منع هبوط طائرات الشحن في كردستان ورقة أخرى للضغط على الإقليم

مسؤول كردي: قرار بغداد يؤثر على شركات عملاقة

منع هبوط طائرات الشحن في كردستان ورقة أخرى للضغط على الإقليم
TT

منع هبوط طائرات الشحن في كردستان ورقة أخرى للضغط على الإقليم

منع هبوط طائرات الشحن في كردستان ورقة أخرى للضغط على الإقليم

أوقف قرار الحكومة العراقية منع طائرات الشحن من الهبوط في إقليم كردستان، حركة الشحن التجاري إلى الإقليم تماما، حسبما أكد مسؤول كردي لـ«الشرق الأوسط» أمس. وقال أوميد محمد صالح الناطق الرسمي باسم وزارة النقل والمواصلات في إقليم كردستان في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القرار أثر على حركة الشحن الجوي وعمل الشركات العملاقة في الإقليم التي تعتمد على الشحن الجوي في نقل المواد الأولية لعملها».
وأوضح صالح أنه «خلال السنوات الماضية استقبل مطارا أربيل والسليمانية آلاف الأطنان من المواد المقبلة من شتى دول العالم، وبالتالي فإن منعها يؤثر بشكل كبير على اقتصاد الإقليم».
وحول إمكانية قيام الإقليم بتسيير هذه الرحلات من دون الالتزام بقرار بغداد، أكد صالح أن هذا غير ممكن، وقال: «المنظمة الدولية للطيران المدني تمنح صلاحية التحكم بالأجواء في كل بلد إلى هيئة واحدة وهي هيئة الطيران المدني، وسلطة الطيران المدني العراقي في بغداد هي التي تتحكم بالأجواء من ناحية دخول الطائرات وخروجها، وهي تابعة للحكومة الاتحادية وليست للإقليم، وأي طائرة لا تلتزم بالقرار ستجبر من قبل السلطة المذكورة على الهبوط في مكان آخر، وهذه السلطة الجوية تمنح الحكومة حق قصف أي طائرة لا تلتزم بقرارها».
وتابع صالح أن سلطة الطيران المدني العراقي لم تبلغ الإقليم حتى الآن بسبب إصدار هذا القرار، لكنها وجهت كتابا رسميا إلى كل الخطوط الجوية المتعاملة مع العراق والشركات المتعاقدة بتاريخ 10 يوليو (تموز)، تطالبها بعدم نقل المواد التجارية إلى مطاري أربيل والسليمانية، وإلى إشعار آخر.
وأضاف أن نحو 20 خطا جويا يتعامل مع إقليم كردستان، أهمها طيران الإمارات وطيران الشرق الأوسط والملكية الأردنية والنمساوية والتركية والمصرية واللبنانية والقطرية، مبينا أن غالبية هذه الشركات تسير رحلات شحن إلى إقليم كردستان لكنها توقفت حاليا بسبب قرار الحكومة الاتحادية.
وعد صالح ما قامت به الحكومة الاتحادية جزءا آخر من الحصار الاقتصادي الذي تفرضه بغداد على كردستان منذ سبعة أشهر، مشيرا إلى أن بغداد تستطيع أن تمنع هبوط طائرات المسافرين أيضا في الإقليم، مؤكدا في الوقت ذاته على أنه «إذا أقدمت بغداد على هذا الفعل، حينها تستطيع الخطوط الجوية التي ذكرتها أن ترد بالمثل وتمنع استقبال طائرات الخطوط الجوية العراقية من الهبوط في مطارات دولها».
وكشف عن أن الإقليم يعتمد حاليا بالدرجة الأولى على المنافذ الحدودية مع إيران وتركيا بوصفها بدائل للشحن الجوي، مستدركا بالقول: «لكن لا يمكن تعويض النقل الجوي، ورئاسة الإقليم والحكومة لن تسكتا على هذا الإجراء وتسعيان بشتى الوسائل القانونية إلى حل هذه المشكلة».
بدورها قالت تلار لطيف، مديرة مطار أربيل الدولي، لـ«الشرق الأوسط»: «علمنا بالقرار عن طريق عدد من شركات الشحن الجوي، التي أبلغت المطار بأنها لن تستطيع تسيير رحلات شحن إلى مطاري أربيل والسليمانية بقرار من بغداد». وأضافت: «لا أستطيع التكهن بمدة المنع لأن القرار مبهم ولا نعرف أسبابه، لكن المعروف أن بغداد تستخدم كل بطاقاتها للضغط على الإقليم، ولم نُفاجأ بالقرار لأننا شهدنا من قبل الكثير من هذه الإجراءات ضد مطاري الإقليم، وبالطبع سيكون هناك حل».
من جانبه قال طاهر عبد الله مدير مطار السليمانية إن «مطاري الإقليم يستقبلان نوعين من الرحلات يوميا، وهي رحلات نقل المسافرين ورحلات الشحن، والأخيرة تنقل السلع والبضائع للشركات في الإقليم من دبي وجنوب شرقي آسيا والخليج وأوروبا ودول الجوار». وأضاف عبد الله أن «تطبيق هذا القرار سيؤثر على الكثير من المشاريع في الإقليم، التي تعتمد على الشحن الجوي في استيراد المواد الأولية، والاحتياجات، كشركات الاتصالات ومعامل الإسمنت والأدوية ومستلزمات المستشفيات»، مشيرا إلى أن هذا الحظر على الشحن الجوي من شأنه أن يؤثر بشكل سلبي على اقتصاد الإقليم، داعيا القيادة السياسية في كردستان إلى التحرك لحل الموضوع.



تأكيد عربي على دعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.