ليفربول الخطر الأكبر على مانشستر سيتي في سباق الدوري الإنجليزي

الفريق أمام كريستال بالاس بدأ يتعلم أخيراً كيفية تحقيق الفوز من الطريق الصعب

لاعبو ليفربول بعد الهدف الذي حسم مواجهة بالاس
لاعبو ليفربول بعد الهدف الذي حسم مواجهة بالاس
TT

ليفربول الخطر الأكبر على مانشستر سيتي في سباق الدوري الإنجليزي

لاعبو ليفربول بعد الهدف الذي حسم مواجهة بالاس
لاعبو ليفربول بعد الهدف الذي حسم مواجهة بالاس

بدا المدير الفني لمانشستر يونايتد، جوزيه مورينيو، وكأنه قد أقيل من منصبه، عندما كان يتحدث عن خسارة فريقه أمام برايتون، في الجولة الثانية من مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، فقد ظهر المدير الفني البرتغالي كئيباً، بدلاً من أن يتسم بروح التحدي، وكان من الغريب للغاية أن تسمع المدير الفني لمانشستر يونايتد وهو يقول إنه يرفض الحديث عن الجوانب السلبية في فريقه بسبب الانتقادات التي يتعرض له نتيجة صراحته الشديدة!
وفي الحقيقة، يتناقض هذا تماماً مع العقلية التي كان يتعامل بها المدير الفني الأسطوري لنادي مانشستر يونايتد، السير أليكس فيرغسون، الذي كان يفرض «عقلية الحصار» على النادي، بمعنى أنه كان يقوم بكل شيء في الغرف المغلقة، ولا يدلي بتصريحات عن أدق التفاصيل التي تحدث داخل النادي. أما مورينيو، فقد ظهر وكأنه يعمل على حماية نفسه، وليس حماية لاعبيه!
وقد توالت المشاعر السلبية داخل مانشستر يونايتد، بداية من الصيف الحالي وصولاً إلى انطلاقة الموسم الجديد من الدوري الإنجليزي الممتاز، ويبدو أن الأمور تتجه نحو ما أطلق عليه المدير الفني الإيطالي أنطونيو كونتي اسم «موسم مورينيو». لقد مرت 3 سنوات على «الخلاف الملموس» الذي أدى إلى النهاية غير السعيدة للمدير الفني البرتغالي، بعد فترة ولايته الثانية في تشيلسي، ويبدو أن التوتر الذي حدث بين مورينيو ولاعبيه في تشيلسي يتكرر الآن في مانشستر يونايتد، حتى وإن كانت طبيعة نادي مانشستر يونايتد تعني أنه من المستحيل أن يقوم النادي بإقالة مديره الفني بعد مباراتين فقط من بداية الموسم.
وعلى النقيض من ذلك، بدا نادي ليفربول قوياً للغاية، وزادت فرصه في الحصول على أول لقب للدوري الإنجليزي الممتاز منذ عام 1990، وحقق العلامة الكاملة وفاز في أول مباراتين له في الموسم الجديد، فسحق وستهام يونايتد برباعية نظيفة على ملعبه، قبل أن يحقق فوزاً على منافس صعب خارج ملعبه، بفوزه على كريستال بالاس يوم الاثنين الماضي بهدفين دون رد. وظهر ليفربول أكثر قوة ونضجاً من الموسم الماضي، الذي وصل خلاله للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، بعدما دعم صفوفه بعدد من الصفقات القوية خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة.
من المبكر للغاية بكل تأكيد أن نجزم من الآن بقدرة ليفربول على وضع حد للسنوات العجاف المستمرة منذ 29 عاماً، لكن من المؤكد أن مؤشرات قوية ستظهر خلال المباراتين اللتين سيلعبهما الريدز خارج ملعبه، أمام تشيلسي وتوتنهام هوتسبير، في سبتمبر (أيلول) المقبل، قبل أن يستضيف مانشستر سيتي في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). لكن في الوقت الحالي على الأقل، أثبت ليفربول أنه يستحق الهالة التي أثيرت من حوله خلال فترة الإعداد للموسم الجديد، بعد التدعيمات القوية التي قام بها في فترة الانتقالات الأخيرة. ومن الواضح أن أكبر تهديد لمانشستر سيتي في الوقت الحالي يأتي من ليفربول، وليس من مانشستر يونايتد، ومديره الفني جوزيه مورينيو. لقد كان يُنظر إلى المدير الفني البرتغالي في وقت من الأوقات على أنه «الغريم التقليدي» لجوسيب غوارديولا، لكن هذا الوصف انتقل الآن إلى المدير الفني لليفربول يورغن كلوب.
وقد تقابل كلوب وغوارديولا 13 مرة، فاز خلالها المدير الفني الألماني في 8 مباريات مقابل 5 مباريات لغوارديولا. وظهر كلوب وليفربول مستعدين للغاية للموسم الصعب خلال المباراة التي فاز فيها الفريق على كريستال بالاس على ملعب «سيلهرست بارك» بثنائية نظيفة، رغم القوة البدنية الهائلة والتنظيم الكبير من جانب لاعبي كريستال بالاس. ورغم أنه من الصعب للغاية الحكم على الأمور من مباراة واحدة، لكن من المهم رؤية كيف تمكن كلوب من علاج نقاط الضعف التي كانت واضحة للغاية في خط دفاع فريقه في الموسم السابق. وفي البداية، عانى ليفربول من أجل تدعيم خط دفاع فريقه فور توليه مسؤولية الفريق، خلفاً لبريندان رودجرز في أكتوبر 2015، واتهمه النقاد بأنه يلعب بطريقة تكتيكية ساذجة، وكأنه لم يحقق نجاحاً كبيراً للغاية مع نادي بروسيا دورتموند.
