تهجير حوثي لأهالي حيران حجة... وتطهير أوكار للميليشيات في الدريهمي

مدفعية الجيش اليمني دكت أوكار الانقلابيين في مصلوب الجوف

نازحون من الحديدة إلى حجة يتلقون مساعدات غذائية (أ.ف.ب)
نازحون من الحديدة إلى حجة يتلقون مساعدات غذائية (أ.ف.ب)
TT

تهجير حوثي لأهالي حيران حجة... وتطهير أوكار للميليشيات في الدريهمي

نازحون من الحديدة إلى حجة يتلقون مساعدات غذائية (أ.ف.ب)
نازحون من الحديدة إلى حجة يتلقون مساعدات غذائية (أ.ف.ب)

قالت قوات الجيش الوطني الوطني أمس (الأربعاء)، إن الميليشيات الحوثية أجبرت «أهالي قرية السادة في محافظة حجة (123 كيلومتراً شمال غربي صنعاء) على ترك منازلهم والنزوح بقوة السلاح».
وأعلن المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، في بيان نشرته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أنه «وثّق حالة نزوح الأهالي، بعد أن اتخذت منهم ميليشيا الحوثي الانقلابية دروعاً بشرية، وأجبرتهم على ترك منازلهم تحت تهديد السلاح، وعملت على تفخيخ بعضها بالعبوات الناسفة».
وأضاف البيان، أن طفلين من أهالي قرية السادة أصيبا يوم أمس «جراء مقذوف هاون أطلقته ميليشيا الحوثي على منزلهما قبل مغادرته».
ولليوم الثالث على التوالي، تواصل قوات الجيش بإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، تقدمها في مديرية حيران، وذلك بالتزامن مع تطهير قوات الجيش الوطني مناطق وأوكار ميليشيات الحوثي الانقلابية في مديرية الدريهمي، جنوب الحديدة، بعد عملية عسكرية كبيرة أفضت إلى تحرير مركز المديرية من قبضة الانقلابيين. جاء ذلك في الوقت الذي أعلن محور تعز العسكري استمراره في الحملة الأمنية والعسكرية المشتركة في تعقب وضبط المطلوبين أمنياً، والعناصر الخارجة عن النظام والقانون والانتشار الأمني وبسط سيطرة الدولة، في حين دكّت مدفعية الجيش الوطني مواقع وأهدافاً عسكرية تتبع ميليشيات الانقلاب في جبهة المصلوب بمحافظة الجوف، شمالاً، وفي جبهة صرواح بمحافظة مأرب.
وبينما أعلنت قوات الجيش الوطني في جبهة الساحل اقتحام قواته من ألوية العمالقة مركز مديرية الدريهمي، جنوب الحديدة، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، وبعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي الانقلابية، وبعد قطع خطوط إمداد الانقلابيين، إضافة إلى عدد من المواقع التي كانت تتحصن بها الميليشيات الانقلابية، أكدت مصادر عسكرية اشتداد حدة المعارك، وسيطرة الجيش الوطني على مواقع في الجبهة الشرقية، وسقوط العشرات من القتلى والجرحى بصفوف الانقلابيين، بينهم قيادات ميدانية بارزة، إضافة إلى أسر القوات عدداً من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وباشرت ألوية العمالقة عملية تمشيط واسعة النطاق للمزارع والقرى المجاورة لخط وقرى اللاوي والمركز بعد تحريره من الانقلابيين، مؤكدة في الوقت ذاته أن «ميليشيات الحوثي تتخذ الأهالي في مديرية الدريهمي دروعاً بشرية، في حين ألوية العمالقة تواصل سيطرتها على المدينة».
وأكدت في بيان لها «وقوع عدد كبير من الأسرى والقتلى من صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية، بينهم أسر القيادي الكبير المدعو إبراهيم شريف، إضافة إلى مقتل القيادي في صفوف الانقلابيين المدعو محمد هادي قرقوس، أحد المشايخ والقيادات الكبيرة الحوثية، وذلك في غارة جوية لطيران التحالف العربي استهدفت مواقع تمركز ميليشيات الحوثي في الدريهمي أثناء عملية الالتفاف التي قامت بها ألوية العمالقة، علاوة على مقتل عدد كبير من القيادات الحوثية إثر استهداف طيران التحالف العربي وقوات ألوية العمالقة أماكن وتجمعات للميليشيات الحوثية في مركز الدريهمي».
