بعدما حقق أسوأ بداية موسم له منذ 26 عاماً، يحل مانشستر غداً ضيفاً على بيرنلي، في المرحلة الرابعة من الدوري الإنجليزي، وقد بات مستقبل مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو على المحك، فيما يحتفل جاره مانشستر سيتي (حامل اللقب) بذكرى مرور 10 أعوام على انتقال ملكيته للوزير الإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان.
وتزايدت مشكلات مورينيو، في الملعب وخارجه، ما يجعله مهدداً باختبار لعنة الموسم الثالث، التي عاشها سابقاً مع تشيلسي وريال مدريد الإسباني، وذلك بعد سقوط «الشياطين الحمر» في المرحلتين الثانية والثالثة، أمام برايتون (2 / 3)، وعلى أرضه أمام توتنهام (صفر / 3). وبدأت مشكلات مورينيو حتى قبل انطلاق الموسم نتيجة تذمره من إدارة النادي التي لم تلبِ طلباته في فترة الانتقالات الصيفية، ثم ظهرت إلى الواجهة أنباء عن توتر علاقته بنجم الوسط الفرنسي بول بوغبا، وصولاً إلى مباراة الاثنين الماضي، التي شهدت انهيار فريقه في الشوط الثاني، وتلقيه ثلاثية من توتنهام، الذي ألحق بالبرتغالي أسوأ هزيمة له على أرض فريقه.
ويؤكد مورينيو أنه يحظى بمساندة مشجعي يونايتد، الذين تفيد تقارير بقيامهم باستئجار طائرة للتحليق فوق ملعب بيرنلي خلال مباراة الأحد، رافعة لافتة ينتقدون فيها نائب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي إد وودوورد وعائلة غلايزرز الأميركية المالكة للنادي. وإزاء ذلك، تتحدث تقارير أخرى عن شعور اللاعبين بأن المدرب البرتغالي سيقال من منصبه، في حال الخسارة أمام بيرنلي، ما يزيد من حجم الترقب لمعرفة ما إذا كان اللاعبون سيقدمون أداءً قتالياً لتجنيب مدربهم المزاجي وصاحب التكتيكات السلبية خطر الإقالة.
وقال بوغبا، المتوج في يوليو (تموز) بلقب كأس العالم مع منتخب بلاده: «لن تكون الأمور سهلة، لكنها ليست سوى بداية الموسم وحسب. أفضل أن نبدأ (الموسم) بطريقة سيئة على أن نبدأه بطريقة جيدة ثم ننهيه بشكل سيء».
وخلافاً ليونايتد، تبدو الأمور إيجابية لدى الجار اللدود مانشستر سيتي، رغم تعثره في المرحلة السابقة أمام مضيفه وولفرهامبتون (1 / 1)، بعد فوزين أولين للاعبي المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا، على آرسنال (2 / صفر)، وهادرسفيلد تاون (6 / 1). ويأمل سيتي بالاحتفال بأفضل طريقة بمرور 10 أعوام على انتقال ملكيته إلى مجموعة أبوظبي المتحدة للتنمية والاستثمار، من خلال الفوز على ضيفه نيوكاسل يونايتد اليوم على استاد «الاتحاد»، الذي كان شاهداً على دخول مانشستر سيتي نادي الكبار، بعد الاستحواذ الإماراتي في 2008، والذي أحرز النادي على أثره لقب الدوري الممتاز 3 مرات، وكأس الرابطة الإنجليزية 3 مرات، وكأس إنجلترا مرة واحدة. وبعد موسم استثنائي، حطموا فيه جميع الأرقام القياسية الممكنة في الدوري الممتاز، يأمل رجال غوارديولا في أن يصبحوا أول فريق يحتفظ باللقب منذ عقد من الزمن، حين حقق ذلك يونايتد نفسه في 2009.
وتتجه الأنظار إلى رباعي الصدارة، ليفربول وتوتنهام وتشيلسي وواتفورد، الفرق الوحيدة التي خرجت منتصرة من المراحل الثلاث الأولى، لمعرفة ما إذا كانت ستحافظ على سجلها المثالي. ومن المؤكد أن أحد هذا الرباعي سيخسر نقاطه الأولى لهذا الموسم، لأن واتفورد يتواجه غداً مع توتنهام، فيما يخوض ليفربول، ومدربه الألماني يورغن كلوب، اختباراً صعباً اليوم، في افتتاح المرحلة، على أرض ليستر سيتي الذي يتخلف عن «الحمر» بـ3 نقاط، بعد فوزه بمباراتين وخسارته واحدة في المراحل الثلاث الأولى.
بدوره، يسعى تشيلسي إلى مواصلة بدايته الواعدة مع مدربه الجديد الإيطالي ماوريتسيو ساري، وتحقيق فوزه الرابع على التوالي، حين يواجه اليوم ضيفه بورنموث، في مباراة صعبة على النادي اللندني لأن ضيفه جمع 7 نقاط في بداية الموسم، من فوزين وتعادل. وبعد هزيمتين أمام مانشستر سيتي وتشيلسي، خلال مباراتيه الأوليين في حقبة ما بعد المدرب الفرنسي أرسين فينغر، تنفس آرسنال الصعداء في المرحلة الماضية، وحقق فوزه الأول بقيادة مدربه الجديد الإسباني أوناي إيمري، لكنه جاء على حسابه جاره اللندني وستهام يونايتد (3 / 1)، الذي خسر مبارياته الثلاث الأولى بقيادة مدربه الجديد التشيلي مانويل بيليغريني، وهذه أسوأ بداية لمدرب مع وستهام منذ أن خسر الإسرائيلي أفرام غرانت المباريات الأربع الأولى خلال موسم 2010 / 2011.
وكان آرسنال قريباً من خسارة مباراته الثالثة على التوالي، ضد جاره الذي نشط جاهداً في سوق الانتقالات، بضم 9 لاعبين جدد، دون أن يعطي ذلك ثماره حتى الآن، إذ كان دفاعه مهزوزاً تماماً، لكن مدافعه الإسباني هكتور بيليرين بقي متفائلاً بالقول: «خضنا مباراتين أوليين صعبتين للغاية، بعد الكثير من التغييرات في النادي. كنا على دراية بأنها مسألة وقت، مسألة ترجمة الفرص التي حصلنا عليها» في المباراة ضد وستهام.
الدوري الإسباني
بدأ هويسكا، الوافد الجديد، مسيرته في دوري الدرجة الأولى الإسباني بشكل رائع، وفاز خارج أرضه على إيبار، قبل أن يتعادل مع أتليتيك بيلباو، لكنه سيخوض الاختبار الأصعب عندما يلعب في ضيافة برشلونة (حامل اللقب) غداً. ويشعر هويسكا، وهو أصغر ناد يلعب في دوري الأضواء، بثقة كبيرة قبل مواجهة برشلونة، الذي لم يخسر أي مباراة في الدوري على ملعبه منذ سبتمبر (أيلول) 2016، في ثالث مباراة على التوالي خارج أرضه، في ظل تجديد ملعبه.
وقال كوتشو هرنانديز، المهاجم البالغ عمره 19 عاماً الذي يلعب على سبيل الإعارة من واتفورد: «إنه الاختبار الأكثر صعوبة، لكننا سنلعب بالحماس والرغبة نفسهما، كما نفعل في كل مباراة»، وأضاف: «لقد أظهرنا ذلك أمام إيبار وبيلباو؛ لن يكون ذلك مجرد استثناء. برشلونة أحد أفضل فرق العالم بكل تأكيد، لكننا سنعمل، ونأمل في الخروج بنتيجة إيجابية». وسيواجه فريق ليو فرانكو تشكيلة مدججة بالنجوم في برشلونة، وسيكون بوسع المدرب إرنستو فالفيردي الاختيار من بين عدد كبير من المواهب.
ومن المتوقع أن يحافظ عثمان ديمبلي على مكانه في التشكيلة الأساسية، إلى جانب لويس سواريز وليونيل ميسي، بعدما سجل هدف الانتصار أمام ريال بلد الوليد في الجولة الماضية، وسيحاول ناديه مواصلة الانتصارات.
وقبل هذه المباراة، سيستضيف ريال مدريد منافسه المحلي ليغانيس، الذي أطاح الموسم الماضي ببطل أوروبا من كأس إسبانيا، عقب الانتصار في ملعب سانتياغو برنابيو. وينصب تركيز ريال مدريد، تحت قيادة المدرب الجديد يولن لوبتيغي، على أهمية العمل الجماعي، منذ رحيل هدافه التاريخي كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس. وقال لوبتيغي: «الفريق هو من يعمل معاً، وليس من المهم من يسجل الأهداف، لكن المهم أننا نسجل الأهداف؛ هذا فريق جماعي». ومن المرجح أن يحتفظ الحارس كيلور نافاس بموقعه كأساسي، على حساب المنضم حديثاً تيبو كورتوا، كما أن المهاجم العائد ماريانو دياز قد يجلس على مقاعد البدلاء. وقال لوبتيغي: «أملك حارسين رائعين، وهذه ليست مشكلة... هناك منافسة في كل المراكز، وهذا يجعل الفريق أكثر قوة».
واليوم، سيلعب أتليتكو مدريد في ضيافة سيلتا فيغو، وغداً تقام أكثر من قمة، حيث يستضيف ليفانتي غريمه فالنسيا، بينما يلعب ريال بيتيس على أرضه في قمة محلية مع إشبيلية.