مواقع مقربة من النظام الإيراني: العبادي قضى على آماله بولاية ثانية

متحدث سابق باسم الحكومة العراقية قال إن رئيس الوزراء لم يتلق مشورة صحيحة

مواقع مقربة من النظام الإيراني: العبادي قضى على آماله بولاية ثانية
TT

مواقع مقربة من النظام الإيراني: العبادي قضى على آماله بولاية ثانية

مواقع مقربة من النظام الإيراني: العبادي قضى على آماله بولاية ثانية

يبدو أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أحرق جسوره مع طهران بسبب موقفه من العقوبات التي أكد في مؤتمره الصحافي الثلاثاء الماضي التزام بلاده بها، قبل أن يتراجع بعض الشيء، أول من أمس، معلنا أن بغداد ستلتزم فقط بعدم التعامل بالدولار مع طهران.
والأكثر من ذلك، أن العبادي هاجم أول من أمس، دون أن يسميها، الجماعات الموالية لإيران في العراق، بقوله إن مصلحة الشعب العراقي أهم من «مصالح عصابات»، مضيفا: «لا نتراجع عن حقوق شعبنا (...) يريدون أن يضغطوا علينا حتى نقدم مصالح عصابات على مصالح الشعب العراقي، هذا لا يمكن».
ويدا واضحا أمس أن «تراجع» العبادي أول من أمس عن موقفه الأصلي لم يرض طهران التي وإن لم تعلق رسميا عليه لكن مواقع إلكترونية مقربة من النظام كانت صريحة في رفضه. وفي هذا السياق، قال موقع «خبر أنلاين» المقرب من رئيس البرلمان علي لاريجاني في تقريره الرئيسي إن العبادي «قضى على حظوظه للبقاء في منصب رئيس الوزراء». وتحت عنوان «كيف تحول العبادي إلى عدو لإيران»، قال الموقع إن العبادي «تجاهل المصالح المشتركة مع إيران». وقال الموقع إن جميع مساعي العبادي لتشكيل الحكومة على وشك الانهيار بسبب موقفه من إيران.
وبينما يرى خصوم العبادي إن زيارته إلى أنقرة، أمس، لن تفيده في ظل أزمته مع طهران التي لا تزال تملك أوراق الضغط باتجاه ترشيح رئيس الوزراء المقبل، لا سيما أن العبادي يطمح إلى الحصول على ولاية ثانية، فإن مؤيديه يرون أن زيارته الحالية إلى أنقرة «ليست جديدة حتى تكون بديلا لزيارة طهران» مثلما أبلغ «الشرق الأوسط» الدكتور عدنان السراج رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية والمقرب من العبادي.
ويضيف السراج أن «زيارة العبادي إلى أنقرة كان معد لها منذ فترة لكنها حصلت الآن في ظل توقيت مهم بالنسبة لكلا البلدين»، مبينا أن «العراق اليوم في موقف يستطيع من خلاله اتخاذ إجراءات سياسية لدعم تركيا مقابل قرارات تركية في مسائل تتعلق بإطلاق المياه والحدود ومنع الطائرات التركية من اختراق الحدود العراقية».
وعما إذا كانت لهذه الزيارة علاقة بزيارته التي كانت مقررة إلى إيران، يقول السراج إن «هذه الزيارة مهمة على صعيد كون العراق قادرا على الوقوف إلى جانب دول الجوار ويمكن أن تعطي إشارات مهمة إلى دول الجوار بأن العراق يقف مع هذه الدول دون استثناء وبالنسبة للحديث عن زيارته إلى إيران فإنها غير واردة لا الآن ولا في المستقبل القريب».
من جهته، يرى المتحدث السابق باسم الحكومة العراقية، الدكتور علي الدباغ، لـ«الشرق الأوسط» وردا أنه «لا ضرورة لأي زيارة خارجية للعبادي في وقت هناك استحقاق لتشكيل الحكومة وقد بلغ ذروته بعد الانتهاء من عملية العد والفرز المثيرة للجدل»، مبينا أن «تطوير العلاقة مع الجوار مهمة جدا ويجب أن تأتي ضمن مشروع ورؤية مدروسة للمصلحة الوطنية الحقيقية التي تحقق للعراق وشعبه فوائد وعوائد أمنية واقتصادية وتبادلا حقيقيا وملموسا للمصالح». وكشف الدباغ أنه «نصح العبادي في بداية هذا العام بلقاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لمتابعة الملفات العالقة وإطفاء القلق التركي منها والتوقيت للزيارة ليس مناسبا الآن ويعطى انطباعا غير إيجابي».
وبالنسبة لإلغاء زيارته إلى طهران، يقول الدباغ إن «العبادي أخطأ واستعجل في تبيان موقف العراق من العقوبات ضد إيران وكان يمكن له أن يجد الكثير من الأسباب لعدم إعلان أي موقف سلبا أو إيجابا رفضا أو التزاما من تلك العقوبات وأن يعطي نفسه وقتا وفرصة للتشاور مع الأميركيين ومع الإيرانيين أيضا». ويضيف الدباغ أن «العبادي اعتمد استشارة خاطئة في إعلانه ولم يوسع استشارته.
كما أن التراجع عن موقفه أو تصحيحه كان يجب ألا يتأخر حيث خلق تداعيات وانقسامات كبيرة وأعطى تناقضا جديدا يضاف للتناقض الذي حدث بين إعلان العبادي وموقف الخارجية العراقية، وفي كل الأحوال فإن العبادي تعرض مع الأسف لخسارة ووجهت إليه حملة قاسية ومزايدات لا داعي لها من حلفاء وخصوم».
ويتابع الدباغ بأن «إيران لم ترد على طلب العبادي للزيارة وهذا رفض للطلب، حيث إن هناك شعورا عاليا بالمرارة في إيران من موقف العبادي المتعجل، حيث ترى إيران أن تركيا وباكستان والهند أعلنت عدم التزامها بالعقوبات بينما العراق - الذي يعتقد البعض في إيران تكبرا واستعلاء بأنه وصي على العراق - يتسابق في إعلان التزامه بعقوبات ظالمة أينما حلت».
بدوره، يرى نائب رئيس الجبهة التركمانية والنائب عن محافظة كركوك، حسن توران، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «زيارة العبادي إلى تركيا مهمة سواء لجهة كون العراق دولة محورية في المنطقة أو لجهة الملفات العالقة بين البلدين وهي مهمة جدا».
وردا على سؤال عما إذا كانت هذه الزيارة يمكن أن ترفع حظوظ العبادي لجهة صراعه مع خصومه من داخل الكتل الشيعية، لا سيما تحالفي «الفتح» و«دولة القانون» بشأن ترشحه لولاية ثانية، يقول توران: «بكل أسف فإن الدور التركي دون مستوى التوقعات رغم أنهم قادرون على لعب دور أكبر».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.