وتكبدت الميليشيات الانقلابية خلال اليومين الماضين الخسائر البشرية والمادية الكبيرة؛ إذ أعلنت ألوية العمالقة مقتل «أكثر من 120 حوثياً في معركة مركز الدريهمي، وخط اللاوي الذي يفصل مركز الدريهمي عن كيلو 16، وأسرت المئات منهم في معركة، وعملية التفاف نوعية مباغتة قامت بها قوات ألوية العمالقة لحصار الميليشيات الحوثية، وقطع الإمداد عليهم في مركز مديرية الدريهمي»، وقالت «تعتبر هذه العملية هي الأعنف على الميليشيات الحوثية في محيط مركز الدريهمي وخط كليو 16 الذي يربط المدينة».
وبالعودة إلى حيران (شمال غربي محافظة حجة الحدودية مع السعودية)، تواصل قوات الجيش الوطني بإسناد من تحالف دعم الشرعية عملياتها العسكرية لليوم الثالث على التوالي وسط تكبيد الانقلابين الخسائر البشرية والمادية الكبيرة واستعادة مواقع جديدة.
وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجيش الوطني يواصل تقدمه، وسيطر على مواقع جديدة بما فيها قرى آل الزين والخوارية والدنان، التي تبعد عن مركز المديرية بنحو 4 كيلومترات، إضافة إلى عدد من القرى والمزارع التي تتحصن بها ميليشيات الانقلاب بعد معارك عنيفة سقط فيها قتلى وجرحى من الانقلابيين».
وأضاف أن «الجيش الوطني، وبدعم من تحالف دعم الشرعية، سيطر على مساحات واسعة من محافظة حجة، وأصبح على نحو ما لا يقل عن 4 كيلومترات من مركز المديرية وسط انهيارات كبيرة في صفوف الانقلابيين الذين يفرون إلى وسط الصحراء، ويتركون كل شيء خلفهم بما فيها من سقط جرحى من صفوفهم»، مشيراً إلى «استعادة قوات الجيش الوطني لكميات من الأسلحة المتوسطة والثقيلة والخفيفة بينها صواريخ حرارية».
وفي بيان مقتضب لها، أكدت المنطقة العسكرية الخامسة، أن «قوات الجيش الوطني بالمنطقة العسكرية الخامسة تمكنت من أسر 9 عناصر من ميليشيات الحوثي الانقلابية أحدهم ظل ينزف لمدة يومين في صحراء حيران بعد أن تركته الميليشيا يواجه مصيره وجاءت قوات الجيش الوطني فأنقذته، وتم إرساله إلى أحد مستشفيات المملكة لتقي العلاج كواجب ديني وإنساني»، وأن «الأسرى الحوثيين من أبناء محافظات حجة والحديدة والمحويت».
وكانت قوات الجيش الوطني قد أسرت 10 انقلابيين في نهاية الشهر الماضي من مقاتلي الميليشيا الحوثية في الجبهة نفسها.
إلى ذلك، سقط قتلى وجرحى من صفوف الانقلابيين في جبهة المصلوب، غرب محافظة الجوف، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، إثر قصف عنيف شنّته عليهم قوات الجيش الوطني التي استهدفت تجمعات ومواقع متفرقة للانقلابيين في منطقة القردة بالمصلوب، في الوقت الذي تحشد قيادة الميليشيات الانقلابية في الجوف عناصرها إلى جبهات مختلفة في المحافظة، أبرزها المصلوب لاستعادة مواقع خسرتها.
وفي تعز، قال العقيد عبد الباسط البحر، ناطق محور تعز العسكري، إن «الحملة الأمنية تواصل بصرامة إجراءاتها في تعقب وضبط المطلوبين أمنياً، والعناصر الخارجة عن النظام والقانون والانتشار الأمني في كل مربعات المدينة وبسط سيطرة الدولة وحضورها في الأماكن المستهدفة».
وأضاف «قامت اللجنة الأمنية بتعز بتسيير حملة أمنية لاستكمال استعادة حي الجمهوري، وتمت السيطرة عليه بالكامل؛ وذلك بعد تطهيرها حي الجحملية بالكامل، كما داهمت عدداً من الأوكار المشتبه وجود العناصر الخارجة عن القانون فيها، ومداهمات الأماكن المستهدفة وضبط المطلوبين أمنياً، مثل بيت الشامي وبيت الفرفور وحي القرود وسائلة القمط، إضافة إلى إلقاء القبض على عدد من المتواجدين في تلك الأماكن، ويجري التحقيق معهم لإطلاق من تثبت براءته وإحالة المطلوبين أمنياً إلى جهات الاختصاص في الشرطة والقضاء».
وأوضح أنه «يجري الترتيب لتسلم الأماكن المتفق على تسليمها بالمحاضر السابقة إلى الجهات المختصة في الدولة بإشراف اللجنة الرئاسية»، وأن «الأمور تسير بالشكل المطلوب حتى الآن، وتقابل هذه الخطوات بارتياح شعبي واسع ودعم وإسناد للجهود المبذولة في سبيل استعادة الأمن والاستقرار».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.