ضابط إسرائيلي يروي كيف أسرت {حماس} جثتي جنديين في حرب 2014

أبدى أعتزازه باستخدام الجيش أسلوب هنيبعل في قتل الخاطف والمخطوف

TT

ضابط إسرائيلي يروي كيف أسرت {حماس} جثتي جنديين في حرب 2014

روى ضابط إسرائيلي متقاعد، قصة المعارك التي دارت طيلة 72 ساعة في منطقة رفح، جنوبي قطاع غزة، إبان الحرب على غزة، وتحديدا في الأول من أغسطس (آب) 2014. التي تم خلالها أسر جندي إسرائيلي، وأسفرت عن سقوط عشرات المدنيين الفلسطينيين، وجرح مئات آخرين. واعترف الضابط بأن الجيش الإسرائيلي قتل جنديا لكي لا يقع في الأسر، وهو ما يعرف بـ«أسلوب هنيبعل»، بحيث يجري قتل المخطوف الإسرائيلي مع خاطفيه الفلسطينيين.
ورواية غاي باسون، وهو أحد قادة لواء «غفعاتي» في الجيش الإسرائيلي، هي الرواية التفصيلية الأولى للحادث، الذي أطلق عليه الفلسطينيون اسم «الجمعة السوداء». ونشرت صحيفة «ميكور ريشون» الإسرائيلية مقابلة مع باسون، بعد إنهاء الجيش الإسرائيلي التحقيق في تفاصيل الواقعة، علما بأن التحقيق لم يدن أيا من الجنود، مع أن تلك الحادثة انتهت بمقتل 140 فلسطينيا وجرح نحو ألف، إضافة إلى أسر حركة حماس للجندي الإسرائيلي هدار غولدن.
وقال الضابط باسون: «تم التحقيق معنا فورا بعد العملية، بنزاهة وبمزيد من الأدلة... أنا سعيد بإغلاق الملف». وتابع: «أستطيع أن أقول لك بكل إخلاص، إننا لم نرتكب أي جرائم أو أمور تحيد عن قواعد الجيش والقواعد التي وضعناها لأنفسنا».
وروى باسون الواقعة، فقال: «لقد أدركنا أن ذلك سيحدث خلال ما كان يجري. دخلنا في قتال ربما كان الأكثر صعوبة. تم اختطاف أحد جنودك. تصل إلى نقطة ترى فيها أفرادك الأفضل الذين كانوا، حتى وقت قصير، إلى جانبك، ويضحكون معك، ممددين ميتين على الأرض. نحن راضون عما فعلناه هناك، نحن لم نقتل الناس دون سبب، كنا نبحث عن الأهداف الإرهابية، والأهداف هي حماس. وحاولنا أن نفعل كل شيء لإعادة هدار غولدن، أو أي معلومات حول ما حل به».
وتابع: «لننظر، في اختبار النتائج. أعتقد أننا نجحنا في إحباط الاختطاف، على الأقل، لم يخرج المختطف (الجندي غولدن) والمختطفين أحياء. لقد تمكنا من إنجاز هذه المهمة، إذا ما قارنت الوضع مع غلعاد شاليط»، في إشارة إلى الجندي الذي أسرته حماس لمدة 5 سنوات، قبل الإفراج عنه في عملية تبادل أسرى عام 2011. وتابع في إشارة إلى الجندي غولدن: «في النهاية نحن نعرف أنه قتل، هذه ليست مجرد تصريحات، إنها مثبتة».
وقدم شرحا لحادث اختطاف الجندي غولدن، وقال: «في ذلك اليوم، الأول من أغسطس (آب) عام 2014، عدنا إلى منطقة رفح لعلاج نفق يخترق إسرائيل، وعندما أنهينا الاستيلاء على آخر المنازل في المنطقة، حيث يجب أن نكون، تلقينا معلومات عن وقف إطلاق النار. في حينها وصل تقرير من جندي خرج لمسح النفق، أشار إلى أنه رصد شخصا مشبوها، وطلب الإذن بإطلاق النار. أدركنا أن هناك مراقبة من قبل حركة حماس. كانوا ستة أشخاص في فرقتين. كان هدار غولدن مع جندي آخر. وفجأة، فتحت عليهما النار، من كمين نصبته حماس على ما يبدو. أطلقوا النار وقتلوا إرهابيا ولكنهما تعرضا للأذى. ما زلت أذكر ذلك، وفجأة توقف الصوت من جهاز الإرسال بينما كان الحدث يتواصل. أدركت هناك خطأ حدث».
وقال الضابط: في تلك اللحظات، تم تفعيل «إجراء هنيبعل»، ودخلنا معركة استمرت تقريبا 72 ساعة».
وهنيبعل، إجراء غير معلن رسميا في إسرائيل، خاص بالتعامل مع حالات يجري فيها خطف جنود، ويقضي بتدمير المنطقة التي يتواجد فيها الجنود والخاطفين. وفي إشارة إلى مقتل جنديين واختفاء ثالث، وهو الجندي غولدن، قال الضابط: «أدركت أننا أمام مهمة هامة، وهي استعادة هدار (غولدن)». وتابع: «دخلنا معركة في منطقة رفح، المليئة بالإرهابيين، وتحت النار، وبذلنا كل جهد للوصول إلى نهاية الخط، لمعرفة مكان وجود هدار غولدن. وبالفعل، قمنا بكل ما هو ممكن من أجل استعادته، 72 ساعة من القتال المتواصل، بمشاركة المشاة والمدرعات، جنبا إلى جنب مع الدعم الجوي والمدفعية».
وأضاف: «مع نهاية فترة الـ72 ساعة، أدركنا أن هدار غولدن ليس حيا، بعد العثور على أنسجة ودماء وزي رسمي، من دون العثور على الجثة نفسها».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.