وعلاوة على ذلك، لم يقدم أي من سيمون مينيوليه أو لوريس كاريوس أداءً مقنعاً في حراسة مرمى الفريق. وخلال المباراة التي خسرها ليفربول بـ4 أهداف مقابل هدف وحيد أمام توتنهام هوتسبير الموسم الماضي، تفوق هاري كين بشكل كبير على مدافع ليفربول ديان لوفرين للدرجة التي جعلت كلوب يستبدل المدافع الكرواتي بعد مرور 31 دقيقة فقط من عمر المباراة. لكن تعاقد النادي مع المدافع الهولندي فيرجيل فان ديك، قادماً من ساوثهامبتون في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، غير ديناميكية وحركة دفاع نادي ليفربول، لأنه من نوعية المدافعين القادرين على قيادة الفريق داخل الملعب، مثل جيمي كاراغار أو سامي هيبيا، ولم يعد أي شخص الآن يتحدث عن قيمة انتقاله المرتفعة التي وصلت إلى 75 مليون جنيه إسترليني، لأنه أثبت أنه يستحق ما دفعه ليفربول لإتمام هذه الصفقة.
ومن المتوقع أن يثبت أيضاً الحارس الأول للمنتخب البرازيلي، أليسون، أنه يستحق الـ66.9 مليون جنيه إسترليني التي دفعها ليفربول لنادي روما الإيطالي للحصول على خدماته. وينطبق الأمر نفسه على النجم الغيني نابي كيتا، الذي أضاف قوة وصلابة لخط وسط الفريق. وأصبح لدى كلوب كثير من الخيارات بسبب التعاقدات القوية التي أبرمها في فترة الانتقالات الأخيرة، لدرجة أن لاعب خط الوسط البرازيلي فابينيو لم يشارك في مباراة الفريق الماضية أمام كريستال بالاس.
ومن الطبيعي أن ترى الفرق الأخرى نفسها قادرة على المنافسة، لكن مانشستر يونايتد يعاني من حالة من الفوضى، أما باقي الفرق الأخرى فلا تبدو في قوة ليفربول نفسها. فعندما ننظر إلى نادي آرسنال في أول مواسمه مع المدير الفني الجديد أوناي إيمري، نجد أن هدفه الأساسي هو إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري أبطال أوروبا. وينطبق الأمر نفسه على تشيلسي، بقيادة ماوريسيو ساري، الذي يهتم كثيراً بالنواحي الهجومية، لكنه يواجه مشكلات كبيرة في خط الدفاع. وقد أظهر آرسنال خلال مباراته في «ستامفورد بريدج» أن المشكلة التي ستواجه ساري مع تشيلسي تتمثل في أن لاعبي خط دفاع فريقه ليسوا مؤهلين للعب بـ4 لاعبين في الخط الخلفي، خصوصاً في ظل منح مزيد من الحرية لنغولو كانتي في وسط الملعب.
أما بالنسبة لتوتنهام هوتسبير، فتبدو الأمور غير واضحة تماماً. صحيح أن الفريق حقق الفوز في أول مباراتين في الموسم الجديد أمام فولهام ونيوكاسل يونايتد، لكن هناك مخاوف كبيرة تسيطر على النادي بسبب عدم التعاقد مع أي لاعب خلال فترة الانتقالات الصيفية، والتأخير في الانتهاء من الملعب الجديد. ويبدو أن الفريق لن يكون قادراً على الذهاب إلى ما هو أبعد من إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى، والتأهل لدوري أبطال أوروبا، رغم أن الفريق لديه الفرصة للرد على المشككين عندما يلعب أمام مانشستر يونايتد على ملعب «أولد ترافورد» يوم الاثنين.
ومع ذلك، يعد مانشستر سيتي هو المرشح الأقوى والأوفر حظاً للحصول على الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يسعى غوارديولا للحفاظ على اللقب، وبالتالي يتعين على ليفربول أن يبذل مجهوداً أكبر، إذا كان يريد منافسة الفريق الذي تغلب بسهولة على آرسنال وهو يلعب من دون أبرز نجومه كيفن دي بروين وليروي ساني وديفيد سيلفا. وجلس اللاعب الجزائري رياض محرز، المنتقل إلى مانشستر سيتي خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة مقابل 60 مليون جنيه إسترليني، على مقاعد البدلاء في المباراة التي سحق فيها فريقه هيدرسفيلد تاون بـ6 أهداف مقابل هدف وحيد، وهو الأمر الذي يعكس قوة مانشستر سيتي، ويؤكد توافر البدائل لديه.
