أسعار النفط تتأرجح بين نقص المخزونات وضغوط الصراعات التجارية

مزيد من الشركات الكورية تستبدل الخام الإيراني

هبطت أسعار النفط قليلاً أمس بعد ارتفاع بنحو 3 في المائة الأربعاء إثر الإعلان عن تراجع أكبر من المتوقع في مخزونات الخام في الولايات المتحدة (رويترز)
هبطت أسعار النفط قليلاً أمس بعد ارتفاع بنحو 3 في المائة الأربعاء إثر الإعلان عن تراجع أكبر من المتوقع في مخزونات الخام في الولايات المتحدة (رويترز)
TT

أسعار النفط تتأرجح بين نقص المخزونات وضغوط الصراعات التجارية

هبطت أسعار النفط قليلاً أمس بعد ارتفاع بنحو 3 في المائة الأربعاء إثر الإعلان عن تراجع أكبر من المتوقع في مخزونات الخام في الولايات المتحدة (رويترز)
هبطت أسعار النفط قليلاً أمس بعد ارتفاع بنحو 3 في المائة الأربعاء إثر الإعلان عن تراجع أكبر من المتوقع في مخزونات الخام في الولايات المتحدة (رويترز)

بعد تحقيق ارتفاع كبير بلغ 3 في المائة في أسعار النفط، مساء الأربعاء، عادت الأسعار للتراجع قليلاً صباح الخميس مع دخول رسوم تجارية جديدة متبادلة بين أميركا والصين حيز التنفيذ.
في غضون ذلك، قال مصدران بقطاع النفط أمس (الخميس)، إن «هانوا توتال بتروكيميكال» الكورية الجنوبية زادت وارداتها من مكثفات الولايات المتحدة وأستراليا، وإنها تسعى إلى شراء المزيد من الشحنات الأوروبية لاستبدال إمدادات إيرانية.
ويتماشى ذلك التحرك مع ما تقوم به شركات تكرير النفط الأخرى في كوريا الجنوبية، التي تستبدل النفط الإيراني بواردات مماثلة. وقال المصدران لـ«رويترز»، إن الشركة المنتجة للبتروكيماويات اشترت مليون برميل من مكثفات «إيغل فورد» الأميركية تسليم نوفمبر (تشرين الثاني)، وزادت الواردات من أستراليا، حيث اشترت في الآونة الأخيرة مكثفات «وايت ستون» للتسليم في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وقال أحد المصادر إن المشتريات جزء من مساعي «هانوا توتال» لاستبدال المكثفات الإيرانية قبيل إعادة فرض عقوبات على إيران في نوفمبر. وطلب المصدران عدم نشر اسمهما لأنهما غير مخولين بالحديث إلى وسائل الإعلام.
وعلقت شركات التكرير وإنتاج البتروكيماويات في كوريا الجنوبية شحنات النفط والمكثفات الإيرانية في يوليو (تموز) الماضي؛ مما أوقف الشحنات تماماً للمرة الأولى في ست سنوات في ظل ضغط أميركي لإنهاء جميع الواردات من إيران اعتباراً من نوفمبر المقبل.
في المقابل، زادت كوريا الجنوبية وارداتها من المكثفات من أستراليا، وستشتري شحنتين بمقدار 650 ألف برميل من مكثفات «نورث ويست شيلف» في أغسطس (آب) الحالي، وهي أكبر كمية منذ مارس (آذار) 2015 وفقا لبيانات حركة التجارة على «تومسون رويترز أيكون». وقالت مصادر تجارية عدة، إن شركات كورية جنوبية اشترت أيضاً مكثفات «نورث ويست شيلف» تحميل سبتمبر (أيلول) وأكتوبر.
وتقول مصادر أخرى بالقطاع، إن بنوكاً كورية جنوبية أوقفت مدفوعات النفط الإيراني قبيل العقوبات الأميركية التي ستسري من نوفمبر، على الرغم من أن سول ما زالت تعمل للحصول على إعفاء من واشنطن من أجل استيراد بعض النفط من إيران.
وقبل الإيقاف، كانت كوريا الجنوبية أكبر مشترٍ لمكثفات بارس الجنوبي الإيرانية، حيث استوردت ستة ملايين برميل منها في يونيو (حزيران) عام 2017.
في غضون ذلك، تراجعت أسعار النفط الخميس تحت وطأة النزاع التجاري المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين، لكن انخفاضاً في مخزونات الخام التجارية الأميركية قدم بعض الدعم. وفي الساعة 0647 بتوقيت غرينتش كانت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت عند 74.54 دولار للبرميل، منخفضة 24 سنتاً بما يعادل 0.3 في المائة عن إغلاقها السابق. وسجلت عقود خام غرب تكساس الوسيط 67.80 دولار بانخفاض ستة سنتات عن أحدث تسوية لها، مدعومة بعض الشيء بتراجع في مخزونات الخام بالولايات المتحدة. وفي أسواق النفط الأميركية، قدم تراجع مخزونات الخام التجارية دعماً أقوى لغرب تكساس الوسيط مقارنة مع برنت.
وكانت أسعار النفط ارتفعت 3 في المائة يوم الأربعاء، وسجلت العقود الآجلة لخام برنت أعلى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، بعد أن أظهرت بيانات الحكومة الأميركية تراجعاً أكبر من المتوقع في مخزونات الخام، وفي ظل احتمال شح الإمدادات بفعل عقوبات واشنطن على إيران.
ومساء الأربعاء زادت عقود خام برنت 2.15 دولار بما يعادل 3 في المائة ليتحدد سعر التسوية عند 74.78 دولار للبرميل. وبلغ خام القياس العالمي 75 دولاراً خلال الجلسة، وهو أعلى سعر له منذ 31 يوليو. وصعدت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 2.02 دولار إلى 67.86 دولار للبرميل عند التسوية بزيادة 3.1 في المائة.
وتراجعت مخزونات الخام الأميركية 5.8 مليون برميل الأسبوع الماضي، حسبما ذكرت إدارة معلومات الطاقة، متجاوزة توقعات المحليين في استطلاع أجرته «رويترز»، التي كانت تتوقع انخفاضاً قدره 1.5 مليون برميل فقط.
وانخفض استهلاك الخام بمصافي التكرير 89 ألف برميل يومياً عن مستوى الأسبوع السابق القياسي المرتفع البالغ 17.9 مليون برميل يومياً. واستقرت معدلات تشغيل المصافي عند مستوى الأسبوع الماضي البالغ 98.1 في المائة من الطاقة الإجمالية، وهو أعلى معدل منذ 1999.
وقال جيم ريتربوش، رئيس «ريتربوش آند أسوسيتس» في مذكرة، «قوة استهلاك المصافي ساهمت في التراجع الكبير لمخزون الخام، في حين عوضت زيادات البنزين ونواتج التقطير نحو نصف التراجع». وزادت مخزونات البنزين الأميركية 1.2 مليون برميل ومخزونات نواتج التقطير 1.8 مليون برميل.
وكان النفط استمد دعماً إضافياً من هبوط الدولار هذا الأسبوع بفعل انتقاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لزيادات أسعار الفائدة التي يجريها مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي). وانخفاض الدولار يجعل النفط أقل تكلفة للمشترين بعملات أخرى.
وجاء مزيد من الدعم من احتمال تراجع صادرات النفط الخام من إيران إثر فرض عقوبات أميركية جديدة على ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول.


