مقتل 8 قيادات انقلابية في حجة والبيضاء

العقيلي يعقد لقاءات موسعة في حضرموت

رئيس هيئة الأركان اليمني اللواء طاهر العقيلي لدى زيارته حضرموت أمس (المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية)
رئيس هيئة الأركان اليمني اللواء طاهر العقيلي لدى زيارته حضرموت أمس (المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية)
TT

مقتل 8 قيادات انقلابية في حجة والبيضاء

رئيس هيئة الأركان اليمني اللواء طاهر العقيلي لدى زيارته حضرموت أمس (المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية)
رئيس هيئة الأركان اليمني اللواء طاهر العقيلي لدى زيارته حضرموت أمس (المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية)

كشفت قوات الجيش الوطني عن مقتل 8 من قيادات ميليشيات الحوثي البارزة، خلال اليومين الماضيين، في جبهات القتال بمحافظتي حجة الحدودية، والبيضاء، وسط اليمن، في معارك مع الجيش الوطني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية.
وأعلنت قوات الجيش الوطني في المنطقة العسكرية الخامسة، مقتل قيادي حوثي بارز مع عشرين آخرين بغارة لمقاتلات تحالف دعم الشرعية الذي أثناء اجتماع في بني حسني بمديرية عبس، شمال حجة الحدودية مع السعودية.
وقالت المنطقة العسكرية الخامسة في بيان مقتضب لها، نشر على صفحتها الخاصة بالتواصل الاجتماعي «الفيسبوك»، بأن «القيادي الحوثي البارز المدعو محمد حسن حداد الأكوع، لقي مصرعه مع عشرين قيادي آخرين بغارة جوية استهدفتهم أثناء اجتماع لهم، مساء الأربعاء في منزل في منطقة بني حسن بمديرية عبس شمال محافظة حجة».
وأوضحت أن «قيادات حوثية كبيرة تتواجد في مديرية عبس بقيادة ما يسمى قائد المنطقة الخامسة التابع للحوثيين بعد تحرير مركز مديرية حيران من قبل قوات الجيش الوطني الأسبوع الماضي».
كما قتل سبعة من قيادات ميليشيات الحوثي الانقلابية مع مرافقيهم في المواجهات المستمرة مع قوات الجيش الوطني وغارات مقاتلات التحالف في محافظة البيضاء، وسط البلاد، حيث تشهد جبهات القتال في البيضاء منذ أيام معارك عنيفة تمكنت خلالها قوات الجيش الوطني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، التقدم والسيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية التي كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين.
ونقل موقع الجيش الوطني الإلكتروني «سبتمبرنت»، عن المتحدث الإعلامي باسم محور بيحان النقيب عبد الرحمن العريف المرادي، تأكيده «مقتل 7 من قيادات الميليشيا الحوثي فضلا على العشرات من عناصرها في مواجهات اليومين الماضين والتي حققت خلالها قوات الجيش انتصارات كبيرة».
وقال بأن «قتلى الميليشيا هم المدعو عبد الله محمد الدليمي، والمدعو طارق أحمد جحاف، عادل محمد درجان القاسمي، أحمد صالح العوس المطري، والمدعو موسى عبد الله صلاح، والمدعو زيد عبد الله الجبلي، المدعو صلاح الدين أحمد السكري».
يأتي ذلك في الوقت الذي كثفت فيه مقاتلات تحالف دعم الشرعية خلال الساعات الماضية من طلعاتها الجوية واستهداف مواقع وأهداف عسكرية وتعزيزات الانقلابيين في مختلف المناطق باليمن أبرزها الساحل الغربي وحجة وصعدة والبيضاء، مكبدة الانقلابيين الخسائر البشرية والمادية.
وطبقا لما أكده مدير أمن مديرية المصلوب الرائد محمد جعفر لموقع الجيش، فإن «مقاتلات التحالف استهدفت موقعا للميليشيا في جبهة ساقية بمديرية المصلوب بمحافظة الجوف تتواجد فيه مجاميع لعناصر الميليشيا، مما أسفر عن مصرع أكثر من 12 عنصرا منهم، وإصابة آخرين». كما سقط قتلى وجرحى آخرين من صفوف الانقلابيين بمديرية المتون، غرب الجوف، وتدمير 4 أطقم عسكرية وعربة.
تزامن ذلك مع استمرار المعارك العنيفة في جبهة الساحل الغربي حيث تواصل قوات الجيش الوطني عملياتها العسكرية لتحرير الساحل الغربي وتطهير مديرية الدريهمي، جنوب الحديدة، والتقدم نحو المناطق التي ما زالت خاضعة لسيطرة الانقلابيين بما فيها مديرية زبيد الأثرية.
وتكبدت ميليشيات الحوثي الانقلابية الخسائر البشرية والمادية الكبيرة خلال الأيام الماضية في معاركها مع قوات الجيش الوطني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية وقتل عدد من القيادات الحوثية البارزة.
وقالت ألوية العمالقة إن «جبهة الدريهمي التهمت الأجسام والكائنات الانقلابية الحوثية التي خلفتها معارك الأيام الأخيرة وأدت إلى سقوط مستمر لعدد كبير من القيادات الميدانية وهم رئيس عمليات الساحل الغربي العقيد علي ناصر البداي رئيس عمليات محور الساحل الغربي، وأركان محور الساحل الغربي العميد محمد صالح طامش، خلال معارك الأيام الماضية، وأن الميليشيات الانقلابية تتستر على مقتل العشرات منهم».
وكشفت ألوية العمالقة أنها أحرقت كمية كبيرة من البارود شديد الانفجار تم ضبطها في مياه البحر الأحمر وكانت في طريقها للميليشيات الحوثية بعد قدومها من ميناء زيلع الصومالي.
جاء ذلك في الوقت الذي تتواصل عمليات تهريب واسعة للأسلحة والمتفجرات للميليشيات الحوثية؛ الأمر الذي دعا إلى تدخل عمالقة خفر السواحل في الفترة الأخيرة لتأمين الممرات المائية وخطوط الملاحة العالمية.
وبالانتقال إلى تعز، أحبطت قوات الجيش الوطني في جبهة مقبنة، غرب تعز، محاولة تسلل ميليشيات الحوثي الانقلابية إلى مواقعهم في عدد من مواقع الجبهة، حيث اندلعت على إثرها مواجهات مع الانقلابيين وسقوط قتلى وجرحى من صفوف الميليشيات.
إلى ذلك، عقد رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن دكتور طاهر العقيلي، اجتماعاً موسعاً بقادة الألوية ورؤساء الشعب بالمنطقة العسكرية الثانية والقيادات العسكرية من قوات التحالف العربي، بحضور محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني.
وجاءت تصريحات العقيلي خلال الزيارة التي نفذها للاطلاع عن كثب على ما تم إنجازه في قيادة المنطقة وفق الإمكانيات المتوفرة، إلى جانب الاطلاع على ما تم تحقيقه من انتصارات عظيمة في أكثر من جبهة على القوى الإرهابية والنجاحات الملموسة في تثبيت دعائم الأمن وتحقيق الاستقرار ونشر الطمأنينة بفضل التضحيات الكبيرة التي قدمها الشهداء الأبرار والتكامل في العمل بين مختلف الأجهزة، طبقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ».
وتناول اللقاء «التحديات التي واجهتها قيادة المنطقة الثانية عندما دخلت في مواجهة ذات طبيعة خاصة لم تدخلها أي منطقة عسكرية أخرى عندما تم الاستيلاء على مدينة المكلا ومدن ساحل حضرموت من قبل عناصر تنظيم القاعدة». وقال العقيلي إن «حضرموت تمثل عنوانا للدولة الاتحادية والنظام والقانون ورمزا للخير والعلم بفضل الله وجهود رجالها الصادقين».


