واشنطن: ندعم السعودية في اليمن... وإيران الأكبر تهديداً لاستقرار المنطقة

تحالف دعم الشرعية يحيل التقرير الأممي إلى فريقه القانوني وإعلان النتائج في حينه

TT

واشنطن: ندعم السعودية في اليمن... وإيران الأكبر تهديداً لاستقرار المنطقة

جدّدت الولايات المتحدة على لسان وزيرها للدفاع جيمس ماتيس أمس دعمها للسعودية في اليمن وأكدت أن إيران تمثل أكبر تهديد لاستقرار المنطقة. وجاء هذا فيما أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن أمس أنه أحال تقرير الأمم المتحدة الأخير حول اليمن إلى فريقه القانوني، مشيراً إلى أن النتائج ستعلن في حينه.
وقال ماتيس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأميركي الجنرال جوزيف دانفورد في البنتاغون إن قرار الولايات المتحدة بتقديم الدعم لتحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية كان القرار الأصوب لمساعدة السعودية على الدفاع عن حدودها، وفي نفس الوقت عودة الشرعية إلى اليمن.
وأشار إلى أن هناك مراجعة حالية للدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للتحالف وأن الولايات المتحدة عبرت عن قلقها بشأن الأحداث الأخيرة في اليمن. وأضاف أن وزارة الدفاع تعمل مع المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث لنقل الصراع اليمني إلى المفاوضات.
وأوضح أن الهدف الذي تعمل عليه واشنطن بالتعاون مع التحالف هو تقليل الخسائر البشرية إلى أقل مستوى. وتابع أن الحل الأمثل والفعال لإنهاء الصراع اليمني هو العودة إلى مائدة المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة. وأوضح أن الولايات المتحدة ليست منخرطة في العمليات العسكرية التي يشنها التحالف في اليمن، وأن العمليات العسكرية التي تشنها الولايات المتحدة في المنطقة تستهدف بالأساس القضاء على تنظيم داعش.
وذكر أنه على مدى السنوات الماضية عملت الولايات المتحدة مع السعودية والإمارات لتقليل الخسائر البشرية من المدنيين في العمليات التي يقوم بها التحالف في اليمن. وقال: «على الجانب الآخر، إننا نشاهد الحوثيين يقومون بشن صواريخ على مناطق سكنية في السعودية، ونحن ندرك مدى تعقد هذه المسألة». وأضاف أن هناك تقدما ملحوظا فيما يتعلق بدقة استهداف المواقع التي يقوم بها التحالف في اليمن.
وحول إيران، قال الوزير ماتيس إن سلوك طهران غير المقبول بالنسبة للولايات المتحدة يتضمن تهديد الملاحة في مضيق هرمز، ودعمها للمتمردين الحوثيين لإطلاق صواريخ على مواقع سكنية في المملكة العربية السعودية، فضلا عن نشاطها المهدد للاستقرار في المنطقة. وأضاف أن طهران ما زالت تعد أكبر عنصر فردي مهدد للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، موضحا أن مشكلة واشنطن ليست مع الشعب الإيراني وإنما مع النظام الإيراني.
من جانبه، أكد الجنرال جو دانفورد أن الولايات المتحدة سوف تستمر في توفير الحماية للملاحة الدولية في مضيف هرمز كما اعتادت على ذلك في الماضي.
وجاءت تصريحات ماتيس تزامناً مع تأكيد قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن أنها تتابع باهتمام جميع التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة بشأن الأزمة اليمنية. وقالت قيادة التحالف إنه تمت إحالة تقرير مجلس حقوق الإنسان الأخير إلى فريقها القانوني، مشيرة إلى أنه بعد المراجعة القانونية سيتم اتخاذ الموقف المناسب بهذا الشأن، وسيعلن عن ذلك.
وكان خبراء بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أصدروا أول تقرير لهم عن الحرب في اليمن، أفادوا فيه بأن ميليشيات الحوثي ارتكبت انتهاكات واسعة ترقى إلى جرائم حرب وجرائم دولية بما في ذلك القتل والتعذيب وتجنيد الأطفال والاعتقال التعسفي وقنص المدنيين والقصف العشوائي للمناطق المأهولة بالسكان وفرض قيود خطيرة على حرية الدين والمعتقد وحرية التعبير.
وأعرب التقرير عن القلق لاستخدام الحوثيين أسلحة ثقيلة بشكل عشوائي في المناطق المأهولة بالسكان، وبما يمثل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني ومنع وصول المساعدات الإنسانية وغيرها من السلع التي لا غنى عنها لبقاء المدنيين على قيد الحياة.
وأصدر التقرير خبراء في مجال حقوق الإنسان، بتكليف مجلس حقوق الإنسان لإجراء فحص شامل لأوضاع حقوق الإنسان في اليمن خلال الفترة من سبتمبر (أيلول) 2014 إلى يونيو (حزيران) 2018. وأوضح التقرير، أن الميليشيات الانقلابية جندت أعدادا كبيرة من الأطفال بالقوة بعضهم في الثامنة من العمر، وأجبرتهم على الانضمام لصفوف المقاتلين بالقوة واستخدامهم في المعارك وزرع الألغام بعد جمعهم من المدارس والمستشفيات وأحيانا من منازلهم.
وأشار التقرير إلى أن الحوثيين مارسوا انتهاكات أخرى كالاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب أثناء الاعتقال والاستجواب، مشيراً إلى أن الحوثيين حولوا المساجد والمدارس والمنازل المصادرة من المعارضين إلى سجون سرية مارست فيها التعذيب. وسيتم تقديم التقرير الصادر أمس في جنيف، للدورة 39 لمجلس حقوق الإنسان، التي تعقد في الشهر المقبل.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».