الأفيال لديها سلاح سري ضد السرطان

الأفيال لديها سلاح سري ضد السرطان
TT

الأفيال لديها سلاح سري ضد السرطان

الأفيال لديها سلاح سري ضد السرطان

في عام 2012. قرر السيد فينسنت لينش، وعلى نحو مفاجئ، البحث عن جين الفيل الأفريقي لمعرفة ما إذا كانت هناك جينات إضافية مضادة للسرطان. ويحدث مرض السرطان عندما تقوم الخلايا بتكوين طفرات في الحمض النووي الخاص بها مما يسمح لها بالنمو والانقسام من دون سيطرة. والحيوانات الكبيرة، والتي تضم أجسادها الكثير من الخلايا، قد تكون أكثر عرضة للإصابة بالسرطان. وهذا صحيح داخل بعض الأنواع، وفي المتوسط: فإن الأشخاص الأطول قامة من البشر هم أكثر عرضة للإصابة بالأورام من الأشخاص الأقصر قامة، والكلاب الضخمة لديها مخاطر أكبر للإصابة بالمرض من الكلاب الأصغر حجما، حسب ما نشرته «زا اتالانتيك» الأميركية.
غير أن هذا الاتجاه يتهاوى عند النظر عبر مختلف الأنواع في المملكة الحيوانية. فالأفيال لم تعد أكثر عرضة للإصابة بالأورام السرطانية من كلاب الشيواوا، والحيتان ليست أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من البشر – إذا كان هناك أي شيء، فإن المخاطر لديهم ضئيلة. وهذا أمر غريب للغاية بسبب أن الحيوانات الكبيرة تميل إلى الحياة لفترات أطول، مما يوفر المزيد من الفرص لكل خلية من خلاياها الوفيرة لأن تتحول إلى خلايا سرطانية في وقت من الأوقات. وينبغي أنها تملك الكثير ثم الكثير من الأورام في أجسادها – ولكنها ليست كذلك في الواقع. فالأفيال تمتلك ببساطة المزيد من الدفاعات المضادة للسرطان.
وبالنسبة إلى الغالبية العظمى من الثدييات التي خضعت للدراسة، تتأرجح احتمالات الوفاة إثر الإصابة بمرض السرطان من 1 إلى 10 في المائة، سواء كنا نتحدث عن الفأر العشبي الذي لا يتجاوز وزنه 50 غراما أو الفيل الأفريقي الذي يزيد وزنه عن 5 أطنان كاملة.
ويُطلق على هذا الاتجاه المثير للحيرة مسمى مفارقة بيتو، على اسم عالم الأوبئة البريطاني ريتشارد بيتو، الذي وصف الأمر باستفاضة في سبعينات القرن الماضي. ومنذ ذلك الحين، اقترح علماء الأحياء مئات الفرضيات لتفسير الأمر. وأشار البعض إلى أن الحيوانات الكبيرة لديها معدل قليل، وهذا يقلل بدوره من المعدل الذي تحدث فيه الطفرات الجينية لديهم. واقترح علماء آخرون أنه في الحيوانات الكبيرة، تحتاج الأورام للمزيد من الوقت لبلوغ الحجم المميت؛ وخلال هذا الوقت الطويل، من المرجح للأورام أن تنمو معها الأورام الثانوية الصغيرة المدمرة لها من تلقاء أنفسها.


مقالات ذات صلة

الكركند والسرطانات «تتألم»... ودعوة إلى «طهوها إنسانياً»

يوميات الشرق تشعر فعلاً بالألم (غيتي)

الكركند والسرطانات «تتألم»... ودعوة إلى «طهوها إنسانياً»

دعا علماء إلى اتّباع طرق إنسانية للتعامل مع السرطانات والكركند والمحاريات الأخرى داخل المطبخ، بعدما كشفوا للمرّة الأولى عن أنّ القشريات تشعر فعلاً بالألم.

«الشرق الأوسط» (غوتنبرغ)
يوميات الشرق العلماء الدوليون ألكسندر ويرث (من اليسار) وجوي ريدنبرغ ومايكل دينك يدرسون حوتاً ذكراً ذا أسنان مجرفية قبل تشريحه في مركز إنفيرماي الزراعي «موسغيل» بالقرب من دنيدن بنيوزيلندا 2 ديسمبر 2024 (أ.ب)

علماء يحاولون كشف لغز الحوت الأندر في العالم

يجري علماء دراسة عن أندر حوت في العالم لم يتم رصد سوى سبعة من نوعه على الإطلاق، وتتمحور حول حوت مجرفي وصل نافقاً مؤخراً إلى أحد شواطئ نيوزيلندا.

«الشرق الأوسط» (ويلنغتون (نيوزيلندا))
يوميات الشرق صورة تعبيرية لديناصورين في  بداية العصر الجوراسي (أ.ب)

أمعاء الديناصورات تكشف كيفية هيمنتها على عالم الحيوانات

أظهرت دراسة حديثة أن عيَّنات من البراز والقيء وبقايا أطعمة متحجرة في أمعاء الديناصورات توفّر مؤشرات إلى كيفية هيمنة الديناصورات على عالم الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.