بعد تحقيق ارتفاع كبير بلغ 3 في المائة في أسعار النفط، مساء الأربعاء، عادت الأسعار للتراجع قليلاً صباح الخميس مع دخول رسوم تجارية جديدة متبادلة بين أميركا والصين حيز التنفيذ.
في غضون ذلك، قال مصدران بقطاع النفط أمس (الخميس)، إن «هانوا توتال بتروكيميكال» الكورية الجنوبية زادت وارداتها من مكثفات الولايات المتحدة وأستراليا، وإنها تسعى إلى شراء المزيد من الشحنات الأوروبية لاستبدال إمدادات إيرانية.
ويتماشى ذلك التحرك مع ما تقوم به شركات تكرير النفط الأخرى في كوريا الجنوبية، التي تستبدل النفط الإيراني بواردات مماثلة. وقال المصدران لـ«رويترز»، إن الشركة المنتجة للبتروكيماويات اشترت مليون برميل من مكثفات «إيغل فورد» الأميركية تسليم نوفمبر (تشرين الثاني)، وزادت الواردات من أستراليا، حيث اشترت في الآونة الأخيرة مكثفات «وايت ستون» للتسليم في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وقال أحد المصادر إن المشتريات جزء من مساعي «هانوا توتال» لاستبدال المكثفات الإيرانية قبيل إعادة فرض عقوبات على إيران في نوفمبر. وطلب المصدران عدم نشر اسمهما لأنهما غير مخولين بالحديث إلى وسائل الإعلام.
وعلقت شركات التكرير وإنتاج البتروكيماويات في كوريا الجنوبية شحنات النفط والمكثفات الإيرانية في يوليو (تموز) الماضي؛ مما أوقف الشحنات تماماً للمرة الأولى في ست سنوات في ظل ضغط أميركي لإنهاء جميع الواردات من إيران اعتباراً من نوفمبر المقبل.
في المقابل، زادت كوريا الجنوبية وارداتها من المكثفات من أستراليا، وستشتري شحنتين بمقدار 650 ألف برميل من مكثفات «نورث ويست شيلف» في أغسطس (آب) الحالي، وهي أكبر كمية منذ مارس (آذار) 2015 وفقا لبيانات حركة التجارة على «تومسون رويترز أيكون». وقالت مصادر تجارية عدة، إن شركات كورية جنوبية اشترت أيضاً مكثفات «نورث ويست شيلف» تحميل سبتمبر (أيلول) وأكتوبر.
وتقول مصادر أخرى بالقطاع، إن بنوكاً كورية جنوبية أوقفت مدفوعات النفط الإيراني قبيل العقوبات الأميركية التي ستسري من نوفمبر، على الرغم من أن سول ما زالت تعمل للحصول على إعفاء من واشنطن من أجل استيراد بعض النفط من إيران.
وقبل الإيقاف، كانت كوريا الجنوبية أكبر مشترٍ لمكثفات بارس الجنوبي الإيرانية، حيث استوردت ستة ملايين برميل منها في يونيو (حزيران) عام 2017.
في غضون ذلك، تراجعت أسعار النفط الخميس تحت وطأة النزاع التجاري المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين، لكن انخفاضاً في مخزونات الخام التجارية الأميركية قدم بعض الدعم. وفي الساعة 0647 بتوقيت غرينتش كانت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت عند 74.54 دولار للبرميل، منخفضة 24 سنتاً بما يعادل 0.3 في المائة عن إغلاقها السابق. وسجلت عقود خام غرب تكساس الوسيط 67.80 دولار بانخفاض ستة سنتات عن أحدث تسوية لها، مدعومة بعض الشيء بتراجع في مخزونات الخام بالولايات المتحدة. وفي أسواق النفط الأميركية، قدم تراجع مخزونات الخام التجارية دعماً أقوى لغرب تكساس الوسيط مقارنة مع برنت.
وكانت أسعار النفط ارتفعت 3 في المائة يوم الأربعاء، وسجلت العقود الآجلة لخام برنت أعلى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، بعد أن أظهرت بيانات الحكومة الأميركية تراجعاً أكبر من المتوقع في مخزونات الخام، وفي ظل احتمال شح الإمدادات بفعل عقوبات واشنطن على إيران.
ومساء الأربعاء زادت عقود خام برنت 2.15 دولار بما يعادل 3 في المائة ليتحدد سعر التسوية عند 74.78 دولار للبرميل. وبلغ خام القياس العالمي 75 دولاراً خلال الجلسة، وهو أعلى سعر له منذ 31 يوليو. وصعدت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 2.02 دولار إلى 67.86 دولار للبرميل عند التسوية بزيادة 3.1 في المائة.
وتراجعت مخزونات الخام الأميركية 5.8 مليون برميل الأسبوع الماضي، حسبما ذكرت إدارة معلومات الطاقة، متجاوزة توقعات المحليين في استطلاع أجرته «رويترز»، التي كانت تتوقع انخفاضاً قدره 1.5 مليون برميل فقط.
وانخفض استهلاك الخام بمصافي التكرير 89 ألف برميل يومياً عن مستوى الأسبوع السابق القياسي المرتفع البالغ 17.9 مليون برميل يومياً. واستقرت معدلات تشغيل المصافي عند مستوى الأسبوع الماضي البالغ 98.1 في المائة من الطاقة الإجمالية، وهو أعلى معدل منذ 1999.
وقال جيم ريتربوش، رئيس «ريتربوش آند أسوسيتس» في مذكرة، «قوة استهلاك المصافي ساهمت في التراجع الكبير لمخزون الخام، في حين عوضت زيادات البنزين ونواتج التقطير نحو نصف التراجع». وزادت مخزونات البنزين الأميركية 1.2 مليون برميل ومخزونات نواتج التقطير 1.8 مليون برميل.
وكان النفط استمد دعماً إضافياً من هبوط الدولار هذا الأسبوع بفعل انتقاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لزيادات أسعار الفائدة التي يجريها مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي). وانخفاض الدولار يجعل النفط أقل تكلفة للمشترين بعملات أخرى.
وجاء مزيد من الدعم من احتمال تراجع صادرات النفط الخام من إيران إثر فرض عقوبات أميركية جديدة على ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول.
أسعار النفط تتأرجح بين نقص المخزونات وضغوط الصراعات التجارية
مزيد من الشركات الكورية تستبدل الخام الإيراني
أسعار النفط تتأرجح بين نقص المخزونات وضغوط الصراعات التجارية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة