010. فقط 10 في المائة من هذه الكمية تباع في الأسواق الدولية.
وتعد السعودية ثاني دولة في إنتاج التمور بالعالم، حيث يبلغ إنتاجها السنوي 1.3 مليون طن من التمور، وهو يمثل 17 في المائة من إجمالي الإنتاج العالمي، ويصدر للأسواق العالمية فقط 5 في المائة من هذه الكمية.



الملك سلمان... رؤية ممتدة لـ16 عاماً تتحقق مع افتتاح قطار الرياض

خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)
TT

الملك سلمان... رؤية ممتدة لـ16 عاماً تتحقق مع افتتاح قطار الرياض

خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)

في وثيقة تاريخية يعود عمرها إلى 20 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2009، قدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عندما كان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رؤية استراتيجية شاملة لتطوير نظام النقل العام في مدينة الرياض.

وعرض الملك سلمان عندما كان أميراً للعاصمة السعودية الرياض، على الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، التحديات التي كانت تواجه المدينة آنذاك، مثل النمو السكاني المتزايد، وتأثيراته على البنية التحتية، خاصة الطرق وحركة المرور. ومن هنا، انطلقت فكرة المشروع بإنشاء العمود الفقري للنقل العام المتمثل في القطار الكهربائي والحافلات؛ لتغطية كامل المدينة.

ملامح الوثيقة التاريخية

الوثيقة لم تقتصر على الرؤية فحسب، بل تضمنت خططاً متكاملة ومواصفات فنية دقيقة، أعدّتها الهيئة العليا، بما يشمل تصميم الشبكة التي تمتد بطول 708 كيلومترات، مع ربطها بالخدمات المحلية لتسهيل التنقل داخل العاصمة السعودية.

وأوضحت الوثيقة استخدام الملك سلمان عبارة «العمود الفقري» لوصف مشروع النقل العام بشقيه «الحافلات والقطار»، كأول استخدام لهذا التعبير، ما يعدّ دلالة على اهتمامه البالغ بهذا المشروع وأولويته منذ قرابة العقدين، إلى جانب نظرته لمستقبل المدينة، واستشرافه لما ستصبح عليه، من خلال وضع مشاريع استراتيجية تهدف إلى معالجة المشكلات الناتجة عن التوسع العمراني وارتفاع عدد السكان.

رؤية الملك سلمان: من فكرة إلى واقع

مراقبون لتاريخ المشروع عدّوا، لـ«الشرق الأوسط»، أن ما يميّز هذا المشروع هو امتداد الرؤية رغم مرور أكثر من عقد على طرحها، لتصبح اليوم واقعاً ملموساً من خلال افتتاح الملك سلمان، الأربعاء، قطار الرياض، أحد أضخم مشاريع النقل العام عالمياً.

وأضاف متابعون لمشاريع النقل في السعودية أن هذه الاستمرارية تعكس القيادة المؤسسية، وثبات النهج التنموي في السعودية، حيث تجاوزت التحديات والتغيرات لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية.

التخطيط المستدام

وبيّنت الوثيقة التاريخية الدليلَ على أهمية التخطيط طويل المدى، الذي يركز على مواجهة التحديات الحضرية بحلول مبتكرة ومستدامة، مما يجعل «قطار الرياض» ليس مجرد وسيلة نقل، بل نموذجاً يُحتذى به للمشاريع التنموية الكبرى التي تستهدف تحسين جودة الحياة للمواطن والمقيم.

صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

واتفق مراقبون واكبوا افتتاح «قطار الرياض» على أن السعودية أثبتت خلال السنوات الأخيرة أن الرؤى الواضحة والمبنية على التخطيط الدقيق قادرة على تحويل الطموحات إلى إنجازات، وتترك أثراً دائماً للأجيال القادمة.

ووجّه الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الأربعاء، الشكرَ لخادم الحرمين الشريفين على دعمه مشروع النقل العام بمدينة الرياض بشقّيه القطار والحافلات، لافتاً إلى أنه يُعد «ثمرة من ثمار غرس» الملك سلمان بن عبد العزيز، و«انطلاقاً من رؤيته الثاقبة» عندما كان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.