مقالات ذات صلة

النفط يرتفع بفضل توقعات ارتفاع الطلب من الصين في 2025

الاقتصاد منظر عام لمصفاة فيليبس 66 كما شوهدت من مدينة روديو بكاليفورنيا أقدم مدينة لتكرير النفط بالغرب الأميركي (رويترز)

النفط يرتفع بفضل توقعات ارتفاع الطلب من الصين في 2025

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، في وقت مبكر اليوم الأربعاء، مع توقع المتعاملين بالسوق ارتفاع الطلب بالصين، العام المقبل.

الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص خلال منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ (أرشيفية - رويترز)

«أوبك»: تجديد تفويض هيثم الغيص أميناً عاماً للمنظمة لولاية ثانية

قالت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إنها جدَّدت ولاية الأمين العام، هيثم الغيص، لمدة 3 سنوات أخرى في اجتماع افتراضي عقدته المنظمة، يوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد فقد نظام الأسد السيطرة على معظم حقول النفط في سوريا خلال الحرب الأهلية (د.ب.أ)

ما هو مستقبل قطاع النفط السوري بعد سقوط الأسد؟

تطرح إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد -نهاية الأسبوع الماضي- السؤال حول ما يحمله المستقبل لقطاع النفط الحيوي في البلاد، والذي أصابته الحرب الأهلية بالشلل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مضخة نفطية في حقل بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

