شكري في إريتريا لمتابعة تطورات «القرن الأفريقي» وأمن البحر الأحمر

TT

شكري في إريتريا لمتابعة تطورات «القرن الأفريقي» وأمن البحر الأحمر

يبدأ سامح شكري، وزير الخارجية المصري، اليوم (الخميس)، زيارة إلى العاصمة الإريترية أسمرا، تستهدف دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأوضح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أمس، أن المباحثات سوف تتناول «التطورات الإيجابية الأخيرة في منطقة القرن الأفريقي، وحرص مصر على دعم الاستقرار والأمن والسلام في تلك المنطقة، ومناقشة موضوع أمن البحر الأحمر، فضلاً عن تطورات مفاوضات سد النهضة الإثيوبي».
وتشهد منطقة القرن الأفريقي، جنوب البحر الأحمر، تحولات جذرية منذ عدة أشهر، بدأت بتوقيع اتفاق سلام بين الجارتين اللدودتين، إثيوبيا وإريتريا، في التاسع من يوليو (تموز) الماضي، أنهى عداء دام عقدين من الزمن، وامتدت لتشمل الصومال.
وقال السفير أبو زيد إن وزير الخارجية سوف ينقل خلال هذه الزيارة رسالة شفهية من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، تستهدف إعطاء دفعة جديدة للعلاقات المتميزة والوثيقة بين البلدين في كل المجالات، فضلاً عن مناقشة عدد من القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.
وذكر أبو زيد أن الزيارة تأتي في أعقاب الطفرة التي شهدتها العلاقات بين البلدين خلال العام الحالي، حيث تم توقيع 6 اتفاقيات جديدة لتعزيز التعاون الثنائي، فضلاً عن البدء في تنفيذ عدد من المشاريع التنموية. كما شهدت الأشهر الأخيرة زيادة مهمة في معدل التبادل التجاري بين البلدين، فضلاً عن زيادة ملحوظة في مشاريع التعاون المشترك، مثل تلك التي تنفذها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، التابعة لوزارة الخارجية، لتوريد معدات وأجهزة طبية خاصة بالجراحة العامة والأسنان والعيون خلال شهر يونيو (حزيران) 2018، والعمل على إيفاد عدد من الأطباء للعمل في إريتريا خلال الفترة المقبلة.
وأردف المتحدث باسم الخارجية أن التعاون بين مصر وإريتريا يشمل أيضاً كثيراً من المشاريع في مجالات الثروة السمكية، وذلك من خلال توفير مراكب لصيد الأسماك، والاتفاق على إنشاء مصنع للتبريد والتجميد، ومصنع آخر للأعلاف السمكية، بالإضافة إلى التعاون في مجال توليد الكهرباء من خلال التوقيع على بروتوكولي تعاون: الأول يتعلق بإنشاء محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بقدرة 3 ميغاوات كحد أقصي، والثاني يختص بتوليد ألف كيلووات للمزرعة المشتركة، ومحطة كهرباء في منطقة دوجالي، فضلاً عن استمرار بحث فرص التعاون في مجالي بناء الوحدات السكنية والثروة المعدنية.
وتابع المتحدث أنه من المنتظر أن تتناول الزيارة عدداً من الموضوعات الإقليمية، وعلى رأسها التطورات الإيجابية الأخيرة في منطقة القرن الأفريقي، وومناقشة موضوع أمن البحر الأحمر، والدور الرئيسي للدول المشاطئة في هذا الصدد، بالإضافة إلى بحث الأوضاع في كل من جنوب السودان والصومال واليمن، فضلاً عن تطورات مفاوضات سد النهضة، وأولويات رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي خلال العام المقبل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».