اقتحامات وصلوات يهودية جماعية داخل الأقصى

متطرفون يستغلون فترة الأعياد الدينية... وإسرائيل تغلق الضفة وغزة 3 أيام

TT

اقتحامات وصلوات يهودية جماعية داخل الأقصى

اقتحم عدد كبير من المستوطنين ساحات المسجد الأقصى أمس، وأدوا صلوات مستفزة، احتفالا بأعياد «رأس السنة العبرية».
وقال مسؤول قسم الإعلام في إدارة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس، فراس الدبس: «إن مستوطنين أدوا طقوسا دينية، خلال اقتحامهم للمسجد الأقصى»، مضيفا: «هذا الأمر يعد تطورا خطيرا جدا».
وقال إن الطقوس شملت صلوات وأناشيد دينية، وإنها جرت بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي التي وُجد عناصرها في المكان، ولم يتدخلوا.
ووصف الدبس ما جرى في باحات المسجد الأقصى أمس، بأنه تطور ينذر بتصعيد أكبر، سيما في ظل دعوات لتصعيد الاقتحامات للمسجد في الأعياد اليهودية.
وبحسب الدبس، فإن 142 مستوطنا، على الأقل، اقتحموا المسجد في الفترة الصباحية.
وأظهرت مقاطع فيديو صورها مصلون، أن مجموعات من المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، وراحوا يؤدون صلوات جماعية بشكل علني في ساحاته، كما أدوا طقوسا تلمودية بحضور الشرطة الإسرائيلية.
ويفترض أن يمتنع المستوطنون عن أداء أي صلوات دينية داخل الأقصى، وفق الوضع القائم، الذي يسمح بزيارة أعداد قليلة منهم، ضمن برنامج الزيارات المقرر للأجانب؛ لكن من دون أن يؤدوا أي طقوس دينية.
لكن المتطرفين يستغلون في العادة، فترات الأعياد، من أجل تنفيذ اقتحامات أوسع للمسجد وأداء صلوات فيه.
وطالما أدت مثل هذه الاقتحامات إلى مواجهات محدودة في المكان، تطورت، لاحقا، إلى مواجهات أوسع.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تخطط لتقسيم المكان زمانيا ومكانيا، من خلال دعم هذه الاقتحامات؛ لكن إسرائيل تقول إنها تحافظ على الوضع القائم.
وجاءت اقتحامات أمس الجماعية، بعد يوم من اقتحامات أخرى قادها الحاخام المتطرف من حزب الليكود، يهودا غليك، الذي اقتحم المسجد على رأس مجموعة من المتطرفين، وأدى حركات تلمودية قُبالة مسجد قبة الصخرة في الأقصى، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال الخاصة.
وجاءت الاقتحامات استجابة لدعوات من منظمات «الهيكل» الإسرائيلية المتطرفة، التي دعت أنصارها إلى المشاركة الواسعة طيلة الشهر الحالي، الذي يصادف عددا من الأعياد اليهودية بينها رأس السنة العبرية.
وقرر جيش الاحتلال الإسرائيلي فرض إغلاق شامل على الضفة وقطاع غزة، بدءاً من يوم السبت المقبل، لهذه المناسبة.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، إن عملية الإغلاق ستشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، وسيسمح فقط للحالات الإنسانية الطارئة بالمرور عبر الحواجز والمعابر. وأوضح أنها ستستمر حتى مساء الثلاثاء المقبل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.