تراجع طفيف للنفط... والتوتر الجيوسياسي وسياسة الصين يحدان من خسائره

تراجعت أسعار النفط قليلاً يوم الثلاثاء متمسكة بمعظم مكاسبها من الجلسة السابقة. فيما حدّ التوتر الجيوسياسي وسياسة الصين من الخسائر.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد أحد المصانع في السعودية (واس)

الإنتاج الصناعي السعودي يعاود ارتفاعه في أكتوبر مدعوماً بنمو الأنشطة الاقتصادية

تحوّل الإنتاج الصناعي في السعودية للارتفاع مدعوماً بنمو الأنشطة الاقتصادية بصفة عامة وزيادة إنتاج النفط، وفق بيانات أصدرتها الهيئة العامة للإحصاء

«الشرق الأوسط» (الرياض)

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
TT

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)

أكد رئيس «الهيئة العامة للطيران المدني السعودي»، عبد العزيز الدعيلج، أن السعودية حريصة على التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه القطاع، مشيراً إلى أن المنظومة حققت نسبة امتثال بلغت 94.4 في المائة في تطبيق معايير الأمن، وذلك ضمن تقرير «التدقيق الشامل لأمن الطيران» الذي أصدرته «منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)»؛ مما يضع البلاد في مصافّ الدول الرائدة عالميّاً بهذا المجال.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد تزامناً مع «أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني الدولي 2024»، الذي تستضيفه حالياً عُمان خلال الفترة من 9 إلى 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بالتعاون مع منظمة «إيكاو»، وبمشاركة قادة ورؤساء منظمات وهيئات الطيران المدني بالعالم.

وأفاد الدعيلج بأن «التحديات الأمنية المتصاعدة التي تواجه القطاع حالياً تتسم بالتعقيد والتنوع، كالهجمات السيبرانية واستخدام الطائرات من دون طيار في أعمال تهدد الأمن، بالإضافة إلى التهديدات الناشئة عن التقنيات الحديثة، مثل الهجمات الإلكترونية على الأنظمة الرقمية للطيران»، مشيراً إلى أن «هذه التهديدات أصبحت تُشكّل خطراً جديداً يحتاج إلى استراتيجيات مبتكرة للتصدي لها».

وأوضح الدعيلج أن «جهود السعودية في مجال أمن الطيران المدني، تتمحور حول مجموعة من المحاور الأساسية التي تهدف إلى تعزيز الجاهزية الأمنية وضمان سلامة القطاع على جميع الأصعدة».

ووفق الدعيلج، فإن بلاده «عملت على تحديث وتطوير الأنظمة الأمنية بما يتماشى مع أحدث المعايير الدولية، عبر تعزيز أنظمة الكشف والمراقبة في المطارات باستخدام تقنيات متقدمة، إضافة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لتحليل المخاطر وتقديم استجابات سريعة وفعالة للتهديدات المحتملة».

وأضاف الدعيلج أن السعودية «أولت اهتماماً كبيراً بالأمن السيبراني في ظل التحديات التكنولوجية الراهنة؛ إذ طورت برامج مختصة لحماية الأنظمة الرقمية ومنصات الحجز والعمليات التشغيلية للطيران، مما يعزز قدرة القطاع على التصدي للهجمات الإلكترونية».

وأشار الدعيلج إلى أن السعودية تسعى إلى بناء قدرات بشرية متميزة في هذا المجال، «عبر إطلاق برامج تدريبية متطورة بالتعاون مع المنظمات الدولية، بهدف تأهيل الكوادر الوطنية وتعزيز جاهزيتها للتعامل مع مختلف السيناريوهات الأمنية».

وقال الدعيلج إن السعودية «ساهمت بشكلٍ كبير في دعم المبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز الأمان في هذا القطاع الحيوي، وأسهمت بشكل فعال في تطوير استراتيجيات أمنية مشتركة مع دول مجلس التعاون الخليجي؛ بهدف تعزيز التنسيق الأمني بين الدول، وهو ما يضمن استجابة سريعة وفعالة للتحديات الأمنية».

وواصل أن بلاده «شريك رئيسي في المبادرات الدولية التي تقودها (منظمة الطيران المدني الدولي - إيكاو)، وأسهمت في صياغة سياسات أمن الطيران وتنفيذ برامج تهدف إلى تحسين مستوى الأمن في جميع أنحاء العالم، من ذلك استضافة المملكة المقر الدائم لـ(البرنامج التعاوني لأمن الطيران المدني في منطقة الشرق الأوسط CASP - MID) التابع لـ(إيكاو)، ودعم (منظمة الطيران المدني الدولي) من خلال مبادرة (عدم ترك أي بلد خلف الركب)».