ويجب الإشارة إلى أن ليفربول ليس بالقوة نفسها. صحيح أن ليفربول قادر على إلحاق الهزيمة بمانشستر سيتي في المواجهة المباشرة بينهما، لكن إذا كان الفريق يرغب حقاً في المنافسة على اللقب، فيتعين على آدم لالانا وشيردان شاكيري ودانيل ستوريدج أن يثبتوا أنهم قادرون على تعويض روبرتو فيرمينيو أو ساديو ماني أو محمد صلاح، في حال غيابهم عن الفريق. ويمتلك مانشستر سيتي قوة هائلة للدرجة التي لا تجعل نادي ليفربول يشعر بالحرج في حال إنهائه الموسم في المركز الثاني. وفي الوقت الذي لا يتوقف فيه مورينيو عن النحيب والشكوى المستمرة، يعمل كلوب جاهداً على إعداد فريقه للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، ويسير في الطريق الصحيح لمقارعة الكبار.
واللافت أن الفوز الصعب الذي حققه ليفربول على كريستال بالاس يبدو أكثر إبهاراً من الهزيمة المذلة التي ألحقها بوستهام يونايتد. فخلال المواجهة الأخيرة، لم يقدم ليفربول - الذي يعي جيداً أنه يتعين عليه ألا يترك مانشستر سيتي يغيب ولو للحظة عن أنظاره - أداءً متألقاً، واضطر لإظهار قدر استثنائي من الصلابة والمثابرة كي يتمكن من الصمود في مواجهة الهجمات المروعة التي شنها كريستال بالاس في أعقاب ركلة الجزاء التي سجلها جيمس ميلنر.
بوجه عام، يبدو هذا الفريق مختلفاً عن سابقيه خلال السنوات الأخيرة في ليفربول، بما يحمله من نشاط وقوة أكبر، وظهوره في صورة من بدأ أخيراً يتعلم كيفية الوصول للفوز من الطريق الصعب. والملاحظ أن ليفربول لم يحظ بقائد مثل فيرجيل فان ديك في خط دفاعه منذ فترة طويلة مضت. وكانت الكرة التي ركلها اللاعب الهولندي لينقذ مرماه من هدف محتمل في الوقت بدل الضائع هي التي مهدت الطريق أمام الكرة التي صوبها محمد صلاح لساديو ماني، ليسجل الهدف الثاني القاتل، بجانب أنها أيضاً كانت مرضية بالنسبة لكلوب، وكافية لأن يرى أن أليسون بيكر أظهر للجميع السبب وراء إنفاق ليفربول عن طيب خاطر 66.9 مليون جنيه إسترليني على حارس مرمى جديد.
بناءً على هذا الأداء، من الواضح أن مستوى تركيز ليفربول لن يتراجع مهما بلغ مستوى قوة الفريق المنافس. الموسم الماضي، أهدر ليفربول نقاطاً أمام بيرنلي وإيفرتون ونيوكاسل يونايتد وسوانزي سيتي وواتفورد وويست بروميتش ألبيون. وقد تأكدت فكرة أنه ليس هناك على مستوى بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز مباراة سهلة، عندما رأينا جميعاً مانشستر يونايتد يسقط أمام برايتون الأحد الماضي. وجاءت هزيمة مانشستر يونايتد لتذكر لاعبي ليفربول بأنه لا مجال للأداء المتوسط.
بالتأكيد لم تكن مواجهة كريستال بالاس على أرضه وبين جمهوره القوي بالأمر الهين، خصوصاً أن هذا الفريق تحديداً يشتهر بقدرته على تحويل حياة الأندية الكبرى إلى جحيم، عندما يقف في مواجهتها على أرضه، داخل واحد من أضيق الملاعب على مستوى الدوري الممتاز. أيضاً تميز كريستال بالاس بوجود المتألق ويلفريد زاها في مركز متقدم، وقد تمكن الفريق الزائر من النجاة من كابوس مخيف عندما أطلق أندروس تاونسند كرة رائعة لم يتصدَ لها سوى العارضة.
ولا شك في أن استقبال كيتا للكرة كان مبهراً. وقد رفض التقهقر رغم إقدامه على اتخاذ بعض القرارات غير المقنعة، وكان من شأن قدرته على الانطلاق قدماً إضفاء مزيد من الخطورة على هجوم ليفربول القوي. وبالنسبة لماني، فقد كان خصماً عنيداً في مواجهة آرون وان بيساكا، الجناح الأيمن الواعد لكريستال بالاس، علاوة على نجاح كل من كيتا وأندرو روبرتسون وصلاح في خلق فرص قبل إحراز الهدف الأول قبيل نهاية الشوط الأول.
كانت تلك اللحظة الأكثر إثارة للجدل خلال المباراة، مع سعي صلاح لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من اتصاله الجسدي بمامادو ساكو، لاعب ليفربول السابق. وقد أثار صلاح عاصفة اتهامات ضده بالخداع والغش دوت في أرجاء الملعب بين الشوطين، لكن اللاعب المصري لم يعبأ، بعدما رأى ميلنر يوقف الجلبة، ويرسل حارس المرمى واين هينيسي في الاتجاه الخطأ.
في الشوط الثاني، تخلص كريستال بالاس من ضيقه من ركلة الجزاء التي منحها مايكل أوليفر. وفي اليوم الذي أكمل فيه لوريس كاريوس عامين على سبيل الإعارة في صفوف بشكتاش، بدا من المناسب أن يظهر أليسون قيمة أن يملك النادي حارس مرمى من مرتبة النخبة، فقد نجح البرازيلي في التصدي ببراعة لكرة أطلقها كريستيان بينتيكي برأسه. وجابه ليفربول صعوبة كبيرة لضمان سلاسة تحرك الكرة، لكن مقاومة كريستال بالاس تراجعت عندما حصل وان بيساكا على بطاقة حمراء لحرمانه صلاح من فرصة تسجيل هدف. ومع تأكيد ماني على الفوز، تنفس ليفربول الصعداء بعد مباراة عصيبة.