مقالات ذات صلة

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي لقاء نسوي حوثي في صنعاء حول مهام الزينبيات في شهر رمضان (إعلام حوثي)

رمضان... موسم حوثي لتكثيف أعمال التعبئة والتطييف

تستعد الجماعة الحوثية لموسم تعبئة وتطييف في شهر رمضان بفعاليات وأنشطة تلزم فيها الموظفين العموميين بالمشاركة وتستغل المساعدات الغذائية بمساهمة من سفارة إيران.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي مضامين طائفية تغلب على رسائل الشهادات العليا في جامعة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين (إكس)

انقلابيو اليمن يعبثون بالشهادات الجامعية ويتاجرون بها

أثار حصول القيادي الحوثي مهدي المشاط على الماجستير سخرية وغضب اليمنيين بسبب العبث بالتعليم العالي، بينما تكشف مصادر عن تحول تزوير الشهادات الجامعية لنهج حوثي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي القوات اليمنية نجحت بشكل محدود في وقف تدفق المهاجرين الأفارقة (إعلام حكومي)

15 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال شهر

رغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية للحد من الهجرة من «القرن الأفريقي»، فإن البلاد استقبلت أكثر من 15 ألف مهاجر خلال شهر يناير الماضي.

محمد ناصر (تعز)

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.