الحكومة اليمنية تشرع في تطبيق التدابير الاقتصادية لإنقاذ العملة

حصرت الاستيراد في الوقود وخمس سلع أساسية عبر البنك المركزي

TT

الحكومة اليمنية تشرع في تطبيق التدابير الاقتصادية لإنقاذ العملة

ضمن مساعي الحكومة اليمنية لإنقاذ العملة من الانهيار ومعالجة الاقتصاد المتهاوي، شرعت أمس في اتخاذ التدابير التنفيذية لمصفوفة الإصلاحات التي أقرتها اللجنة الاقتصادية التي كان الرئيس عبد ربه منصور هادي أمر بتشكيلها برئاسة مستشاره والخبير الاقتصادي والمالي حافظ معياد.
وأقرَّت الحكومة أمس عدم منح تراخيص الاستيراد للسلع باستثناء شحنات الوقود وخمس سلع أساسية، هي القمح والأرز والسكر والحليب وزيت الطعام، ضمن المساعي الرامية إلى توفير العملة الصعبة والحد من استنزافها في استيراد السلع الكمالية.
وأكد رئيس اللجنة الاقتصادية حافظ معياد في تصريح رسمي أن اللجنة المشكلة برئاسته استكملت وضع الآلية المنظمة لعملية استيراد السلع الخمس الرئيسية (القمح، الأرز، السكر، الحليب، وزيت الطعام) بالإضافة إلى الأدوية، وكذا آليات حل مشكلة المشتقات النفطية بما من شأنه تغطية ما يمكن من الاستهلاك المحلي وتصدير الفائض.
وقال إن اللجنة سلَّمت، أول من أمس (السبت) الآليات كاملة للحكومة، وذلك لتكليف المختصين بعقد ورشة عمل مع التجار والمعنيين لمناقشة الآلية وتوضيحها للقطاع التجاري، مشيرا إلى أن هذه الآليات كفيلة بالحفاظ على العملة من الانهيار في ظل قرار مجلس الوزراء.
وكشف معياد أن اللجنة الاقتصادية التي تتكون من سبعة أعضاء بينهم وزير المالية ومحافظ البنك المركزي أكملت مهامها وسوف تكون جاهزة لأي تكليفات أخرى، كما ستقوم بمتابعة الجهات المكلفة بالتنفيذ.
في غضون ذلك، بدأت أمس وزارة النقل اليمنية تنفيذ الإجراءات الخاصة بالاستيراد، بإصدار تعميم إلى غرفة وشركات الملاحة والنقل البحري أخطرتها فيها بالتدابير الجديدة المتخذة من قبل الحكومة واللجنة الخاصة بشأن عدم السماح باستيراد السلع الكمالية.
وأفادت الوزارة في بلاغها إلى شركات النقل والملاحة البحرية بأن الحكومة قررت حصر استيراد السلع الأساسية والمشتقات النفطية عن طريق الاعتمادات والتحصيلات والحوالات المستندية وبناء على الآليات التنفيذية المعتمدة لتنفيذ هذا القرار وجميع الجهود والتي تبذلها الحكومة الشرعية واللجنة الاقتصادية والبنك المركزي اليمني لاستقرار العملة المحلية وإعادة الثقة فيها واستعادة قيمتها أمام العملات الأجنبية.
وأخطرت الوزارة اليمنية، في قرارها الجهات المعنية بالاستيراد، بأن التصاريح ستمنح فقط للسفن التي تحمل الشحنات من المشتقات النفطية أو أياً من السلع الأساسية (القمح، السكر، الأرز، الحليب، الزيت) بموجب الوثائق التي تؤكد استيراد الشحنة عن طريق الاعتمادات أو التحصيلات أو الحوالات المستندية عبر البنك المركزي اليمني في عدن.
وأكدت الوزارة أنه دون تقديم الوثائق المطلوبة عند تقديم طلب التصريح والتأكد من مطابقتها لما سيرد في كشف البنك المركزي اليمني في عدن لن يتم قبول طلب التصريح للدخول لأي ميناء في الجمهورية اليمنية.
وفي حين أفادت وزارة النقل اليمنية بأن القرار سيبدأ سريانه من يوم أمس (الأحد) تأمل الحكومة واللجنة الاقتصادية أن تؤدي التدابير التي اتخذتها إلى الحد من تهاوي سعر العملة المحلية وإعادة الاستقرار إلى السوق المصرفية مع التدابير الأخرى التي كانت الحكومة أقرتها أخيرا ضمن مساعيها لإنقاذ الاقتصاد.
وقررت الحكومة في وقت سابق رفع رواتب الموظفين الحكوميين ابتداء من سبتمبر (أيلول) الحالي بنسبة 30 في المائة كما قررت تفعيل العمل في قطاعات الضرائب والموارد المحلية الأخرى ورفع الطاقة الإنتاجية في حقول النفط والغاز وتوفير الضمانات الأمنية لاستئناف التصدير.
وكان انهيار العملة المستمر قاد إلى اندلاع مظاهرات واحتجاجات في مختلف مدن المحافظات الجنوبية وسط مطالب شعبية بتدخل الحكومة لإنقاذ الريال اليمني الذي سجل الدولار الأميركي أمامه رقماً قياسياً لأول مرة متجاوزا حاجز 600 ريال لكل دولار.
وأدى انهيار العملة إلى ارتفاع الأسعار وبخاصة أسعار السلع الأساسية والوقود، بالتوازي مع ممارسات الجماعة الحوثية في مناطق سيطرتها والتي أدت إلى مفاقمة تردي الأوضاع بسبب قيامها بالمضاربة في العملة واكتناز العملات الصعبة والتضييق على التجار واحتكار تجارة الوقود.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.