مقالات ذات صلة

إيمري: فورست منافس حقيقي في السباق على المراكز الأولى

رياضة عالمية أوناي إيمري (إ.ب.أ)

إيمري: فورست منافس حقيقي في السباق على المراكز الأولى

قليلون هم الذين كانوا يتوقعون منافسة نوتنغهام فورست على المراكز الأربعة الأولى، في بداية موسم الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غاري أونيل (رويترز)

مدرب ولفرهامبتون: فرص خسارة وظيفتي تزيد مع كل «نتيجة سيئة»

قال غاري أونيل مدرب ولفرهامبتون واندرارز إنه غير مكترث بالتكهنات بشأن مستقبله بعد هزيمة فريقه الرابعة على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية خرج سيتي بالفعل من كأس الاتحاد الإنجليزي ويحتل المركز 22 في جدول دوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوارديولا: لن أرحل في هذه الظروف... لست نادماً على تمديد عقدي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إنه لا يشعر بأي ندم بعد تمديد عقده لمدة عامين رغم معاناة الفريق الحالية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية إيساك لاعب نيوكاسل يحتفل بهدفه في ليستر سيتي (رويترز)

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم سيخوض أول ديربي مع اليونايتد في الدوري الإنجليزي (رويترز)

ديربي «مانشستر» اختبار حقيقي لأموريم مع الشياطين الحمر

يرغب البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، في أن يرى تحسناً وروحاً قتالية، من فريقه المتطور، الذي سيواجه مانشستر سيتي

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».